بعد إنقضاء أكثر من منتصف اليوم بالسفر توقفت سيارة أجرة أمام فندق على شكل حجري من الخارج وتلتهم أمواج البحر خلفه أي صوتٍ آخر وقد اضحت الشمس بغروب اللون الاحمر القاني ويلوح لها الطيور بأجنحتها الذي تستقبل عليل النسمات .....
اخرج السائق حقائبهم ورمق فهد زوجته فاطمة الذي كانت تتأمل المكان حولها بأنبهار بنظرة حانية عاشقة ....قبض على يدها بتملك وتوجه للداخل وتبعهم أحد عاملي الفندق بحمل الحقائب .....
ثم انتهى مع عامل الاستقبال من استفسار الحجز مسبقًا وصعد الى الجناح المخصص لهم ....
ونظراته جائعة لمرأها ونظرات عيناها التي تحلق بمرح بالنواحي هنا وهناك حتى دلف للجناح المنشود ووضع عامل الفندق حقائبهم بقرب الباب ليشكره فهد بوضع بعض النقود بيده وانصرف العامل بابتسامة رسمية .....
ركضت كالطفلة للشرفة الواسعة الابواب التي تطل على مياه الشاطئ مباشرةٍ وهتفت وهي تفرد ذراعيها للهواء العليل :-
_الله ❤ بقى معقول انا في المكان الروعة ده وهقعد كمان اسبوع فيه !! .....أنا مش مصدقة
حاوطها بيداه وهمس بقرب اذناها برقة :-
_ لأ صدقي ....لو كنت عرفت أخد شهر كامل ماكنتش اترددت بس للأسف انا خدت اجازات كتير الفترة اللي فاتت وماعرفتش أخد أكتر من اسبوع ....ماحبتش اضيعه في السفر برا ....ولا حبيت اروح اسكندرية لأني روحتها كتير ....جبتك هنا عشان نبقى بعيد عن أي حد نعرفه ...لوحدنا
اطرفت عيناها بابتسامة متوردة خجلا واجابت وهي تستدير له وتنظر بعيناه مباشرة :-
_ الاسبوع ده هيبقى بعمرنا كله ....مش هغمض عيني ولا هفتحها غير وأنت جانبي
اقترب لدقائق ليبتعد وهو يرى انفاسها متسارعة فابتسم قائلا وهو ينظر لمياه البحر :-
_ المكان هنا هادي وفيه خصوصية عالية جدًا عشان كدا اختارته بالتحديد ....
طلت لمعة خائفة بعيناها وقالت :-
_ ما تبطلش تقولي بحبك .....ماتنسانيش في الزحمة
رفع اناملها لشفتيه قائلا بعشق وهو يفردهم على وجهه واجاب :-
_ طب مش لما ابطل احبك اصلا ....انا مش هبطل اعشقك ....وبعدين انسى ايه يا فاطمة وزحمة ايه اللي بتتكلمي عنها !! ....ده انا خطفتك من الزحمة وجبتك هنا عشان تكوني ليا لوحدي .....وماتخافيش يا فاطمة ...انا عارف أني ممكن اموت في أي لحظة بسبب شغلي ...مش هضيع ثانية وانتي معايا في أي زعل ....
وضعت يدها على شفتيه بدموع وهتفت :-
_ حرام عليك ما تقولش كدا تاني ....هو أنت شايف أن ليا حد غيرك ؟! .....ربنا يخليك ليا ولعيالنا اللي ناوية اجيبهم أن شاء الله يعني
اتسعت ابتسامته :-
_ نفسي في بنات كتير وكلهم شبهك
كفكفت دموعها وقالت بمرح غمر وجهها :-
_ لأ نفسي اجيب ولد شبهك ولد شبه بابا عمر وبنت شبهي وبنت تانية شبه ماما ليالي ....أنا بحبهم أوي وحاسة كأنهم امي وابويا بجد ...
اقترب مرة أخرى وقبل رأسها قائلا :-
_ ربنا يخليكي لينا يا عيوني
وتابع بضحكة :-
_ كل ما اتخيل وانتي بتضربي اللي ضايق مريم ابقى عايز اضحك....مفترية من يومك 😂
ضحكت ثم قالت :-
_ انا لما بتعصب ببقى شرسة خاف مني بقى 😂
مرر يده على وجهها بنظرة عاشقة وقال :-
_ اجدع بت شوفتها في حياتي .....في الجد واقفة جانبي ولا اجدعها صاحب ....
قالت متساءلة بلهفة :-
_ طب وفي الحب ؟
ابتسم لها بمكر واجاب :-
_ بتبقي بكل بنات الدنيا في عيني ...ومافيش واحدة تملى عيني غيرك انتي .....انتي متفصلة لقلبي بأدق التفاصيل
أنت تقرأ
وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من ليالي
Romanceوحوش لا تعترف بالعشق سكناً للقلب... شقيقان قد لونت القسوة خضاب قلوبهم حتى اصبح أنين القلب "طنين" يزعج سكون نبضاته يمتلكون أكثر متاع الحياة نفوذ,سلطة ,وسامة طاغية ,مكانة اجتماعية رفيعة....الا الحب كلاً منهم له حساباته الخاصة كي لا يعشق ! هل رفيف الب...