الجزء الخامس

2.4K 59 4
                                    

الجزء الخامس رواية ( عن ضلع اوجع ):

قال لي ابي يوما" ما انني مصابة ..
مصابة بمتلازمة الرحيل !..
ارحل دوما" بين الأشياء ، اتعانق ف الشتاء مع كل شيء حولي وارحل ..
ارحل مع تلك الرياح ، اهاجر الى شتى البلدان بين الكتب ، اسبح في مياه القهوة وانا انظر بداخل كوبي بإبتسامة التوت !..
رحالة صغيرة تعانق العالم اجمع وترحل في رداءه بدون وعي ..
خيالية انا ..
خيالية كنت ..
واليوم اصابتني الواقعية في صدري بصدري لأدرك انني ودعت الجميع !..
كنت رحالة العقل .. وبت اليوم استقبل رحيل من احبهم بلا وداع ..
اشاهد كوابيسي وحيدة ..
يهاجمني الشيطان وحيدة !..
اسخر في صمامي قلبي من الأحتفال المزيف المتواضع بزواجي وحيدة ..

بل ربما شاطرني جواد السخرية قليلا"...

غدا" اخرج من دار الكذب ..
واظن انني اكثر امرأة عانت الوحدة بذلك العالم الكثير !..

غدا" سأغادر المنزل المتسع الخانق ... سأركض ممسكة بمؤخرة ثوبك يا جواد الى عالم ستصنعه بي ولا ادرك عنه هويه ..

غدا" سأكتشف اطيافك وستكتشف شياطيني ..

ولا ادري ياجواد كيف ستحتمل الشيطان بجوار زوجتك وهو يتجسد ليصير عائقا" ابديا" لا يزال !
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
نسمات من الألم ... صقيع من الوحدة
بعضا" من القوة يا الله لأكمل نفسي واستند بروحي ...
قد جف جزعي وقطع جذوري

امسكت ذلك الهاتف بقلب معتصر ، تعلقت عيناها بتلك الرسائل التي لا تصل ولا تستقبل ، مرت ثلاثة اسابيع لا تعلم فيها غفران اين هو ..
اين اصبح وكيف نسى !...

ايقنت غفران اليوم انها فقدت اباها كما فقدت والدتها تماما"، ايقنت ان سنواتها المعذبة التي قضتها في كنف زوجان لا يتفقا وابا" قاسيا" لم تفلح !!...

فقد هجر الأب اخيرا" وانفصلت العقدة الحبلية ليتناثر نصفيها في اتجاهين !!!..

تزوج والدها بعد ذلك مرات عديدة وتزوجت امها بعد ذلك مرة واحدة لرجلا" يحمل نفس الدم ولكنه حمل الصفات الأسوء !

احظا" عاثر التصق بوالدتها ام حظا" اعثر التصق بها هي لا غير !، كان عرض عمها ساريا" وحنونا" وشغوفا" ليشعرهم بالتكاتف والإهتمام .... وتحول بعد ذلك الى درامية مؤقته زالت ليظهر كل الحقيقة بعد ان ضمتهم نفقته وسكنه !

حظيت غفران بثلاثة اخوة ..ولم تحظى بعد ذلك ب أب" ابدا" !..... ولم تحظى بعم ايضا"!!
تعلقت غفران بالأسماء واصبح تعلق والدها بها ايضا" اسما"!، انفق بصفتة الأبوية طيلة تلك الأعوام لتجتاز مراحلها الدراسية والآن اختفى ...

اختفى ولا تدري الى اي وجهه نسيان هاجر وتركها تماما" !....

اليوم الرسائل لا تصل ....
الحب لا يهرب ..
والأبوة لا تشترى !....

رواية (عن ضلع أوجع  1 ) د.رانيا أحمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن