الجزء السادس

2.5K 69 4
                                    


الجزء السادس رواية ( عن ضلع أوجع ):


ياسمينات ..

اتذكر تلك الثلوج الصغيرة دوما" ، كنت اصفها بالياسمينات ....
احملها بيداي الصغيرة لتضحك امي على براءتي وانا اسير بجوارها في جو لندن الثلجي ..
كنت صغيرة لأدرك ان للماء هيئة قطنية عندما تتساقط حرارته ..
واليوم كبرت لأدرك ان قلوبنا كالمياة ... ولكنها لا تصبح اكثر قطنية .. بل اكثر صلابة كلما بردت !

كنت ادرك في قرارة نفسي ذلك اليوم ان جواد لم يكن جانيا" ..
ادرك ان قبول عرضه هو قبول لزائر يعبر قلبي وجسدي ..
ولكني لم استطع ........ لم افعل
لم اقدر ...
كنت اتصبب خوفا" والما" ولا الوم جواد لعدم معرفته ما لا اعرف اسبابه انا !
تتبعثر هرموناتي وانا اشاهده يقترب الي .. يعبر بجواري .. يتنفس عطري
لا اعلم لما شعرت بتلك البعثرة لجواد دون غيره .. ولكنني كنت ازداد اختناقا" كلما اقترب ... واشعر بالاهانة كلما هاجرني بعدا" طيلة تلك الفترة !

سخر جواد من تلك الأوراق المخيفة وذبح شياطيني ولم يدرك ان احداهم واقواهم يجاورني حتى الآن ..
لم يدرك جواد انني اعاني ..
انني اجابه ارق الليل منذ 9 سنوات !
تسائل يوما" عن قهوتي الليلية ولم يدرك انني كائنة ليلية تزداد استيقاظا" بالكافيين وتجاور الاشباح ليلها بينما ينام الجميع ..
ادرك ان جواد سيجد في ما يخافه ..

وادرك انني اخافه بلا اسباب واتألم كلما نظرت اليه !

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

استيقظ ليخرج من غرفتة ويجلس على الأريكة وهو يتفقد يمينا" ويسارا" بعيناه بحثا" عنها ، اسند رأسه للأريكة ليغلق عيناه ويعقد حاجباه بتعب ليستمع الى صوت الأرتطام القريب منه ، فتح عيناه بحاجبان منعقدان ليشاهد حور التي تقف امامه وهي تضع احد الأطباق امامه وكوبا" دافىء

حور ببحة : صباح الخير

نظر جواد الى الطاولة بحاجبان منعقدان ثم عاد لينظر اليها : ايه دة ؟

حور ببرود : فطار

نظر جواد ليشاهد شريحتان من التوست ومربى الفراولة المفضلة اليه يجاورها "الاومليت " ليبتسم ثم عاد لينظر الى حور

جواد بخبث : دة انتي دارسة بقى

حور وهي تضع كوبا" ساخن : عارفة انك بتحب الفطار دة

نظر اليها جواد لتسقط عيناها بحرج وتلتفت
جواد وهو يمسك الكوب ويضحك : وشاي بلبن ؟
لا دة كدة هشك بجد

التفتت حور بحده : والله عايز تاكله اوك مش عايز انا عملت اللي عليا ..

قالتها حور لتلتفت وتندفع نحو المطبخ بينما اتسعت ابتسامة جواد بخبث ليرتشف من الكوب وهو يتابعها

رواية (عن ضلع أوجع  1 ) د.رانيا أحمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن