الجزء السابع

2.4K 66 4
                                    


الجزء السابع رواية ( عن ضلع أوجع ):

اشعر بأبتعادك كثيرا"......

منذ تلك الليلة وانت تسرح في هاتفك بعينان تملأها الأشياء ، سجائرك تخنقني وتتطاير بين يديك فتحرق رئتاك وصدري معك ، تلك الليلة تأكدت انك تحمل اسرارا" كا أنا !!.. ادركت انك لا ناعم الملمس ولا حريريا" القلب ..

كنت تجلس لساعات طويلة تنظر الى نفس الشيء في تلك القطعة الصغيرة من التكنولوجيا وتسبح دموعك لتملأ عيناك كما لم ارك من قبل ، حزنك اخافني كثيرا" .. حزنك اشعل في ذكرياتي ..

كنت اتمنى ان ارمي بثقلي فوق صدرك وتلك الليلة شعرت برغبة في ضمك انت الى صدري يا جواد !!..
انت لا تعلم ولا تدرك كم هو مخيف ان تشعر انثى بضمك الى صدرها وهي تختنق خوفا" منك !..

اثرت شفقتي وامومتي كثيرا" ..

طعنت عيناي لتنزف دموعا" وانا اتابعك تجلس فوق الاريكة ثائرا" في عالم صامت سارحا" في ذكرى فوتغرافية لم اعلم لمن !، من يملأك بكل تلك الدموع وكل تلك الذكرى !

احترق يا جواد وانا اراك هكذا !..
احترق واتذكر كل ما ارغب بشدة في نسيانه ..

شعرت ان دخان يملأ الغرفة حولي وانا ادخل غرفتي ، شعرت ان انفاسي تضيق ...
ومضات اصبحت تضرب ذاكرتي وترتجف يداي كما بالأمس
طرفت بعيناي مرات عدة وانا اشعر بالأشياء تصبح داكنة حولي ...
تشوش يضرب رؤيتي وجمجمتي واقاومه ...

حينها شعرت بك ..

حينها شعرت بتلك الذراعان التي تلتف حول جسدي وذلك الجسد الذي يضم ظهري بجلدا" يحترق من الحرارة .. وربما من الألم

طرفت بعيني حينها لتعود رؤيتي ولم افعل اي شيء .. كنت ادرك انك بحاجة الي ولم اخذلك ، تركتك تتنفس امومتي وتحتضنها بطفولية .. لتمر لحظاتك وتتركني يداك ببطىء ، ظللت على وضعيتي بضياع لألتفت واشاهدك تحمل حقيبتي وتضعها على سريري وتلك الدموع تملأ وجهك ..

يا إلهي كم كنت تكسر ضلوعي يا جواد ...... كم شعرت ان فجوة تتسع بداخل صدري ويعبر خلالها فضاء" وصقيع مؤلم بشدة وانا ارى دموعك بلا نواح او صوت !، صمتا" قاتل يملأ دموعك لا يكسره شيء

كنت اراقبك وانت تنظر الي بألم ثم تعود لتنظر الى الحقيبة بلا احاديث ...

شاهدتك تنهض عن الحقيبة وانا لا افهم ما يجري حتى لتتجه نحوي وتقف امامي بعينان تتسع ضياعا" ودموعا" ، كنت تتجول بعيناي فقط وانا انظر اليك بجمود واواسيك بما يجري داخلي ...

جواد بين دموعه بحشرجة : لمي كل هدومك وحاجاتك هنمشي

حور ببحة ضياع : فين

جواد بألم : المزرعة

حور ببحة : حاضر

نظرت الي لتبتسم بين دموعك : مش مصدق نفسي !

رواية (عن ضلع أوجع  1 ) د.رانيا أحمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن