الجزء الثامن عشر ( قسم 2 ) رواية ( عن ضلع اوجع ):
انها تمطر ...
انها ممطرة ...
وتبقى غرفتك ساكنة مع ضوضائي ، وتبقى ذكراكي متجولة بين ردهات المبنى القديم رغم انني اشاهد روحك تتطاير بالسماء ...
صغيرتي ... انا ارتدي بقاياكي بعنقي وانوح صبرا" على فراقك .
فرح ؟...
اخبروني ان الأموات يسمعونا ..
فرح ... انا اشعر انك بموتك ذاك لازالتي هنا !...
امسك الآن بذلك الصليب الكبير بعنقي وانا اتنفسك ... انظر الى غرفتك ممزق مكلوم وكأنني اتأمل فراشك المرتب وشبحك يسقط من تلك الشرفة بتكرار يعاقبني على خطيئتي !!...
يا فرح الرب يغفر ... ياعزيزتي الرب يغفر !
ما لكي بمثلي لأغفر .... ما قيمتي لتهلكين روحك البريئة من اجل طرفي !
اختي الصغيرة ...
صليبك يحلق على صدري واتنفسك الآن وكأن الغرفة تدور امامي !!، الارض ثابته ولازالت روحك منهكة تلتف حولي فيصفعني الفيزياء والجغرافيا وحتى التاريخ !
اتنفسك يا فرح ... اراكي شفافة تتجولين هنا ...
اتقدم باطراف مرتعشة وانا انظر للفراغ بين جنبات الغرفة الآن وابحثك ... اتمناكي وان كنتي شبحا"... وان خرجتي شريرا" مزيف...
ما بصدري يقتلني.. يقتلني بلا موت ويبقيني بلا حياة ...
فرح حطمتك وحطموك ...
لم اكن اخيكي الذي احبك بعمق الأرض واقسم بذلك الصليب على حمايتك ورعايتك !!..
انا خاطىء .. انا قديس سقط من قدسيته الى المحرمات !!..
ازيح ذلك التراب عن كرسيكي لأنظر اليه بضياع ....
اتعلمين يا فرح ...
نعم انا اخرج الصليب عن عنقي واضعه الآن على رأس كرسيكي معلقا" ، ربما يهديكي الى الضوء ... ربما يخرج بروحك نحو السلام .... اتبعيه يا حبيبتي ...
اتبعيه يا طفلتي ...
اتبعيه ولا تتبعيني وانا اسير الآن نحو شرفتك لأتذكر ما ابعدك عني ... لا تلحقين بي يا حبيبتي الى ذلك المكان قط ... لا تفكرين بروحك النقية الحضور الى هنا ...
نحن قطعنا وعدا" الآن ... اهديتك صليبك .... و انتي لا تعودين الى ذلك المكان ابدا" ..
لا تخرجين الى تلك الجحيم ابدا"...
لا تكررين موتك ابدا"توقف عيسى بتلك الشرفة ليستند بيديه حول مسند الشرفة مستقبلا" الامطار التي تهطل فوقه محلقة حول المزرعة بكاملها بغزارة ....
أنت تقرأ
رواية (عن ضلع أوجع 1 ) د.رانيا أحمد
Romanceالحب والرغبة .. الألم والحياة ممكن يتجمعوا ف رواية واحدة لأكتر من شخصية واكتر من قصة كلهم في نفس الخيوط بإختلاف حكايتهم، رواية رومانسية واثارة ، حور وجواد قصة حب هتبتدي ما بين بنت عنيدة وابن عم رجع من غربته وماضيه ولاقاها عرض مهم ف حياته وقرار مصير...