الجزء الرابع

2.9K 88 8
                                    

الجزء الرابع رواية ( عن ضلع اوجع ):

ليل ... نهارا" ..
ليل ... نهارا"
ليل ......
ليل ...
ليل ...
ظلام ...
سنة قادمة !
اشعر بالوحدة كثيرا" اليوم يا ابي .. اشتاق الى رائحتكم كل عام يمضي وكل عام ات ، احيانا" اتمنى ان اعيد تلك الذكرى لأستعيدكم ..
واحيانا" اخرى اتمناها لأقتل ذاتي معكم !...

مرت الأعوام وخرجت من مراهقتي لنضوجي سريعا" ، وبالرغم من كل ذلك يعتصرني الشوق اليكم كل يوم وكأنكم رحلتم اليوم ، اعاني حرماني بعدكم ولا اجد من يحتضني ويعتصرني فأرمي بثقلي كله فوق صدره وانوح !...

سأتزوج للمرة الثانية يا ابي ...
سأتزوج ولم تسعدي ابدا" بي يا امي ..
سأتزوج ولن ارى ضحكتك ابدا" يا يوسف

سأتزوج لأهرب من حياتي الجحيمية واخاف ان اكون القي بذاتي الى الجحيم ذاته ، اتسائل يوميا" واشجب ذاتي مع كل تساؤلاتي !...
هل انا ارفض جواد بالفعل ؟...
هل انا انوخ بإرادتي الهزيلة امام رغبتهم كريهة او ممثلة !

جزءا" مني بدء يقنعني انني ارغب بالزواج منه لأنه افضل حلولي ، وجزء" اخر يتطلع اليه فيجعلني اشاهد رجلا" وحشيا" سيلتهم اجزائي الباقية من الحياة !..
اشعر احيانا" يا امي ان قلبي يمتلأ بالألم !!، لا الألم المعنوي ... بل كتلة ثقيلة تشكل فيها الألم لحما" ودما" وضخت الى رئتاي وصدري وقلبي حتى اصبحت تصيب تنفسي في مقتل !...

اتدري يا ابي ؟....
تلك الايام كنت انظر الى جواد خلسه واشعر بشعورا" غريب !!، شعورا" اخجل من ذاتي فيه ..
كنت اشعر برغبة ان ارتمي باحضانه بشدة ويحكم قبضته حولي لثوان" ...
ثوان" لا يكن فيها رجلا" ولا يكن فيها زوجي ولا حتى هو
ثوان" يتعرى فيها من كل ذاته لأستطيع ان اتخلى بين ذراعيه من كل حرماني ودموعي ...
ثوان" اجدك يا يوسف فيه .. واحتضنك يا ابي بجسدا" ساخن الدم بين عروقه

اجننت ؟!...
حقا" لا اعلم ..
كل ما اعرفه ان جواد يشبهك في شيئا" ما لا اعرفه يا ابي ... ، ربما لأنني اعرف انه مثواي ..
ربما لأنني اعرف انه حاضري ..
ربما لأنني اتألم بشدة الى ذلك الحد الذي يجعل كل الذئاب امامي بكامل الجاذبية لألقي بجسدي اليهم وارتاح من حياتي البائسة !

كل عاما" وانت في سلام يا عائلتي ..
وكل عاما" وانا انظر الى شرفتي اتابع النهار والليل وانتظركم في احلامي ...

كل عاما" وانا بلا انا ....

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
31/12 / 2017

ليلة رأس السنة الميلادي ...

عاما" جديد ادخله وانا احمل حياة جديدة ، يوما" بدء بمفاجأته وسينتهي بشيئا" منها على اعتقادي الساذج ..

اشرقت شمس الصباح لترطمني الصدمات ، اشرقت ليطرق بابي تلك المرأة التي تكرهني وهي تستدعيني للنزول !

رواية (عن ضلع أوجع  1 ) د.رانيا أحمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن