٤٥

5.5K 224 3
                                    

سقطت مرة أخرى بدون أي لمحة للحياة فيها .....

يغترف الألم آناته لمصب القلب وأي قوة به الآن ؟
زلزل سقوطها نبضاته وعزف الدموع ومر الألحان  ....

آنين قلبه ...أهذا صوته ؟....ام تأوهات الاجساد المُلقاة على الأرض بدوائر الدماء حولها ....
ركض إليها بأي قوة لا يعرف ولكنه هرع إليها كالمجنون ليرفع رأسها بصراخ :-
_ فااااطمة
انتشر رجال الشرطة بشكل مفاجئ بعد أن كاد إسلام أن ينهض من اغمائته ويبصق مسدسه عيار ناري بجسد فهد ولكن توقف بقوة آمرة :-
_ نزل سلاحك يا اااسلام ، خلاص اتكشفت
أمر الضابط وليد وهو أحد اصدقاء فهد بقيد اسلام والمجرمين الآخرين معه ثم اقترب من فهد بتساءل :-
_ انت بخير ؟
حملها فهد بين يديه بوجه يتعارك مع الوقت واجاب سريعا :-
_ انا لازم اروح لأقرب مستشفى حالا
رد وليد بأشارة من يده للخارج :-
_ العربية برا ، وفي مستشفى بس بعيدة شوية عن هنا ، ان شاء الله خير
وقع عين فهد فجأة على اسلام الذي كان ينظر له بغل وحقد فقال فهد بشراسة :-
_ لما ارجعلك يا حقير ، انت والكلاب اللي معاك

سيارة وليد كانت تقف بوسط الطريق الزراعي وهو يقترب اليها بخطوات تركض وقد تسللت بعض الدماء اليها من رأسها الجريح .....
بثوانٍ قليلة كان قد وضعها بداخل السيارة وامر احد العساكر بالقيادة .....انصاع العسكري للامر حتى تحركت السيارة بهم بسرعة عالية .....

            *****************
تتواتر المشاهد من نافذة السيارة ولا تراها العين .... مشاهد ضبابية لغيمة الدمع المحلقة بالمآقي .....عيناه الباكية  الملتصقة بجبينها .....ودمائها قد رطبت ملابسه ...غمغم بتهدج :-
_ ماتسبنيش يا فاااطمة ، ارجعيلي لو بتحبيني .... انا هموت من غيرك ......مااااااتسبنيش ...يحرم عليا الحب من بعدك ..

تلتقط انفاسها بصعوبة ....صوته تسمعه من بعيد ...ولكن يُحيي القلب العاشق العنيد ....رفات الأمل داعبت نبض الفؤاد وما كان للعشق مخرجا من النبضات .
وأين ذلك العنفوان القاس الذي كانه من قبل ؟!...
لتصبح الدموع رفيقته مثلما يرافق وجهها صدره ....ويداه محاطه بإحكام .....
سير السيارة في الطريق  يبدو بطيء ! ....
قبّل يداها مردداً ببكاء صامت معذب من الألم :-
_ لو ليا خاطر عندك ارجعيلي ....اتمسكي بيا يا فااطمة ... عارف أنك سمعاني وحاسة بيا .... ماتبقيش خاينة واوفي بوعدك معايا ....مش هتسبيني انا متأكد

تمتمت ببطء شديد وهي في حالة اشبه بالغيبوبة ...كلماتها غير مفهومة والحروف تأبي التوحد .... ليضمها من جديد الى صدره بدمعة ودعت عيناه والتصقت على خدها البارد ... ليقل باكيا :-
_ يارب انا مش عايز حاجة غيرها ، مستعد استحمل أي وجع إلا فراقها ...... يارب أنت عارف اللي جوايا ...

توقفت السيارة ليترجل منها سريعا وحملها مرة أخرى ليدلف لذات المبنى الصحي بهذه البلدة الصغيرة ....
تم اخذها لغرفة مباشرةً للفحص حتى يقرر الطبيب عمله ...

وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من لياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن