٣٨

5.3K 226 3
                                    

دلفت نعيمة ومعها فاطمة وزوجها فهد إلى غرفة فسيحة بعض الشيء بحوائط متقشرة بلونٍ قاتم ولكن ريحها طيب الشعور ...التفتت لهم وقالت :-
_ ارتاحوا على ما احضرلكم الغدا
ذهبت وتركتهم ينظرون حولهم بابتسامة حتى ركضت فاطمة للنافذة القريبة وراقبت الشمس وقد بدأت تغرب ثم قالت :-
_ بقالي كتيررر ماجيتش هنا ، انا بعشق المكان ده
اتجها نحوها ثم جذبها إليه بنظرة حادة وقال بتحذير :-
_ مش مسموح لك تعشقي غيري ، مش أنتي بتعشقيني بردو ولا كان كلام ؟!
وضعت يداها على كتفه بابتسامة واجابت بمكر :-
_ بتطلب مني اللي ما قولتهوش أنت ...بس هعديهالك لأني متأكدة من اللي جواك
تنهد فهد طويلا وقال بنظرة عميقة تقل الكثير مما يشعر به :-
_ قلتهالك قبل كدا ....أنتي قيمتك كبيرة عندي ، وقولتلك أن الروح ما بتسألش .... والاجابة هتعرفيها يا فاطمة بس بطريقة تستاهلك مش في لحظة عادية كدا ..... دي حكاية العمر كله

قالت بنبرة تشع محبة :-
_ أفرض العمر قصير ؟

قال بضيق غمر عيناه ومرر يده على جانب وجهها برقة :-
_ العمر بيقصر لما ما نعيشهوش ....لما ما نحسش بالفرحة فيه ...بيقصر حتى لو بقى  ١٠٠ سنة .....اديني يوم وانتي قصاد عيني ولا سنين وانتي بعيدة ...
لسه محتاجة كلام ؟!

محتاجة كلمة واحدة وسط كلام كتير ...بس مش مستعجلة لأني متأكدة انها جواك .....اعشقني براحتك 
اتسعت ابتسامته وقال :-
_ فاتت محطة العشق من زمان... لدرجة أني مابقتش عارف انا فين .... تُهت !!
اخفت مرح عيناها وقالت :-
_ قريت الكلام ده فين ؟! ....قولي يمكن اتكلم زيك
تطلع لتقاسيم وجهها ببطء وأجاب :-
_ ما انا قولتلك انا مش بتاع كلام .... ولا بحب القراية كتير .... وأنتي تعرفي طبعا أني ضابط شرطة ...بس لسه ما تعرفيش أني مجرم في ... الحب
خافي على قلبك مني
مطت شفتيها بسخرية ثم تابعت بضحكة رقيقة :-
_ يبقى روحت بلاش ... فتش جواك هتلاقيه ....
رفع حاجبيه ورد واضعا يدها على قلبه :-
_ يمكن عشان كدا ضربات قلبي بقت سريعة ؟! ...حاسة ؟
وجذب رأسها إلى قلبه ثم قال :-
_ سامعة ؟ بقلم رحاب إبراهيم
ابتسمت بخجل بوجه قد تورد ودعت لرب العالمين أن يعينها على الطريق الذي بدأت منذ اليوم ....دق قلبها الآن ليس سعادة فقط بل خوف وترقب من الأتي ...من غموض الساعات القادمة ....من اكتشافه  سبب وحقيقة مجيئها إلى هنا ..
_____________________________صلّ على النبي الحبيب

تمر الساعات ببطء ...هل من ملل الرقاد ...أم من الفراق
وتستوي آنات القلب مع لهيب الألم بدمج دامي ....يستبيح الدموع على اطلال عشق لم تطل عليه شمس السعادة ...
اقتربت الهرة منها ولكن شغف الحياة بها قد ذبل حتى ابعدتها بدموع ..... دموع من كل شيء ...على نفسها وعلى شقيقها ....فكم تألمت عندما اخبرها عمر عن ما حدث مساء امس ...لتعود بموجة الم لأمر قلبها حتى أخرجت رسالة ندى من اسفل الوسادة وحرصت أن لا تخبر والديها بها ...قالت :-
_ ماكتبتش اسمها في الجواب بس انا متأكدة أنها هي ....
منها لله ....

وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من لياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن