ابتسمت وهي تنظر حولها ولم يتوقف صوتها الهامس عن الغناء حتى توقفت تدريجيا عندما شعرت أن الارجوحة قد زادت سرعتها بعض الشيء !
كانت مندمجة في البداية حتى استدارات خلفها والتقت عيناها بعيناه التي كانت بها لمحة دافئة أكثر من المفروض وبدأ يصوتها يتهدج بإرتباك وكرهت غبائها لأنها لم تشك أنه سيأتي من الداخل ويترك الجميع حتى يأتي ويلحقها قبل أن تذهب من هنا ...
وقف خلف الأرجوحة وهو يدفعها برفق مدلل وقد عشق فكرة أنها تغني له دون رجال الارض جميعا ولم يتحرك من مكانه رغم ارتباكها الواضح وعيناها التي كانت تتهرب منه وتذكرت الخوف الآن ...
وكيف للعشق أن يغزو ..وينمو ..بداخل اسطورة قاسية
ويسأم البُعد والقسوة وكل شيء إلا العشق ...
فمن تلك الصغيرة التي ارجفت قلبه وجعلته يشعر هكذا ، جعلته يقف لأول مرة يريد أن يبقى .... يريد أن يستمع ، كيف لصوت هذه الصغيرة الذي ترك دعم الموسيقى وأطرب مسمعه ، سرى إلى قلبه مباشرةً ، توقف أيها القلب عن الخفقان ....فأنت لا تصلح للعشق ...ابتعد يا قلب الفهد
قال بفحيح صوته الغامض وقد تغلبت إرادة القلب على ثباته :-
_ كمليبلعت ريقها الجاف وهي تحت مراقبة نظراته الثابته على عيناها ..وكأنه يريد إجابة على سؤال لم يستطع التفوه به ، هل توهمت عندما رأت ضمة حنونة بعينيه أم هذا تأثير هدوء المكان ؟ ....نهضت والقت عليه بنظرة عتاب فهي لم تنسى كلماته الجارحة لها ولأول مرة تشعر أنها تركض هربا من نفسها وليس منه ...ولأول مرة أيضا يتركها دون أن يلحق بها ، بل وكأنه اصبح تمثال متجمد وعيناه التي غرقت ببئر التيهة تغزو غموض هذا الشعور الذي تملك منه منذ رؤياها ، فيبدو أنه ترك رغبته بقربها تتغلب عليه ، جلس بمقعدها على الارجوحة التي اهتزت بعض الشيء من عصبية حركته وشردت نظرته للظلام الذي تلصص ضوء القمر لينيره قليلا وصفع عتمة الليل ... ارتبكت ملامحه بسؤال العقل لقلبه الذي يتمايل مبتسما ...
ماذا بك ايها القلب ؟دلفت للداخل بأنفاس لاهثة وحتى لا يلاحظ احد رسمت ابتسامة على وجهها كانت ترمق بها الجميع بشكل عشوائي حتى اقتربت منها سيدة ترتدي نفس قماشة معطفها القصير ...قالت السيدة السمينة بنظرة احتقار وهي تتفحص رداء فاطمة وبالأخص المعطف :-
_ هو مش انتي البت اللي بتشتغل عند نايا ، انا شوفتك وانا باخد فستاني من فترة ....نظرت لها فاطمة وقد تعجبت من نظرة المرأة لها ثم لاحظت اتجاه نظرتها حتى جف حلقها عندما رأت ردائها الذي كان معطفها القصير جزءً منه ....شعرت فاطمة وكأنها لصة ولكن حدث ذلك بالمصادفة ....تمنت أن تتفهم المرأة الأمر ولم تفصح عن شيء أكثر من ذلك ...حتى ارتفع صوت المرأة بشكل عالٍ وكأنها أرادت احراجها عمداً :-
_ واضح أنك مش امينة على الشغل اللي بتعمليه ، بس انا ليا كلام تاني مع اللي مشغلاكي يا حرامية ...
أنت تقرأ
وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من ليالي
Romanceوحوش لا تعترف بالعشق سكناً للقلب... شقيقان قد لونت القسوة خضاب قلوبهم حتى اصبح أنين القلب "طنين" يزعج سكون نبضاته يمتلكون أكثر متاع الحياة نفوذ,سلطة ,وسامة طاغية ,مكانة اجتماعية رفيعة....الا الحب كلاً منهم له حساباته الخاصة كي لا يعشق ! هل رفيف الب...