الفصل التاسع عشر
بعد غيابك أفتقد لون الحياة
أفتقد ضحكاتي .. أفتقد لذة الحياة
بعد غيابك أصبحت هزيلة جداً ..
أشتاقك .. وبين الاشتياق والحنين إليك ..
أحبك كثيراً******
لم تقوى على الجلوس معه أكثر .. واستمرار هذه المسرحية بينهما .. استأذنت ودخلت غرفتها تحاول لملمة شتات نفسها وقلبها .. استلقت على الفراش بوضع الجنين .. وظلت عينيها تبكي وعقلها يغزل العديد من الذكريات .. والكثير من الأفكار لكيفية تنفيذ ما اهتدى اليه تفكيرها ..
بعد وقت قليل .. سمعت باب غرفتها يُفتَح .. وشعرت بدخوله .. وحفيف خطواته .. وأحست باقترابه وبطبع شفاهه على رأسها .. وحركة يده بلمس على شعرها .. ويده الأخرى التي سحبت الغطاء الخفيف وغطى جسدها وصولاً لأعلى ذراعيها .. كل هذا المشهد يحدث وهي مغمضة العينين .. تحاول تنظيم أنفاسها لكي لا يكتشف أمرها .. وكم آلمها ما يفعله .. قلبها كان كقطع الزجاج المكسورة كشظايا .. احتفظت بألمها.. وسكنت حتى أحست بخروجه ..
بعد مرور ساعتين أو أكثر من منتصف الليل .. استقامت من فراشها .. ووصلت لباب غرفتها تحاول استشعار أي حركة بالخارج .. لكنها أدركت السكون الذي يعم المكان .. ابتعدت عن الباب وتحركت لاتجاه خزانة ملابسها .. أبدلت ملابسها البيتية ... وتركت كل شيء .. وتوجهت لباب غرفتها .. فتحته بهدوء .. وتوجهت للخارج.. جالت بأنظارها حولها لعلها ترى طيفه .. ولكن كان الواضح لها أنه بغرفته ومن الإضاءة الخافتة لغرفته أدركت أنه نائم .. تحركت بسرعة تجاه باب الشقة .. وصلت إليه وقبل أن تفتحه .. استدارت برأسها تنظر في أنحاء المكان .. ترى ذكرياتهما سويا في كل مكان .. مشاكسته لها .. تركزت عينيها على فنجان من القهوة موضوع على الطاولة وبنظرة واحدة علمت أن الفنجان مملوء .. أي أنه نسيه .. ابتسمت بمرارة متذكرة مشاكسته لها بسبب القهوة .. أدمعت عينيها كثيرا .. ولم تقوى على البقاء لحظة أخرى فتحت الباب وخرجت ولم تنظر وراءها .. لو نظرت لعادت إليه تتمسح به .. بأمانه .. بوجوده .. حتى ولو من باب أنه أولى من غيره .. يكفيها أنها ستكون بحمايته .. ولكن القلب يقول شيء .. وشيطان التفكير شيئا آخر ..*******
لمح الرجل الجالس بسيارته أمام بناية عابد نزولها بحالتها المزرية تلك .. فلم ينتظر .. وبسرعة خاطفة رفع الهاتف وضغط رقم بعينه .. ولم يكد يضغط زر الاتصال حتى أتاه الرد ..
" ماذا هناك في هذا الوقت ؟! "
تنحنح الرجل بحرج .. وتكلم ..
" سيدي .. الفتاة التي مع عابد .. خرجت الآن من البناية بحالة غريبة .. وهي الآن تمشي بالشارع كالتائهة .. ماذا أفعل ؟! "
حينها نطق زين على الطرف الآخر بغضب ..
" ماذا تفعل !!! .. راقبها أيها الغبي .. لا تدعها تغيب عن عينيك .. وأنا سآتي حالا ً "
وأغلق الإتصال بسرعة غاضبة .. وارتدى ملابسه .. وترك بعض النقود على الفراش الذي كان يستلقي عليه منذ دقائق .. وكانت بجانبه فتاة لا يتذكر كيف أتيا لهنا .. كل ما يتذكره أنه كان يجلس في أحد النوادي الليلية ويشرب الخمر ويتمتع بمناظر النساء حوله وهم يرتدون ما يُعريهم أكثر ما يسترهم .. حتى قطعت تأمله إحدى الفتيات التي جلست بجواره بغنج وقح ... وما هي سوى دقائق حتى كان يفعل ما يفعله الرجال من حوله من أفعال فاضحة .. مر قليل من الوقت حتى كان يغادر معها الى وجهة لا يعلمها بسبب كثرة سكره .. وها هو يستيقظ في فراش غريب .. وبالحمام المتواجد بالغرفة تأتيه أصوات الاستحمام من الداخل .. أنهى ارتداء ملابسه .. وضع النقود ولملم باقي أشياءه .. وخرج من الغرفة .. بل خرج من المكان برمته ليلحق بغنيمته الأخرى ..
أنت تقرأ
تراتيل الماضي.. ج١ سلسلة والعمر يحكي.. بقلمي راندا عادل..
Romanceرواية اجتماعية.. رومانسية..