١٨

5.9K 267 3
                                    


يخفق القلب بشدة لتثور بقاعه عشقا على عشق حتى تحركت عيناه بإتجاه حركتها المتمايلة ببطء وإغراء حتى دلف بهدوء للداخل ونظرته لم تتركها لتصطدم به برجفة قوية قد صدحت بأوصالها حتى غمغمت ببطء مرتبك :-
_ ف..فهد !
كان يقترب منها وشعر بالتسلية لأرتباكها حتى اضحى بالقرب منها فتوقفا متأملا بصمت يتفحص وجهها الذي اشتعل احمرار بخجل لتسدل نظرتها لجهة أخرى بحياء حتى تحدث ببطء اربكها أكثر :-
_ ماكنتش أعرف انك كدا
نظرت له وهي ترتجف وأرادت الهرب من امامه حتى تمسكت بآخر قوة دفعاتها وقالت بتوتر :-
_ كدا إيه ؟
طافت بسمة خفيفة على محياه ليتابعها نظرة ماكرة وأضاف بخبث:-
_ انك منظمة كدا ...رتبتي الشقة
بلعت ريقها بإرتياح فقد ابتعد  بحديثه عن ما سيجعلها أكثر حرجا وقالت متظاهرة القوة :-
_ اه ..لقيتها مبهدلة فقولت ارتبها ...مش كدا احسن ؟
جذبها إليه بقوة وقال متعمقا بعيناها :-
_ احسن أوووي ...احسن شيء شوفته تقريبا ..
جعدت حاجبيها وهي تنتفض من الخجل وابتعدت عنه بدفعه من يدها ...حتى تابع حديثه بنظرة أكثر مكرا :-
_ جبتلك طقم حلو عشان تلبسيه ، سيبته برا في الصالة  ...عشان تعرفي تخرجي معايا وتنقي على ذوقك كل اللي تحتاجيه ....روحي جربيه
ركضت من أمامه وكأنها كانت تنتظر مبرر لتذهب حتى جلس وقد غمرت عيناه تلك الابتسامة الذي يطوف بها المرح والعشق طوف الريح بين نظرات عيناه التي لم تنظر لإمرأة قط ...وإرادة المولى عز وجل شاء أن أول من تجعل قلبه يرجف هكذا تكون زوجته ....لا عصيان في تأملها ولا قربها ....ولكن يبقى خوفه قيد الوجود ...يريد أن يقترب عشقا ويريد أن يبتعد خوفاً عليها ومنها ....وفي بقاع الحيرة ...يقطن !

خرجت من الحجرة بذات الوجه المتورد لتبحث بتيه عن ذلك الرداء ...رمقته على احد المقاعد ...عدت اليه بخطوات مرتجفة ثم ذهبت لغرفتها ولا تعلم اتهرب منه ام من نفسها !...
فهي إلى الآن لم تفطن مدارك قلبه وعقله ...لن تجسر على الاقتراب خوفا من الخذلان ...
دلفت للغرفة وبدأت ترتدي ما اتي به ...وهو عبارة عن تنورة طويلة بعدة طبقات اعلاهم طبقة من الدانتيل الأسود  وبلوزة من القطن الابيض تطوق ياقتها بوردة نفس لون وقماشة التنورة ...ابتسم قليلا عندما رأت حجاب مقارب من هذه الالوان ...تبقى الحذاء ! ولكن لا ضير في ذلك فحذائها الذي اتت به إلى هنا يفي بالغرض ...وبعد لحظات وقفت تتأمل مظهرها أمام المرآة واعجبها ذوقه كثيرا ..فيبدو أن يتذكر منذ ليلة زفاف شقيقته أنها تحب اللون الأسود ...اتسعت ابتسامتها بخجل عندما تذكرت كيف تحدث معها عندما اتى فجأة منذ دقائق ....ثم عقدت حاجبيه بقلق ..وقالت متمتة بحيرة :-
_ يمكن عجبته عشان كدا اتكلم معايا بالطريقة دي ! ، مش لازم يكون ..حب !!
سرى بداخلها الألم سريان الطيور المحلقة وتابعت بحزن :-
_ مش هينفع اعيش معاك وانت مش بتحبني ولا حاسس بيا  ...يا تحبني ..يا همشي من حياتك يا فهد وارجع لأهلي ...
على ذكر اهلها فقد تعجبت أكثر فهما لم يذكروها حتى بإتصال ...قكبت حاجبيها بقلق ثم ارتدت حذائها وخرجت له ...روبا

وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من لياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن