الفصل الخامس

2K 92 32
                                    

ياسمين 💙🥀

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ياسمين 💙🥀

🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لقى 💙🥀

🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

الفصل الخامس

( من عابد لـ حسن )
‏لَم تكُن يوماً صَديقي كُنت
‏ذِراعي والجزء الذي لا يتجزأ عَني،
‏وشئمن روحي،
‏إنك في المساحة الفاَصَلِة
‏ بيني وبين سوء الحياة

******

" حسن "

دخل هذا الـ " حسن " بزوبعة تصاحبه أينما ذهب .. حسن صديقه القديم .. صديق طفولته الذي تفرق عنه .. وفعل المستحيل ليصل إليه .. وفي النهاية كان العثور عليه هدية من أبيه سليمان وهو تحت التراب بمساعدة حمدي  .. كم رغب في العثور عليه ولكن الظروف والأحداث التي توالت بعد ذلك منعته .. ولكن أبيه فعل .. كان قد طلب من حمدي إن حدث له
  شيء ..  يجمع عابد بصاحبيه .. وكأنها كانت طلب في زي وصية .. تم تنفيذ الكلام بعد وفاته .. أو بالتحديد بعد قتله !! ..
عندما عاد إلى الوطن كان أول ما فعله حمدي هو مساعدته في العثور على صديقيه .. استطاع الوصول لحسن بسهولة وذلك عندما ذهب حمدي للملجأ وبعلاقاته عَلم بمكان حسن ومصيره الذي لم يختلف كثيرا عن مصير عابد رغم اختلاف التفاصيل .. وتشابه البدايات .. وأما ثالثتهما فللآن لا يعلمان عنها شيء ...
انتبه لحسن الذي يحدق فيه بتمعن .. فابتسم فاتحاً ذراعيه يحتضن حسن .. حضن احتياج أكثر منه اشتياق ..
" اشتقت لك يا حسن "
شعر حسن بشوق عابد الذي لا يقل عن شوقه له.. فدفن نفسه بين ذراعي صديقه وسنده الذي مازال ..  ابتعد حسن  عنه وهتف زاماً لشفتيه بأسف مصطنع .. ممثلا لنبرة نسائية ..
" يا الهي يا عابد .. قلت لك نتزوج وأنت من تتحجج بالمهر والشبكة .. ستخسرني وأنا ألف من يطلبني "
قهقه عابد بقوة ضاربا كتف حسن الذي تأوه ..ونظر إليه يرفع إحدى حاجبيه .. وهتف ..
" متوحش .. كف عن استعمال يديك .. الكلام اللطيف يأتي بثماره صدقني "
هتفت عابد من بين ضحكاته  .. 
" يا الهي يا حسن اصمت قليلا .. ستصيبني بنوبة قلبية .. "
لف ذراعه حول كتفي عابد وهتف مشاكسا ..
" بعيد الشر عنك يا حبيبي .. وأنا من سيرضى بي بعدك "
لكمه عابد في خاصره ليبتعد حتي يستطيع التوقف عن الضحك .. حسن الوحيد الذي أعاد البسمة لوجهه بعد أن انطفأت الحياة من حياته ..
تحركا كليهما وجلس عابد على كرسي مكتبه .. وجلس حسن مقابلا له .. الذي بدأ الحديث ..
" ها .. أخبرني ما الذي فاتني في اليومين الماضيين "
" انت أخبرني قبلا .. كيف هي والدتك ؟! "
" أصبحت بخير .. أو تحاول التصنع لا أعلم "
نظر عابد لملامح صديقه لا يعلم أيواسيه .. أم يشفق على حالهما سوياً .. كل منهما مُنحَ حياة جديدة .. ولكنهما لم يسعدا أبدا .. من يجالس حسن ويرى الوجه البشوش منه لا يصدق أن هناك من كان يضربه بحزام جلدي .. أو أن هناك من كان يسبه بأفظع الألفاظ .. أو أن هناك من كان يستعبده بأعمال نظافة المنزل .. غير تسريحه له للعمل في أردأ المهن ليس لكسب قوت يومه .. بل ليذله ..
وما المقابل الذي حصل عليه .. تم حصوله على اسم لرجل ذو نفوذ ..
عاد بذهنه لحسن الذي ينتظر حديثه ..
وقال بانتصار يغلفه اللامبالاة ..
" ليس هناك جديد .. الصفقة وكسبتها ..ويريني ماذا سيفعل "
تغضنت ملامح حسن بالقلق .. ليس على استعداد لخسارة عابد بعد أن حدث المستحيل وعثر عليه ..
" اهدأ يا صديقي .. بروية وسيحدث ما تريد ..ولكن خفف اللعب .. الصفقة الماضية لم يمضي عليها سوى شهرين "
حينها هتف عابد بشراسة .. وتوحشت ملامحه ..
" لن أهدأ حتى أراه غارقا في ديونه ثم بعدها في دمه .. سآخذ تاري منه ولن يوقفني أحد .. "
بهت حسن من عنف صاحبه .. لديه كل الحق للأسف ولكنه خائف عليه  ...
هتف ليغير مجرى الحوار ..
" أخبرني .. هل هناك جديد بخصوص اعلان طلب السكرتارية؟! "
أجاب الآخر دون النظر اليه .. و عينيه تصول وتجول على أرواق بين يديه ..
" نعم المقابلات ستتم اليوم .. "
أومأ حسن .. ما لبث أن نظر للآخر بشر حين هتف ..
" وليكن بعلمك أنت من ستجريها "
لم ينظر إليه وبالتالي لم يرى حسن البسمة المشاغبة على شفتيه ..
يعلم أن صديقه يمل بسرعة .. ولا يطيق العمل المكتبي ..
ظل كل منهما في صمتهما للحظات حتى قطعه عابد هاتفا بنبرة ملأها التمني ..
" هل هناك أخبار جديدة ؟! "
عَلِمَ ماذا يقصد ... نظر له حسن بأسف .. واشفاق .. وخزي .. يعلم ما يعانيه .. ويعاتب نفسه ويجلدها على تقصيره .. ولكن ماذا كان بيده ليفعله ..
" للأسف ... لم نجدها "
أغمض عابد عينيه بألم .. وصدره يضيق .. وقلبه يختنق من شدة .. ماذا ؟! .. شوقه .. أم احتياجه .. أم من الممكن ذنبه بعد تركه لها ..
انتشلهما هما الاثنان صوت السكرتيرة الخاصة بعابد تخبره ببدأ توافد المتقدمات للوظيفة ..
حينها اعتدل عابد براحة مغيظة للمقابل له .. الذي نظر له بحنق واستقام هاتفا من بين أسنانه ..
" ستندم يا عابد وستندفع الثمن ..ولن أتنازل عن عزيمة غداء اليوم لتعوضني عما فعلته بي .. "
*******
خرج حسن من مكتب عابد يكاد ينفث نيرانا بسبب المستفز الذي بالداخل.. ولكم يود ترك هذه المقابلات السخيفة لفتيات أسخف والهرب من هنا ..
أثناء حديثه مع نفسه لم يرى المقبلة عليه دافنة لوجهها بين أوراق تحملها بيدها ولا ترى أمامها ..
فاصطدم الاثنان ببعضهما البعض .. اعتذر حسن ما سمع  تأوه الأخرى التي وقعت أوراقها .. انحنت تلملم ما وقع .. ورفعت نظراتها للذي سمعت اعتذاره .. وهتفت بشيء من التوبيخ ..
" لو كنت تنظر أمامك كنت لتراني .. وحينها لن تحتاج للاعتذار"
رفع إحدى حاجبيه ناظرا لها بسخرية.. وهتف بلا مبالة ..
" كنت أظنك تستحقين الاعتذار ولكن من الواضح أني مخطئ ولذلك ..
سحبت اعتذاري.. والمرة القادمة انظري أنتِ أمامك حتى لا تصطدمي بأحد مرة أخرى "
كان يتحدث ويراقب عينيها تضيق بشيء يوحي بالشر وكأنها تكاد تأكله
وتحرك ليغادر مكانه .. وهتف من بين أسنانه ..
" غبية "
لم تسمعه .. في حين وصله همستها الغاضبة ..
" أحمق "
كم رغب في أن يستدير ليعلمها التهذيب على أصوله ولكن ليس لديه وقت ... ولكن بالتأكيد سيعرف من هذه .. مادامت بداخل الشركة فبالتأكيد موظفة .. ولكن كيف موظفة هنا وبهيئتها المزرية هذه .. فالعمل هنا بالملابس الرسمية .. باستثنائه بالتأكيد
نفض رأسه من أفكاره هذه .. فلديه الأهم .. 

تراتيل الماضي.. ج١ سلسلة والعمر يحكي.. بقلمي راندا عادل..   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن