اتسعت عيناها بصدمة عندما فتح جفونه فجأة وحملق بوجهها متساءلا .......
تجمد الدم بعروقها من الارتباك والخجل حتى التفت انامله حول معصم يدها على شعره بقوة وجذبها إليه متفحصا وجهها عن قرب ، تأمل بعيناها الزرقاوين كي يستشف منهم أي شعور خفي بعمقهم حتى استشعر رجفتها واحمرار وجنتيها بحمرة شديدة بلون الكرز الناضج ..لتطرف بعيناها خجلا واصبحت لمعتهم كضي القمر الساطع في جوف السماء ....اوضحت نبرته مكرا يواريه بالثبات :-
_ بتعملي إيه ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تجيبه وحاولت أن تتظاهر بالثبات :-
_ ما كنتش بعمل حاجة ...
سخرية عيناه ذكرتها بكلماته اللاذعة الأخيرة حتى وقف الألم امام عيناها وابتعدت عنه بقوة ... فهو من اختار الفراق بموعد مؤجل ....والضعف لا يجب أن تسلكه هي ...
لمعت عيناه بغيظ حتى اعتدل وأراد استفزازها فقال وهو يتوجه لخزانة الملابس :-
_ عندي ميعاد مهم ولازم أخرج ...ما تستننيش على الغدا ولا حتى العشا ....
زمت شفتيها بضيق يقدح بمقلتيها وقالت :-
_ رايح فين ؟
التفت لها رافعا حاجبيه بتعجب واجاب :-
_ مالكيش دعوة ...هو لما خرجتي قولتيلي رايحة فين ....ولا ناسية كلامك أني مش مسؤول منك ...أنتي كمان مالكيش تسأليني ....حتى لو دخلت وفي إيدي واحدة ...مايخصكيش
اتسعت عيناها بغضب واقتربت منه قدر خطا قدماها المريضة وهتفت :-
_ انت بتقول ااايه يا آدم ؟! ...انا سألتك لأني عارفة أنك في اجازة ومش عادتك أنك تخرج مع صحابك الا نادرا جدا وكل وقتك بعد الجامعة بتقضيه وسط الكتب ...ماكنتش اتوقع منك الاجابة دي .... وماتنساش أني مراتك على الاقل قدام الناس ولازم تحفظ كرامتي ....
اقترب هو أيضا حتى اصبح امامها مباشرةً وتساءل بعصبية طلت من عيناه :-
_ قدام الناس ! ، اهم حاجة عندك منظرك قدام الناس ، مابيهمكيش غير نفسك وانانية ...تعرفي أني بعتبرك ابتلاء في حياتي ... انتي ماينفعش تبقي معايا
جحظت عيناها بصدمة واعاصير الحزن تسقط على قلبها كالطعنات ....بل أشد الما من ذلك ...وقفت الكلمات بحلقها بصعوبة ...حتى نفضتها قسوة عيناه فقالت بصدمة :-
_ انا ابتلاء يا آدم ؟!
وتابعت حديثها مثلما تتابع الدمع على خديها سربا منظما وقالت :-
_ الابتلاء ده غيرك يتمناه ، بس عموما انا ما خسرتش كتير ، شوية وقت بسيط وهتشوف الابتلاء ده وغيرك طاير بيه ..وساعتها هتعرف أنا ابتلاء ولا نعمة ...مش انا اللي هقولك هخليك تشوف بعنيك
فارت الشراسة على ملامحه حتى حفر انامله بلحم كتفيها بعنف وهزها بقوة هاتفا:-
_ غيري مين ؟ ...تقصدي العيل اللي اسمه أنس. ..هو ده غيري بقى ....هو ده اللي فرحنالي بيه .... مافكرتيش للحظة أنه ممكن جدا يكون مش عايزك أنتي وعايز فلوس عيلتك وبس ....مين غيره هيبصلك ...ااانطقي
وقفت مستسلمة لغضبه بعيون باكية ولولا يداه لكانت سقطت من وهن قدميها ...يداه تقبض على كتفيها بقسوة ، واحيانا من فرط الألم والضعف تصمت الكلمات بنا ....
هزها مرة أخرى مرددا كلماته حتى تابع بقسوة :-
_ لو ماكنتش اتجوزتك محدش كان هيتجوزك غيري
أنت تقرأ
وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من ليالي
Romanceوحوش لا تعترف بالعشق سكناً للقلب... شقيقان قد لونت القسوة خضاب قلوبهم حتى اصبح أنين القلب "طنين" يزعج سكون نبضاته يمتلكون أكثر متاع الحياة نفوذ,سلطة ,وسامة طاغية ,مكانة اجتماعية رفيعة....الا الحب كلاً منهم له حساباته الخاصة كي لا يعشق ! هل رفيف الب...