مرت سيارة آدم من أمام الجامعة حتى اختفت بين زحام الطريق واختفى مرح مريم تدريجيا وهي تلتفت خلفها كل دقيقة تقريبا .....راقبها بتعجب من تحولها الجذري للتعابير المتجمدة على وجهها وبدأ يتسلل له الغضب فبهذا التغير قد اوضحت تصرفها الماكر الذي كان تظاهرا بكيد أنثوي لإمرأة أخرى ...... رماها بنظرة غاضبة وقاد سيارته بإتجاه المنزل .......
هدأت تعابير المرح على وجهها ولكن بداخلها تتراقص فرحا من أنتصارها على تلك الفتاة الوقحة وذلك قد اهداها ثقة كبيرة بنفسها تستطيع بها مواجهة أي شيء يخص ذلك الأمر ......
وفي خلال الطريق قد اشتعل غيظه منها الى الذروة وعيناه لم تنفك عن قدح الشرر أثناء القيادة حتى اوقف السيارة أمام الباب الخارجي للڤيلا ونظر لها بعصبية قائلا :-
_ يلا انزلي
ترجل من السيارة صافقا الباب خلفه بغضب حتى خرجت هي أيضا بابتسامة خفية ودلفت للداخل دون أي حديث ....صرّ على اسنانه بعنف وهتف:-
_ اوك ....استحملي بقى اللي هيحصلك... مش فاكرة نفسك ذكية !!! ..... ماترجعيش بقى تعيطي ...استقبلتها الهرة راكضة عليها حتى حملتها مريم مبتسمة :-
_ وحشتيني يا كتوكتي ....لو ينفع اخدك معايا كنت خدتك والله لكن للأسف ماينفعش ....
اتت كريمة متساءلة بجدية :-
_ احضرلك الغدا ياست مريم ؟
قطبت مريم حاجبيها ضيقا وتذكرت كم صبت غضبها على مربيتها الحبيبة سابقا فتركت الهرة لسبيلها ووضعت اناملها الرقيقة على يد كريمة المربية وقالت بأسف :-
_ انا عارفة أنك لسه زعلانة مني ...بس كنت مضايقة وماكنش قصدي ازعلك والله ...ماتزعليش مني عشان خاطري ....انا ماكنتش هقدر اقعد هنا وماما مش موجودة غير بيكي انتي يا دادة....
ابتسم كريمة بمحبة وقالت :-
_ خلاص مش زعلانة يا حبيبتي ....قوليلي بقى اجيبلك الغدا دلوقتي ولا استنى شوية ...
ابتسمت مريم بمرح وقالت بغمزة :-
_ طب حضري الغدا وقولي لأدم اني مستنياه
رمقتها كريمة بمكر واجابت :-
_ شكلك عاملة مصيبة انا عرفاكي 😂
ضحكت مريم واضافت :-
_ هحكيلك بعدين بس روحي قوليله كدا على ما اخد شاور سريع وانزل ....
ذهبت كريمة بابتسامتها الطيبة المعهودة عليها وصعدت مريم لغرفتها ولم تترك الابتسامة المرحة وجهها ....جلس آدم بغرفة المكتب المواجهة للمسبح يزفر بضيق وغيظ من تصرفها ولم يدرك أنها ماكرة إلى هذا الحد ...نهض ووقف أمام الباب المطل على المسبح ووضع يداه بجيوب بنطاله حتى طل ذلك المشهد الذي حدث منذ ساعات بمخيلته ....ابتسم رغما عنه ...لو انها تدرك كم تبدو فاتنة عندما تتظاهر بالمكر لصدمت .... حتى برائتها تقوده للجنون وتفتنه أيضا ...كل شيء بها لا يترك مساحة للتعقل به ......ويبدو أن الايام الآتية تحمل كثيرا من المفاجآت ...
مر أكثر من نصف ساعة حتى أتت كريمة الخادمة إليه متساءلة :-
_ الغدا جهز و...
قاطعها بحدة بأشارة من يده :-
_ مش جعان
مطت كريمة فمها بتعجب وتابعت بترقب :-
_ خلاص هروح اقول لمريم عشان مستنياك ...
رفع آدم حاجبيه بتفاجئ وقال :-
_ هي مريم مستنياني ؟! .....طب هخلص ورق في إيدي وجاي اهو ....
كتمت كريمة ابتسامتها وذهبت من أمامه بتمتمة :-
_ يخرب عقلك يا مريم عملتي في آدم إيه 😂
أنت تقرأ
وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من ليالي
Romanceوحوش لا تعترف بالعشق سكناً للقلب... شقيقان قد لونت القسوة خضاب قلوبهم حتى اصبح أنين القلب "طنين" يزعج سكون نبضاته يمتلكون أكثر متاع الحياة نفوذ,سلطة ,وسامة طاغية ,مكانة اجتماعية رفيعة....الا الحب كلاً منهم له حساباته الخاصة كي لا يعشق ! هل رفيف الب...