الفصل الثاني عشر

1.5K 73 5
                                    

الفصل الثاني عشر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الفصل الثاني عشر

سمع صرختها فهب من مكانه بفزع .. وصل لغرفتها لا يعلم كيف وصل .. طرق على الباب بقوة .. هاتفا بقلق واضح ..
" لُقى .. ما بكِ حبيبتي .. تكلمي أنا هنا "
حينها سمع صرختها مرة أخرى ..
" أنا لا أريدك هنا .. غادر لا أريدك معي ... أو أتركني بحالي "
هدأت ضرباته على الباب ..يتلمسه وكأنه سيفتح لحاله إن لامسه هكذا .. وقاله بما شابه الرجاء ..
" دعكِ مني .. افتحي لأطمئن عليكِ .. ارحمي قلقي وخوفي عليكِ حبيبتي .. أرجوكِ صغيرتي ... هيا افتحي .. أراكِ وبعدها افعلي ما تريدين "
استقامت من جلستها على الفراش .. لقد تعبت .. تعبت من عنادها معه .. تنهدت بتعب وكلماته تصلها .. تمزق ثباتها أكثر ..  لا تعلم لما رجاؤه أثر بها .. وكأنه شخص آخر غير الذي يقسو عليها .. هي أدرى الناس به .. تعلم أن عابد ليس بقاسي أبدا .. وتعلم أن قسوته هذه ما هي الا خوف منه عليها ..حتى حبسه لها هنا .. لالا  لولا .. أنتِ من تحبسين نفسك بالغرفة .. هو لا يريدك خارج الشقة .. كانت تحدث نفسها .. حتى وصلت لباب الغرفة .. استندت عليه بجبينها .. هامسة بصوت يكاد لا يُسمع .. ولكن من بالخارج سمعها ..
" أكرهك عابد "
" أعلم "
نطقها بغصة تحكم قلبه قبل صوته .. فها هي صغيرته تصرح بكرهها له كما في الماضي ..  فهنياً لك عابد ..
سمع مفتاح الباب يدور مكانه .. انتفض قلبه شوقا لمرآها .. فاقترب أكثر من الباب يود اختراقه .. حين فتح الباب بهدوء .. فتحة بسيطة .. وظلت تتسع شيئا فشيئا ... وهو يكاد ينهار من ترقبه .. حتى أطلت هي ..
وهي هنا وكفى .. وهي هنا وقلبه يثور .. وهي هنا وجسده يئن شوقا .. هي هنا أمام عينيه وببيته ... إذا فليرتاح وليطمئن ..
كانت تنظر بالأرض .. مطأطأه لرأسها .. ونيران شعرها حول وجها .. نزل بعينيه على جسدها .. كانت ترتدي الجزء العلوى فقط من منامته .. وسيقانها مكشوفة .. أينعم كانت طرف المنامة يصل لأعلى ركبتيها .. ولكن ما ظهر منها جعله يكتم تأوه كاد يخرج منه .. وخاصة وهي حافية القدمين .. أعاد نظره لوجهها الذي نحل بسبب عدم تناولها للطعام .. ولكم اشتاق لها ولملامحها .. وبدون انتظار آخر .. مد يديه وسحبها لأحضانه .. ينعم بدفء ذكرياته معها .. بدفء احتياجه لها .. ينعم بشعور اشتاقه منذ غادر .. أن تكون هكذا .. بداخل أحضانه .. ويديه التي كانت تملس بحنان على شعرها .. كل شيء بها يصرخ بالجمال .. وليس جمالها الخارجي فقط .. وإنما صغيرته جمالها ينبع من داخلها .. وبدون تفكير أكثر .. كان يعدل من احتضانه لها ... يرفعها بين ذراعيه .. يدور بها أمام الغرفة .. هامسا باشتياق أذابه سنين مضت ً
" اشتقت لكِ بجنون حبيبتي .. أنتِ نصفي الاخر الذي غادرته بغير مقدرة مني .. وها هو عاد اليّ .. وبعودته عادت اليّ روحي .. فأهلا بعدوتك لولو "
كانت تبكي .. تحتضنه وتبكي وخاصة مع كلماته التي زلزلت كيانها مصاحبا نطقه لإسم دلالها الذي يخصها به هو وحسن منذ صغرها .. ابتعدت بوجهها تنظر إليه .. وكفيها تحتضن وجهه .. هامسة من بين دموعها .. وكأنها لا تصدق ما نطق به ..
" لولو ؟!!! أما زلت تتذكر !! "
ابتسم بدوره .. كم هي جميلة ابتسامته !! .. وقال يستند بجبينه على جبينها ..
" يا الهى لولو ... أتسألين !! .. أنا لم أنساكِ لحظة .. كيف أنساكِ وأنا حفرت اسمك على جدران قلبي منذ الصغر .  كيف تسألين .. وقلبي لم ينطق سوى بحبك أنتِ وفقط  حتى لو لم أعي ذلك وقتها .. . كيف هان عليكِ سؤالي لولو .. كيف ؟! "
يا الهي .. هذا كثير على قلبها .. احتضنت رأسه ضامة نفسها إليه أكثر .. اشتاقت أمانها .. ودعمها .. اشتاقت وجود سند لها بالدنيا .. اشتاقت لوجود من يتحملها .. ويسعى لحمايتها .. هامسة جعلت قلبه يصرخ حبا لها..
" اشتقت إليك عابد " 
شدد من احتضانه لها .. وكأنه يخبرها ... " أنا هنا معك " ... انتبهت لوضعهما ..  تململت لينزلها ببطء .. ومازالت بين أحضانه .. أزاح خصلات شعرها الثائرة على وجهها .. وما يشعر به الآن لا يمكن تفسيره أبدا .. مال لجبينها وقبلها قبلة طويلة .. وكأنه يعتذر بها على ما فات ..
تنحنحت ليبتعد .. هاتفا ليغير الحوار ..
" صنعت بعض الشطائر .. هيا لتتناولي طعامك "
ابتسمت له بامتنان ..وشكرته بتهذيب .. وتحركا معا .. للوصول الى المطبخ .. ليتناولا عشاءهما .. جالسان حول طاولة المطبخ الصغيرة ..
******** 
بعد عدة أيام .. خرج من باب شقته صباحا بعد أن أغلق الباب ورائه بالمفتاح .. هو غير مطمئن لوجودها بمفردها ولكن حسن هاتفه وأخبره بضرورة تواجده .. داخله سعادة لا توصف .. بدأت تتجاوب معه .. وتأكل معه .. بل وتساعده أيضا .. كم أحس بأنه نال ولو جزءا يسيرا من السعادة .. رغم تحفظها في أوقات معينة .. حتى أوقات تخجل منه .. لا يصدق أن هذه نفسها المرأة التي كانت تغويه من قبل .. هل هذه لُقى التي كانت تتبجح أمامه وتلمسه بجرأة .. رفع يده يلمس جانب وجهه .. وكأنه يريد الشعور بملمس يديها .. لن يكذب فطوال الأيام الماضية كان حَذِر في  التقرب منها ... لو فقط تحكي له ما حدث معها ... أثناء جلساتهم سويا   كان يرى تعمدها لعدم  ذكر أي شيء يخص الماضي وحين لاحظ هذا احترم رغبتها وقرر يعطيها الوقت ..
وصل للشركة ..صعودا ومرورا لمكتب حسن .. وجد هناك فتاة تجلس على كرسي السكرتيرة لم يراها قبلا ..
اقترب منها .. كانت تجلس تعمل على إحدى الملفات بيدها .. تنحنح ليلفت انتباهها .. رفعت نظرها .. وحين تعرفت عليه انتفضت واقفة مكانها بتوتر فهذه هي المرة الأولى التي تراه فيها وجها لوجه .. كانت تراه في  الجرائد والأخبار الخاصة برجال الأعمال .. وكم سمعت من حسن عنه ..
" أهلا بك سيد عابد "
" أنتِ السكرتيرة الجديدة ؟! "
قالها ينظر لها بتفحص .. ويلاحظ توترها ..
" نعم سيدي "
لا ينكر براءتها .. وطفوليتها .. بجسد صغير ملامحها هادئة رغم الشقاوة في عينيها .. سألها بهدوء ..
" حسن بمكتبي .. أم لم يأتي "
أجابت بتهذيب وعملية ..
" لقد حضر سيدي .. وينتظر بمكتب حضرتك "
إيماءة من رأسه كانت كل ما نالته .. وتحرك متجها لمكتبه .. وصل المكتب .. فتح ودخل بعد أن مر على سكرتيرته وأخبرها ألا تدخل او تُدخل أحدا .. وفتح الباب .. وحين وقع نظره على صديقه الصدوق ابتسم براحة ..فاتحا ذراعيه على مصرعيهما للذي انتفض من مكانه حين رؤيته .. ربت علي ظهره بكفيه بمحبة .. وكأن باحتضانه يعود اليه جزء من روحة ..في حين كل روحه قابعة ببيته ..
بعد وقت من السلامات والترحاب جلس عابد على كرسي مكتبه بعد اصرار من حسن .. وبدأ كلامه ..
" كيف حال العمل يا حسن ؟! "
" بخير يا عابد .. ولكن هناك بعض الأوراق لم أرد اتخاذ أي قرار بها قبل رجوعك .. "
سكت لحظة .. وأكمل ..
" تعلم أني لا أحب الأعمال المكتبية "
أومأ عابد .. وهو ينظر في الأوراق التي وضعها حسن أمامه لينظر لها ولكنه رفع نظره للذي تحدث ..
" أتريد اخباري شيء يا عابد ؟! "
ابتسم عابد نصف ابتسامة .. فصديقه يقرأه ككف يده .. ولكن مالا يعلمه عابد أن حسن على علم بشراء عابد للملهى .. وهذا ما جعله يتحجج بالأوراق ليحاول معرفة ما حدث ..
" شيء مثل ماذا يا حسن ؟! .. ارمي ما بجعبتك "
فقال حسن بدون مواراه ..
" علمت بشرائك للملهى .. "
وضع عابد الأوراق من يده .. ونظر لحسن بتحفز .. وخاصة بعد أن تغيرت ملامح الأخير .. فهتف عابد بلامبالاة ..
" وإن يكن  ؟!! "
حينها جن جنونه لحسن ... واستقام من مكانه بغضب .. هاتفا بلوم لم يخلو من الغضب ..
" وإن يكن !!!  ماذا تعني بإن يكن تلك ؟!! .. ملهى يا عابد ؟! ملهى!!!! لماذا .. ما حاجتك به .. لماذا تشتريه من الأساس ؟! "
انتفض عابد من مكان ليسحب هاتفه ومفاتيحه بغرض المغادرة .. هو لا يريد هذه المواجهة الآن .. مازال الوقت مبكرا على هذا الكلام .. قال عابد وهو يتخطى المكتب ..
" ليس هناك ما أقوله بخصوص هذا الموضوع .. وبالنسبة للأوراق ..افعل بها ما تريد .. حتى وإن أحرقتها ..لن ألومك .. "
كان قد تخطى المكتب بالفعل وهمّ ليتخطى حسن ..ولكن حسن أوقفه ..ممسكا به من ذراعه .. هاتفا بأمر ..
" لالالا .. لن تغادر .. لن تغادر قبل أن أعلم ماذا يحدث ..لن أتركك هذه المرة "
حينها انقض عابد على حسن يمسكه من تلابيب قميصه هاتفا بتوبيخ ..
" أجننت يا حسن .. أنت لا تحاسبني فيما أفعل ... لي كامل الحرية .  وأتصرف كيف يحلو لي .. فلا تنسي هذا أبداااا "
نظر له حسن بصدمة .. وقال بصوت شاحب ..
" تفعل ما يحلو لك .. لدرجة أن تمد يدك عليّ ؟!!!! "
نزلت يد عابد ببطء .. وصدمة من مكانها بعد أن ترك القميص .. هو نفسه لا يعلم لماذا فعل هذا ..أبدا لم يكن ليضربه لحسن .. وخاصة مع حساسية هذه النقطة معه .. حاول أن يعتذر ..
" حسن أنا أسف .. لم أقصـ "
ولكن حسن قاطعه غاضبا ..
" ولما الاعتذار يا صديقي .. هيا .. هيا أفرغ غضبك بي .. "
هتف عابد في محاولة منه لمنعه من الحديث الذي لا طائل منه ..
" حسن " 
" اسكت يا عابد .. أنت أناني ..وغد وحقير .. لا يهمك قلقي عليك .. وبكل ما يحدث معك ..أحاول سؤالك.. لتجيبني أن الامور تحت السيطرة .. ولا شيء مهم .. في كل مرة تملأني مخاوفي أن أخسرك ..وخاصة أن هناك من يريد التخلص منك وينتظر هذا بكل شوق.. ولكن أنت لا ترى سوى نفسك وفقط ..  ولا يعنيك أني أموت قلقا عليك .. "
سكت لحظة وأكمل يمسك عابد من تلابيب قميصه هذه المرة .. هاتفا بغضب ..
" أخبرني أيها الحقير ..لما تبدد أموالك وتشتري مكان مثل هذا .. أخبرنننننني "
قال آخر كلماته .. صارخاً بها .. مما جعل عابد يرد صراخه بصراخ أعلى .. وبدون وعي منه .. نطق ..
" لأني وجدت لُقى .. "
هو كان يريد اخباره .. لم يكن يعي أن لسانه نطقها بالفعل .. ولكنه تأكد من ذلك حين رأى تأثير كلماته  على ملامح حسن المصدومة .. والذي هتف بشحوب ..
" وجدتها !! " 
اومأ عابد بحزن .. وأكمل بنبرة صوت لم تخلو من حزنه ..
" كانت تعمل به .. أتعلم ما معنى أنها تعمل بمكان مثل هذا !! "
" منذ متى وأنت تعلم بوجودها ؟! .. ولماذا لم تخبرني !! .. وأين هي الآن ... أخبرررني "
قال يهدئه ..
" اهدأ يا حسن .. سأخبرك بكل شيء .. "
جلسا الاثنان على كرسيين من الجلد ..في جانب آخر من المكتب .. وقص عابد كل ما حدث .. ومن وقت رؤيته لها ..حتى تركه لها صباحا ..
لم يرد عابد خوض هذا الحديث الآن .. ليس قبل أن تعود صغيرته ..
" يا الهي يا عابد .. قسوت عليها بعد كل ما لاقته .. "
كان هذا كلام حسن الذي قصد به غياب عابد وهروبها .. وعملها بمكان مثل هذا ليس إلا ... ولم يعلم أن بكلماته ضغط على أضعف وتر داخل عابد ..
" كان لابد من قسوتي وقتها يا حسن .. كانت تتحداني وتتغنى بعملها الهمام وكأنها تعمل كسفيرة ولا أعلم .. "
سكت يتحكم في غضبه .. وأكمل بيأس ..
" أريدها أن تتحدث يا حسن .. تخبرني ماذا حدث معها ..وما مداه ؟! .. ولكنها تتهرب من الحديث كلما فتحته "
حينها نطق حسن .. يحاول تقديم المساعدة ..
" حسنا .. دعني أراها .. وأحاول معها "
" لا يا حسن .. فلنؤجل رؤيتك لها قليلا .. سأحل الموضوع لا تقلق "
ساد صمت بينهما .. لم يقطعه سوى حسن .. حين قال بتردد
" عابد .. هناك ما أريد إخبارك به "
جذب حسن بتردده انتباه عابد .. الذي التفت اليه بكامل جسده .. هاتفا بقلق .. ..
" حسن .. ماذا هناك يا رجل .. أقلقتني "
حينها تكلم حسن بتردد ..
" أعلم أنه ليس الوقت المناسب .. ولكن يجب أن تعلم .. "
" يا الهي "
نطقها عابد بفراغ صبر .. وأكمل ..
" أنطق أرجوك .. لقد وقع قلبي "
حينها ابتسم حسن ببلاهة .. وقال
" سلامة قلبك يا عابد .. لقد ... "
سكت يستجمع حروفه .. وأكمل ..
" لقد وقعت بحب إحداهم "
توسعين عين عابد بدهشة .. ما انفك انفجر ضاحكا .. مما جعل حسن يستشيط غضبا منه .. فهتف بتأنيب  ..
" عااااابد !! "
رفع عابد يديه باستسلام .. هاتفا ..
" آسف .. ولكن توترك اوصلني لتخيلات أسوأ  "
لوي حسن شفتيه وهمس بخفوت لكي لا يسمعه ..
" تبا لهذه التخيلات ..أعلمها جيدا فهي سبب رئيس في عذابي "
" أتقول شيئا ؟! "
كان هذا سؤال عابد .. والذي نفاه حسن بسرعة .. وبعد كثير من الاستفسارات .. والتعليلات والتبريرات .. أقر حسن بكل ما حدث .. وحتي يكون صديقه معه بكل شيء .. استأذنه لدقيقتين .. وغادر المكتب متوجها لمكان بعينه
******
خرج حسن من مكتب عابد متوجها لحبيبته ..التي وصل اليها جريا من فرط فرحته بمشاركته حياته واخباره مع صديقه .. وصل اليها ..وجدها تعمل ومنشغلة عنه .. اقترب ببطء منها .. ومال الي خدها وطبع قبلة مسروقة .. خاطفة .. وابتعد سريعا .. مما جعلها تنتفض ..
" يا الهي يا حسن أخفتني .. "
استند بكوعيه على المكتب ..هاتفا بعبث ..
" سلامتك حبيبتي .. ولكنها قبلة بريئة تفعل بكِ هذا .. ما رأيك أن نجرب ثانيةً  وبمكان أخر وبشكل أقوى  "
ضربته على كتفه ..هاتفة بتأنيب ..
" يا الهي .. تهذب يا وقح .. أصبحت لا تطاق "
" أنتِ السبب .. ماذا أفعل أنا "
رفعت احدى حاجبيها ..بشكل ينم عن أنها تعلم نبرة البراءة المزيفة هذه .. سحبها من يدها يوقفها من مكانها لينهي ما جاء من أجله .. تشابكت أصابع أيديهم .. هتفت تسأله ..
" الى أين تسحبني هكذا ؟! "
اجابها وهو ينظر لها بجانب عينه ..
" أخبرت عابد عننا .. وأريده أن يراكِ "
" ولكنه رآني بالفعل عندما أتى صباحا "
التفت لها بكامل جسده .. قائلا ويلاعب حاجبيه بلهو ..
" لم يكن يعرف .. عندما رآكِ صباحا.. رآكِ كسكرتيرتي .. إنما الآن .. سيراكِ كحبيبتي "
وغمزها الوقح ..
******* 
في مكتب عابد .. مازال يجلس علي كرسيه الجلدي .. ويقف أمامه حسن محيطا لكتف حبيبته بحب ظاهر على محياهما .. كم سعد قلبه لمرآهم هكذا .. وكم يتمني أن تكون هذه الـ " ياسمين " عوضا لحسن عما لاقاه ..
" ها .. ما رأيك بياسمين يا عابد ؟! "
ابتسم عابد باتساع .. ووجه كلامه لياسمين التي تقف الخجل يتآكلها ..
" اهلا بكِ بيننا ياسمين ..  أنت الآن أصبحت بمثابة أختي الصغيرة .. ولستِ كموظفة هنا ... وإن أساء إليك هذا الشخص .. أخبريني فقط .. وحسابه سيكون معي شخصيا .. "
ابتسمت ياسمين بخجل .. وهتفت ..
" شرف لي سيد عابد .. شكرا لك"
حينها نظر لها حسن بصدمة مصطنعة .. قائلا ..
" شكرا !! .. تشكريه وهو يتوعدني !! اااااه يا حسن .. يا صدمتك بصديقك و حبيبتك يا حسن "
تأوه نتيجة ضربة على خاصره ليسكت ..ولم تكن سوى من ياسمين التي كانت تشتعل خجلا .. وحين لاحظها حسن .. قال بوقاحة..
" اخرج أنت من بيننا يا عابد .. فالحساب بيننا ننهيه بطرق أخرى "
" يا الهي "
هتفتها ياسمين التي استأذنت مغادرة تتبعها ضحكات حسن وعابد .. هتف عابد بعد أن هدأت ضحكاته ..
" ضعها بعينك يا حسن .. ولا تؤذيها أبداا "
ربت حسن على كتف صديقه مُطمئنا ..
" لا تقلق يا عابد ..انا أحبها بالفعل ..وأرغب أن أكمل معها حياتي "
" هنيئا لك ولها يا أخي "
قالها عابد بصدق حنون .. ولكن قاطعهما رنين الهاتف الخاص بعابد .. فالتقطه .. وضيق ما بين حاجبيه بتساؤل قلق .. فتح الاتصال .. والذي كان من حارس البناية التي بها شقته ..
" سيد عابد .. إحضر بسرعة .. هناك صراخ وبكاء من داخل شقتك "
ارتعب ولم تخرج منه سوى همسة مذعورة ..
" لُقى "

******



تراتيل الماضي.. ج١ سلسلة والعمر يحكي.. بقلمي راندا عادل..   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن