٢

9.2K 308 4
                                    

اصابها الجنون بعد أن رأت والدها هكذه ولم تشعر كيف نهضت وصفعته على وجهه بكل قوتها حتى اصبحت عيناه كتله من الجحيم والصدمة .....

ضغط على اسنانه بقوة كادت أن تسحقها وبرزت عروق رقبته من الغضب الذي تملّكه بقوة ..ساد الصمت المكان بعد أن فعلت فاطمة هكذا وكأن كل شيء قد ذعر من نظرته لها ، بعد ثوانٍ كانت قوة من الشرطة تهجم على المكان بشكل مفاجئ وأمرهم فهد أن يأخذوا حداد وأشار بيده على مصطفى الساقط يئن من قدمه ونظراته على ابنته التي تقف أمام فهد بنظرات متحدية وكأنها تريد الثأر منه ،اتسعت عيناها برعب وهي ترى اباها بيد الشرطة بلا رحمة .....جذبها فهد من معصم يدها بعنف ولم يأبه لأعتراضها وبعض الخربشات التي الحقتها بيد ه بسبب اظافرها الحادة .....

اتت الام راكضة ويدها اليسري على خصرها بألم من قوة الدفعة واليد الأخرى بها حجاب فاطمة المُلقى بالداخل...
صاحت فاطمة بصريخ وهو يجرها للخارج وأمامهم عساكر الشرطة  يزجوا حداد ومصطفى بداخل سيارة مصفحة ...

وقف ليضعها  معهم بداخل السيارة بوجه قد اشتد احمراره ولكن توقف مفكرا وهي تتلوى بقبضته وتصرخ بأعتراض حتى لحقتهم الام بالخارج وتوسلت كي يتركها ولكن لم يكترث لأمرها ولم يشفق عليها ....قالت الام مترجية :-
_ بنتي عملت إيه ياباشا بس ، ابوس ايدك سيبها ، دي عندها امتحان بعد كام يوم ولازم تذاكر ...

فتح فهد باب سيارته الخاصة والقاها بها بعنف حتى كادت فاطمة أن تصطدم بالمقود بالداخل ،التفت للام حينما توسلت ببكاء أكثر وحاولت أن تحدث ابنتها لتعطيها الحجاب :-
_ انت زي ابني يابني ، ودي عيلة صغيرة ماعملتش حاجة ما تضيعش سمعتها ،كفاية ابوها
رمق فهد فاطمة بنظرة متوعدة غاضبة وصامته تتوعد بالكثير وشرر الغضب بداخله جعله اصم الأذن عن أي شفقة من حديث امها...القت امها الحجاب من خلال النافذة لكي تلتفح به ابنتها ثم عادت تُحادث فهد ولكن الأخر دخل سيارته وتحرك بها ....
القى نظرة جانبية للوجه الذي سمره للحظات ولكن الآن كان هذا الشعر الذي جعله بعالمًا آخر لثوانٍ قد اختفى خلف حجاب رأسها ...قالها بتوعد قبل أن يسير بإتجاه قسم الشرطة :-
_ هعرفك أزاي تمدي إيدك عليا ، هتكرهي اليوم اللي عملتي فيه كدا
مررت فاطمة يدها على رأسها حتى تتأكد أن شعرها بجميعه مخفي ثم اجابته بحدة لم تكن تشعر بها وذلك يتضح على رجفة اناملها ولكن لم تشعر بالغبطة مما فعلتها بل اسعدها أنها نالت من هذا المتعجرف الذي ادركت منذ دقيقتين خلت أنه ضابط شرطة ....قالت بقوة :-
_ اعمل اللي تعمله ، محدش يلمس ابويا واقف ساكته ، ولو عملت كدا تاني هضربك تاني ، انا مش ندمانة أني عملت كدا !!

حرك مقود سيارته بحركة عصبية شرسة وكاد أن يلقيها من خلال النافذة كي يهدأ غضبه المشتعل ولكن حالف الصمت بتوعد غاضب لم يمر على مناطق التعقل عبر فكره حتى قال من بين اسنانه بعنف :-
_ انا عارف هعمل إيه

وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من لياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن