الفصل الحادي عشر

1.6K 69 5
                                    

الفصل الحادي عشر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


الفصل الحادي عشر

بعد يومين هرج ومرج بداخل الملهي .. والخبر  الذي لا يعرفون صحته من عدمه ..
" هناك مدير جديد للملهي .. "
هاتفها أحد العاملين أخبرها بضرورة الحضور لأن المدير طلب رؤية الجميع .. لا تعلم ماذا حدث .. وكيف مدير جديد ومديرها تم حبسه وبعدها بأيام علموا انه خرج  .. فمتى باع الملهى لا تعلم .. ولا تعلم لمن باعه ..
وصلت الملهى .. دخلت بخيلاء يحسدها عليها الجميع .. وجدت الجميع متجمهر بالصالة .. جميع العاملون موجودون .. والجميع بحالة ترقب .. وخوف .. فبعض العاملين هنا يحتاجون لهذا العمل .. ليس لسهولته وانما لكثرة أمواله .. فهناك من تحتاج ابنته لعملية خطيرة بالقلب .. وهناك من مرضت امرأته بمرض خبيث .. وهناك وهناك .. يعلمون ان هذا المال حرام .. وانه لن يشفي .. ولكنها النفس البشرية حين تبرر لنفسها الحرام وتَحِله كيفما يروق لها ..
وصلت لمنتصف العاملين الذين ما ان رأوها زاد صخبهم معتقدين أن لديها علم بما يدور وحين لم تظهر عليها أي مبادرة بوجود علم لديها .. أخبرتهم أنها ستذهب بنفسها لغرفة المدير الجديد لمعرفة ماذا هناك .. وأقرنت قولها بفعلها وهي تتحرك باتجاه الغرفة المنشودة .. ولم تكد تتخطى الواقفين حتى تسمرت مكانها بصدمة لم تعش مثلها قبلا.. فالمالك الجديد لم يكن سوى .. " عــــــابد "
تنظر اليه لا تعرف ما يعتريها .. لقد ظنت انه لن يفي بتهديده .. لم تدرك أنه سينفذه وبطريقة لم تخطر على بالها أبداا ..
ظلت واقفة مكانها لم تتحرك حين وجدته يتحرك تجاهها وإحدى كفيه بجيب بنطاله .. يبتسم بعبث وكأنه كان في انتظار رد فعلها ..
اقترب منها حتى وصل اليها .. مال مقتربا من أذنها هامسا ..
" الحساب بيننا لم يبدأ لولو .. فتخلي عن صدمتك قليلا "  ..
وتركها في صدمتها وابتعد متوجه للواقفين بذهول ..
بدأ كلامه بثقة مفرطة .. كانت مغيظة لأحداهم التي كانت تناظره بغضب .. كره ..
" انا المدير الجديد لهذا المكان .. الذي وبالمناسبة سيُغلق لفترة .. ومن الأفضل البحث عن عمل أشرف من العمل في هذا المكان "
سمع همهمات متسائلة .. غاضبة .. من البعض .. فأكمل يوقفهم برفع كفه الحر ضاما أصابعه ومشيرا بإصبعي السبابة والوسطى ..في اشارة منه للسكوت .. وأكمل ..
" أستطيع تدبير عمل شريف لكم في مكان آخر .. من سيوافق على هذا فأهلا به .. ومن لا يوافق ...فالباب أمامه "
" مغرور "
همسة نُطقت من ورائه و سمعها جيدا .. وسيحاسبها فيما بعد .. وجه تركيزه مرة أخرى لمن حوله .. تعلو الهمسات الجانبية وكأنهم يحللون الموقف ويحسبون أقل الخسائر نفس الإشارة ليسكتهم مرة أخرى ..
وأكمل يعلم تأثير ما سيقول ..
" هناك شيكات بأسمائكم على بياض .. هذه الشيكات اعتبروها كأن لم تكن .. أنتم من الآن أحرار .. ولا يوجد ورقة واحدة يمسكها أحد عليكم .. تستطيعون القبول بفرصة العمل الجديدة .. أو ترفضون .. أنتم أحرار "
هنا كانت حجم الصدمة لا يضاهي .. مما جعل الساهمة ورائه للتحرك لتقف بالقرب منه لتلمح او تسمع او تكذب ما سمعته ولكن الآتي كان الأكثر صدمة حين همس أحدهم بسؤال
" وما المقابل لكل ما تفعله "
حينها أجاب المغرور بجوارها ..
" لا أريد مقابل .. فقط أريدكم أن تنعموا بحياة شريفة .. "
فسأل آخر ..
" نحن لا نصدق أنك تفعل هذا هكذا ..بدون أن تطلب شيء .. فما العائد عليك من شراء مكان كهذا وتحررنا هكذا .. "
تنهد عابد ناظرا بجواره لشخص بعينه .. هامسا بكل الألم ..
" هناك دين برقبتي لأحدهم وأحاول تسديده "
*******
جالس بغرفته  " غرفة مدير الملهى " بعد أن أنهى كلامه مع الموظفين.. ومعظمهم فضلّ البقاء للحصول على الفرصة التي اعطاهم اياها عابد .. والبعض غادر طامعين في فرصة أعلى .. ولم يفت عليه بعد أن أنهى حديثه الموجه اليهم .. توجه لغرفته وفي طريقه وقف أمامها للحظة .. ومال اليها .. هامسا بأمر ..
" اتبعيني "
وها هو ينتظر دخولها بشوق مميت .. وباللحظة التالية وجد إعصار ناري يندفع بداخل الغرفة .. يكاد يفتك به ..
" ماذا تريد .. وكيف تفعل ما فعلت ؟! "
نظر لها بلامبالاة مقصودة .. وقال بتأنيب ..
" لماذا لم تطرقي الباب  قبل دخولك ؟! .. وتهذبي وأخفضي صوتك "
اقتربت بعض خطوات باشتعال ضاربة بكفيها على المكتب أمامه .. صارخة به ..
" لا تأمرني .. ولا تقل لي ماذا أفعل ولا أفعل .. أنا لا أعمل لديك "
" بلى تعملين لدي لُقى "
نطقها ببرود .. فردت باشتعال ..
" لولا .. اسمي لولاااا "
و بلحظة خاطفة وجدته يهب من مكانه من وراء المكتب .. ارتعبت وانتفضت من حركته وتيقنت أن الآتي ما هو إعادة لتصفية الحسابات .. وباللحظة التالية كانت  بينه وبين الحائط .. يحاصرها بجسده .. مهيمن عليها بطوله وهيبته التي أخذتها منذ صغرها .. كان صدرها يعلو ويهبط من فرط انفعالها ..هي لا تريد قربه .. ولا تريده من الأساس ..وكل ما تفكر به الآن .. أن تهرب ..وبلا عودة ..
بلعت ريقها بتوتر وخاصة عندما نظرت لعينيه القاتمتين .. وحاله كان يختلف كليا عن حالها .. فبوجودها لا يعلم ما يحدث له .. قلبه الثائر هذا بين جنباته يصرخ به معنفا حين يعنفها أو يقسو عليها .. ولكنها أكثر قسوة منه .. ولا تعلم أنه حين يقسو عليها .. يقسو على قلبه لا عليها .. قلبه الذي لم يتمسك بيدها في الماضي _ وكأن كان بيده_  وما لاقته في صغرها بعده .. وحتى ما حدث في وجوده لا يعلم كهنه .. وهو يريد ان يسمع منها .. أن يعلم مدى ما حدث حتى لو كان ما سيسمعه سيقتله حياً .. ولكن لابد أن يعلم .. لا يكفي ما أقرت به يوم كان معها بشقته .. عليه أن يعلم ماذا حدث ..رجع من شروده للتي كانت تتململ تحت ضغط جسده .  فقال يوقفها ..
" اهدأي لُقى .. فيجب أن نتحدث حتى نتفق "
صرخت بقهر ..
" لا يوجد بيننا ما نتحدث عنه أيها الحقير .. ألم تقل انك تخلصت من الشيكات التي بأسمائنا .. وخيرتنا في العمل من عدمه .. حسنا  فأنا أختار الدفن تحت التراب و لا أراك .. إبتعععععد عنيييييي "
قالت اخر كلماتها بعنف ضاربةً اياه على صدره ليبتعد قليلا .. فابتعدت هي الأخرى .. ولكنها وجدت نفسها ترجع الخطوة التي تحركتها بفعل قبضته التي جذبتها لمكانها مرة أخرى .. رفع كف يده مكورا اياه .. ضاربا الحائط بجوار رأسها مما جعلها تنتفض حرفيا .. هاتفا من بين أسنانه ..
" لا تتعجلي دفنك تحت التراب .. سأفعلها ان لم أقوى على تقويمك وإرجاعك عن الطريق الذي تتغنين به .. "
" لست وصياً عليّ أيها اللعين .. ابتعد واتركني وشأني "
كانت تتحدث بهيستيرية لإدراكها أنه لن يتركها وأنها أصبحت تحت رحمته ... ولتأكيد إحساسها هذا .. هتف بما جعلها تستكين بصدمة ...
" ومن قال لكِ أن الشيكات الخاصة بكِ تخلصت منها ؟! "
نظرت له بدهشة .. وتهز رأسها يمينا ويسارا برفض .. فأكمل يبتسم بشر ..
" والآن تأكدتِ بنفسك أنك تعملين لدي "
" أنت لن تجرؤ .. "
همستها كانت شاحبة كوجهها .. فأجاب بتأكيد ..
" سأجرؤ حبيبتي .. إذا كان هذا سيقومك ويعيدك إلى رشدك .. والآن هيا "
وأقرن قوله بفعله ..ممسكا بمرفقها بقسوة .. مما جعلها تتأوه من ضغط أصابعه .. هاتفة بسؤال .. بنبرة متألمة ..
" إلى أين ستأخذني أيها المتوحش ؟! " 
هتف دون أن ينظر اليها .. ساحبا لها خلفه .. مغادرا بها الغرفة .. نزولا للطابق السفلي .. حيث ساحة الرقص .. وطاولات الزبائن ..
" ستخدمين رب عملك "
******** 

تراتيل الماضي.. ج١ سلسلة والعمر يحكي.. بقلمي راندا عادل..   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن