٣٧

5.2K 224 3
                                    


ببداية يوم جديد ...يقولون دائماً أن هناك أملًا ما ...فهل بسهم شعاع الشمس هذا الأمل على حياتهم ؟

اعدت كريمة طاولة الافطار وانتظرت مجيئهم دون أن تصعد وتيقظهم وقد علمت بأمر فهد بالأمس ..لذلك فضلت الانتظار .....

خرجت ليالي من غرفة مريم بوجه عابس وتوجهت لغرفتها لتدلف لداخل الغرفة بتقطيبة اظهرت اليأس بعيناها حتى اخفض عمر هاتفه من جانب أذنه وقال :-
_ مريم كويسة ؟
زفر ليالي بضيق وهي تجلس على الفراش وتضع يدها على وجهها بعصبية ثم اجابت :-
_ مش حاسه ، انا عارفة بنتي كويس .... مش راضية تتحرك من مكانها ولا عايزة تفطر ..انا خايفة عليها أووي يا عمر
نهض عمر بإستياء وقال :-
_ حتى فهد تليفونه مقفول ، رنيت عليه كذا مرة ومافيش فايدة ....بس هلاقيه وهجيبه
قال هذا وتوجه للخارج وكأن المعارك تضرم أمامه ولا تهدأ ....
______________________________صلّ على النبي الحبيب
حملقت بالفراغ بوجه شاحب كالاموات وعيناها  الزرقاوين كعين هرة قد وقعت ببئر  عميق ويئست من النجاة ..وتغلب الألم على اهدابها ليذبل الجفون كجفاف الزهور ....
لم تنتبه لمقبض الباب وهو يتحرك ليطل منه وجه ابيها وبين يداه طبق به بعض الاطعمة ليقترب منها بعد أن اغلق الباب بهدوء ثم خطا ليجلس بجانبها .......
وضع عمر الطبق بجانبه ثم جذبها من يدها لتعتدل وقال :-
_ صليتي ؟
هزت مريم رأسها بالايجاب وقالت :-
_ صليت القيام والفجر والضحى ...
ابتسم عمر بمحبة وقال :-
_ ربنا يحميكي يا حبيبتي ..... يلا عشان تفطري
رفضت وكأن الطعام سما سيغور بجوفها غضبا ليتابع حديثه بتقطيبة :-
_ طب ينفع تسيبيني كدا جعان ! ، ما وحشكيش الفطار مع بابا
ارتعش فمها من ثورة البكاء الذي تجاهد حتى لا تظهر ثم رمت رأسها على صدره وانسالت عبراتها بحزن صامت ، فربت علي رأسها مطمئنا وقال :-
_ عيطي يا مريم ....عيطي عشان ترتاحي وتخرجي اللي جواكي وانا هفضل جانبك لحد ما ترتاحي ...
حاوطت يداها خصر ابيها ورأسها مدفون على صدره وقالت بالكاد :-
_ انا مش عايزة اتكلم ، سيبني اعيط لحد ما اهدأ يا بابا
مرر يده على شعرها بحنان وقال :-
_ خلاص هتكلم انا .... انا ما كنش لازم أوافق على جوازك من آدم ....
تابع بمكر وقال :-
_ هو رافض يطلقك ، وانا مش هجبر تعيشي معاه وأنتي ما بتحبيهوش ومش عايزاه ......انما بالنسبة للي حصل امبارح فأنا مصدقه لأنه مش كداب ...
ارتجف قلبها فجأة حتى ابتعدت قليلا ونظرت لوجه والدها الحاني وقالت بدهشة :-
_ مصدقه !! معقول ؟!
هز رأسه بالايجاب وقال بعقلانية :-
_ آدم مش من النوع اللي يتجبر على حاجة تحت أي ضغط ، وامبارح هو قال بنفسه أنه كان ناوي يبعد عنك  لكن ماقدرش ورجع ..... بس في حاجة انا مش فاهمها ...أنتي يا مريم
جعدت ما بين حاجبيها تعجبا وتمتمت:-
_ انا ؟
ربت عمر على جانب وجهها برفق ونظرة محبة وقال :-
_ أنتي لما عشتي معاه كنتي عايزة تكملي ، ولا مستسلمة للامر الواقع واللي حصل حصل خلاص؟  ...لأن في فرق كبير بينهم

نظرت للاسفل بخجل ولم تجيبه حتى لمعت نظرات المكر بعيناه وتابع :-
_ طب قوليلي بصراحة ...امبارح لو ما كناش جينا كنتي هتسمعيه ولا وجودنا أثر على الموقف ؟
لاحظ احمرار وجهها بالتدريج فتأكد أنه في الطريق لغايته وقال فجأة :-
_ اطلقك منه من غير تردد ولا احاول أعرف الحقيقة الأول
رفعت عيناها بألم وحاولت أن تجيب ولكن الكمها الحرج ليبتسم لها قائلا :-
_ انتي بتحبيه يا مريم ..... صح ؟ .....المرادي لازم تجاوبي
ضغطت على شفتيها السفلى وقالت بنبرة مرتعشة من البكاء :-
_ اه ...بحبه
رقت نبرة عمر وتابع اسألته :-
_ من امتى ؟
تنهدت مريم تنهيدة يملأوها الحزن وقالت :-
_ من زمان ، منا زمان أوي ....وكنت ساعات بنام معيطة لما كنت اسمعه بيكلم واحدة زميلته حتى لو كلام عادي .... ولما كان بينجح بتقدير عالي ومايبقاش فرحان كنت ببقى عايزة اتنطط من الفرحة وابقى متغاظة منه ..... بس هو دايما معاملته كانت قاسية معايا أووي ...
نظر لها بتذمر ثم قال بمرح :-
_ طب ما قولتليش ليه مش احنا صحاب .... بس انا مبسوط انك طلعتي بيه يا مريم ولو أني كنت حاسس بكدا بس ماكنتش متأكد .......واللي عايز اقولهولك أن آدم وصله نفس احساسي ...
مسحت مريم عيناها بأطراف اناملها باستغراب وتساءلت :-
_ مش فاهمة !
اوضح لها الأمر قائلا :-
_ كتير كنت بسمعك تقوليله أنه زي أخوكي .... عشان تغظيه ...بس هو رتب تفكيره على الاساس ده وبقى بيعاملك المعاملة دي عشان ما يزودش على نفسه حمل أكتر من اللي شايله ..... تعرفي أنه كان فرحان بجوازه منك يمكن اكتر مننا كلنا بس كان بيداري ...عشان هو بيحبك يا مريم زي ما انتي ما بتحبيه بالضبط .....

وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من لياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن