الفصل السادس عشر
بعد يومين في مكتب عابد .. كان يجلس على كرسي مكتبه يدرس ملف لإحدى الصفقات المهمة .. حين جاءه صوت ضربات على باب المكتب .. فكانت سكرتيرته تخبره بأن السيد حمدي بالخارج ويريد رؤيته ..
أعطاها الإذن لتدخله سريعا ..
دخل حمدي بعد أن حيى عابد .. وطلب منه الأخير الجلوس .. فجلس .. وكان عابد ينظر اليه بترقب يريد سماع ما سيقوله ...
بدأ حمدي كلامه ..
" لقد قمت بالتحريات الخاصة عن الرجل الذي طلبت مني السؤال عنه "
" وعن ماذا أسفرت تحرياتك الخاصة ؟! "
كان هذا سؤال عابد الذي تحفز جسده بأكمله من مجرد التلميح لهذا الرجل .. فأجابه حمدي وهو يعطيه ملف ..
" هذا الرجل تُثار حوله الكثير من الشبهات .. "
تناول عابد الملف .. وفتحه .. وبدأ تفحص الأوراق .. ولحظة وراء أخرى تتجهم ملامحه أكثر وأكثر .. حتى جاء على أكثر نقطة سببت غليانه .. وهي ..
" حالات اغتصاب "
أكمل حمدي ..
" وبالمناسبة هذا الرجل تلقى ترقياته .. والآن أصبح المدير الفعلي لنفس الدار .. وقام بتوسيعات داخليه .. وهذه التوسعات ما هي الا غطاء لأموال التبرعات التي تختفي ولا يتحدث عنها أحد بالطبع .. وهنا "
سكت حمدي يشير لورقة بعينها ..
" كشف أرقام .. للحساب البنكي الخاص به .. ولو لاحظت التواريخ المدون بها الايداع ستجدها بتزايد معدل كل شهر تقريبا .. وفي كل مرة يتم ايداع مبلغ لا بأس به "
أغلق عابد الملف بعنف .. فهذا الرجل سيكون حسابه عسير .. وسيثأر لصغيرته بشتى الطرق ..
أنهي حديثه مع المحامي ... وطلب رقم محدد .. ولم يكن سوى الضابط "شريف " الذي ساعده في قضية مدير الملهى .. أخبره بكل ما يعرفه عن هذا الرجل .. وأخبره شريف بدوره أن هناك ملف له في جهاز الأمن .. ولكن للأسف ليس هناك دليل عليه .. فكل بلاغ ضده .. يتم التخلص منه إما لعدم كفاية الأدلة .. أو تنازل المُدعية عن البلاغ .. وطلب منه إعطائه بعض الوقت .. وسيحدثه بعد قليل .. وبالفعل.. اتفقا على بعض الأمور .. وسينفذونها بعد أن يذهب عابد للقاء هذا الضابط في محل عمله ..
******
في اليوم التالي .. لم يكن يريد أن يضيع وقت أكثر .. فما يريده .. سينفذه .. ارتدي عابد عن عمد حِلة رجالية سوداء من إحدى الماركات المشهورة .. ونظارة سوداء لتغطي انفعالاته وتوتره .. واستقل سيارة فخمة .. وقرر الذهاب ..
بعد وقت أمضاه في الطريق ... وصل للمكان المنشود .. وهبط من سيارته بعلو شأن وإيباء خُلِقا له .. وقف قليلا أمام الباب الحديدي الكبير .. تغير الباب القديم .. وأصبح هذا الكترونيا .. ابتسم بسخرية .. فهذا الباب يُخفي الكثير والكثير من الجرائم ..
تحرك بثقة متأصلة به .. وتوجه لحارس الباب .. وأخبره بأنه يريد مقابلة مدير الملجأ .. رفع الحارس أحد الهواتف اللاسلكية وتحدث به .. وأخبر الطرف الاخر بهوية عابد ..
وماهي سوى لحظات وتم فتح الباب الالكتروني .. ودخل عابد يصاحبه أحد الحراس .. كان ينظر للمكان بحنين لم ينكره.. نعم تغير المكان كثيرا .. كثيرا جدا .. ولكن الهواء واحد .. الحنين والشوق واحد ..
وقف مأخوذا .. عينيه ثبتت على منظر كان كالقشة على جبل حنينه ..
وكأن الزمان يعيد نفسه .. طفل يتخطى العاشرة يمسك بيده ثمرة تفاح .. يوجهها لطفلة صغيرة بجواره.. كان ينظر اليهما .. يرى فيهما ثنائي ذاقا العذاب وتم ابعادهما عن بعضهما البعض .. كان يتوجع بداخله وكل ذكرياته معها .. هنا .. تخونه وتجلده بسياط التقصير في حقها ..
لم يعي ليده التي ارتفعت تمسد صدره الذي ضاق .. وأحكمته غصة الوجع .. التفت لمن بجواره .. عندما نطق الحارس بجواره ..
" تفضل سيدي "
نظر له عابد للحظتين ... والتفت لينظر للطفلين مرة أخرى وكأنه يحفر مظهرهما بداخل عقله .. وإلتفت مرة أخرى للحارس .. تحرك معه لداخل " المبنى الإداري " كما توضح اللافتة المعلقة على الجدار الخارجي للمبنى ..
وصل لغرفة من الواضح أنها غرفة المدير كما يتضح من اللوحة التعريفية على الباب .. طرق الحارس الباب .. وفتحه بعد أن سمعا إذن الدخول .. دخل عابد بعد أن أفسح له الحارس المجال .. دخل بعد أن استعاد سيطرته على نفسه .. وقف على بُعد خطوة من فتحة الباب ينظر للرجل الذي وقف ليحييه بالتأكيد يظنه مُتبرع .. وبالتأكيد نسى الاسم ..
دخل عابد بثقة يُحسد عليها.. نظر ليد الرجل الممدودة .. و بابتسامة سخرية علت شفتيه .. تحرك أكثر حتى وصل للكرسي أمام المكتب وجلس بعنفوان لا يضاهي ..
نظر له الرجل باستغراب .. سحب يده .. لا يعرف من هذا الرجل .. لن ينكر أن اسمه ليس بغريب .. ولكنه لا يتذكر .. حاول الرجل أن يظهر ثبات انفعاله .. وهتف مُرحبا ..
" أهلا بك سيد عابد .. "
سكت الرجل لحظة .. وأكمل وهو يجلس على كرسي مكتبه ..
" بم أخدمك ؟! "
ابتسم عابد بسخرية .. الآن أصبح سيد عابد !! .. عجبتُ لكَ يا زمن ..
كان الرجل يتطلع فيه باستغراب يحاول التذكر .. أزاح عابد النظارة السوداء عن وجهه .. وهتف باستهزاء ..
" تحسنت أخلاقك كثيرا عن ما سبق "
هم الرحل ليوبخه .. ولكن قوطع عندما أكمل عابد بلامبالاة ..
" هذا في الظاهر طبعا .. وما خفي كان أعظم "
ضرب الرجل على مكتبه وهبّ واقفا .. صارخا بغضب ..
" لن أسمح لك بالتحدث معي بهذا الشكل المهين .. من أنت لتتحدث معي بهذه الطريقة "
ضحك عابد مقهقها يضع ساق فوق أخرى .. بعد لحظات سكت .. وتحدث يلوي شفتيها بلامبالاة ... وهتف وكأن ما سيقول شيء عادي ..
" أنظر لجرح كف يدك .. وستعرف من أنا "
ضيق الرجل ما بين حاجبيه بتذكر .. رفع كف يده المجروح ينظر لجرحه القديم .. وعقله يعمل تباعا مع ادراكه .. تتسع عيناه شيئا فشيئا ..
تهاوت قوته التي تزامنت مع همسته المتسائلة الضعيفة ..
" عابد !! "
صفق عابد بكلتا يديه .. مبتسما بجزل .. هامسا من بين أسنانه ..
" عااابد .. عملك الأسود "
نظر له الرجل يحاول استشفاف ما يقصد .. وهل يعلم شيء عنه .. وكأن عابد قرأ تساؤلاته .. فأكمل مستغلا صدمته ..
" لقد علمت عنك كل قاذوراتك "
كان عابد يتحدث .. مستغلا صمت الرجل .. ويده تعمل في مكان آخر .. حيث أخرج من جيب بنطاله جهاز تنصت تم استلامه من جهاز الامن عندما علموا بالقضية .. وساعده في ذلك صديقه..
اطمأن للصق الجهاز بشكل سليم في أسفل المكتب من جهة جلوس عابد ..
وأكمل عابد حديثه بكره
" أعلم ما فعلته قديما أيها القذر .. وهذا عندي لا يُغتفر .. "
أكمل وهو يستقيم من مكانه .. وغضبه يتزايد ..
" وأضف لحسابك ما تفعله الآن بأطفال الملجأ أيها الخسيس ... وتأكد أن حسابك معي ليس بالهين .. "
********
كان عابد يقف أمام الرجل بهدوء متناهي وكأنه لا يتحدث عن شيء يجعله يغلي غضبا .. وطلب عابد شهادة ميلاد لُقى .. حينها بُهت الرجل وسأله بدهشة ..
" هل تعلم مكانها !!! "
سؤال الرجل جعل عابد وكأنه يقف على حافة بركان مستعر .. إلتفت له قاطعا المسافة بينهما ممسكاً الرجل من تلابيب قميصه. وهتف من بين أسنانه ..
" اقسم إن نطقت اسمها سأفقدك حياتك في هذه اللحظة "
وأكمل بأمر ..
" والآن أريد شهادة ميلادها .. وحالا "
" ولكن هذا مستحيل "
نطقها الرجل يحاول الاستفادة من الوقت والموقف .. ولكن عابد لم يهمه ما تفوه به هذا الرجل .. فتحدث وكأنه لا يسمعه وترك قميص الرجل ..
" سأجلس هنا أمامك حتى تحضر شهادة ميلادها .. قم باتصالاتك لتنتهي مني سريعا .. لأني لن أتحرك من هنا بدون هذه الورقة .. ولأني أعلم تمام اليقين أني لو خرجت من هنا .. لن تسمح بدخولي مرة أخري .. ولذلك "
سكت يجلس على كرسيه مرة أخرى بكل أريحية .. وأكمل ببرود مستفز ..
" سأجلس هنا أمامك .. أتابعك تقوم بهذا المستحيل لتنتهي مني سريعاً.. والأن أطلب لي فنجان من القهوة حتى أستمتع برؤياك جيدا "
*******
انتهى عابد من كلامه مع هذا الرجل الذي علم أن تهديد عابد له لا يأتي من فراغ .. واصراره على ورقة ميلاد الفتاة .. لن يتحرك بالفعل قبل أن ينال الورقة التي يُطالب بها .. لم يكن استخراج ورقة تافهة مثل هذه _ حسب وجهة نظره _ شيء صعب .. بالعكس .. الموضوع انتهى بمكالمة هاتفية .. هو فقد من كان يريد أن يتهرب من عابد .. ويمكنه تحرير محضر ضده وتحضير شهود .. وشهادتهم بأنه اعتدى عليه بمكتبه .. هذه ليست بالشيء الصعب .. فهو يقوم بالأقذر .. ولكن عابد وضعه تحت ضغط .. ولذلك حينما غادر عابد متوعدا إياه .. فتح الرجل درج مكتبه ..
وعبث به قليلا .. حتى أخرج مفكرة ورقية قديمة .. كان يسجل بها بعض الأرقام التي قد يحتاج إليها في يوم من الأيام .. وحين استقرت نظراته على رقم بعينه .. رفع هاتفه وضغط الرقم المدون أمامه ..
وانتظر قليلا حتى فُتِح الاتصال .. وتحدث بإبتسامة خبيثة ..
" هاتف الحاج عبد الرحمن السيوفي ؟! "
جاءه الرد .. بصوت رجل مسن ..
" نعم أنا .. من يتحدث ؟! "
تحدث الرجل ثانية .. وبنبرة تشفِ من أكثر شخص تمنى التخلص منه .. وكان يهدده منذ دقائق .. تكلم ..
" لقد علمت مكان أبنتكم "
******
كان عابد في طريقه لمنزله .. وسعادة الدنيا تملؤه .. اليوم فقط يستطيع أن يقول وبأعلى صوته .. إنها لقى صغيرته .. صغيرته وحبيبته .. وزوجته في القريب العاجل .. عليه أن يطالب بحقه بها .. وخاصة ووجودها معه بنفس البيت لا يشجع على الانتظار .. وأصبح غير قادر لا على سيطرته .. ولا تجاهل وجودها .. فلذلك فالحل الأمثل هنا .. أن تصبح مِلكه واليوم قبل غدا .. فتح هاتفه .. وأجرى اتصال معين .. وحين اطمأن أن كل ما طلبه تم تنفيذه .. هاتفها .. وانتظر صوتها وصله ناعما يفتك بقلبه ..
" عابد "
" اشتقت لكِ حبيبتي "
ضحكت بنعومة .. هامسة بتساؤل ..
" ماذا بك .. وما هذا الحب الفياض ! "
ضيق ما بين حاجبيه .. وتحدث بعبوس مصطنع ..
" يا إلهي .. أنتِ ناكرة الجميل .. دائما أشعرك بحبي "
ضحكت هذه المرة بصوت أنثوي خلاب يجعله يفقد اتزانه للحظاته .. وهتف بعقل مأخوذ ..
" صوت ضحكتك فقط تفعل بي الأعاجيب .. فماذا ستفعلين بي حين تكوني ملكي "
سكتت ضحكاتها .. وعَلَى صوت تنفسها .. واحمرت خجلا مما يُلَمح به .. وقالت بصوت هامس ..
" أحبك عابد "
بادلها همسها بآخر مشتاق ..
" وأنا كنت دائما وأبدا أحبك حبيبتي "
سكت يسيطر على تنفسه .. وانفعاله .. وقال ..
" والآن حبيبتي .. تجهزي .. سنتناول عشاءنا بالخارج .. "
" بالخارج !! لماذا !! "
همستها مرتعبة .. فمنذ أن وطئت منزله لم تخرج .. فقط تكتفي بوجودها في كنفه .. تخاف .. بل ترتعب لن تنكر أن يطاردها ماضيها في أي مكان تذهب إليه .. وعابد لا يستحق أن يكون في مثل هذا الموقف .. جاءها إجابته ..
" لماذا ماذا .. حبيبتي في الحقيقة هناك مفاجأة من أجلك .. وأريد الاحتفال بكِ "
ضيقت ما بين حاجبيها وابتسمت ببلاهة طفلة تنتظر مفاجأتها .. وخاصة أن هذا الشعور مستجد عليها .. فلم يكن هناك من يفكر بها أبدا ..
حاولت أن تعرف منه ماهية المفاجأة .. ولكنه قاطع كل محاولاتها بانتصار .. وهتف ينهي الحوار ..
" إن أخبرتك لن تكون مفاجأة .. والآن اذهبي فالوقت يمر .. إلى اللقاء حبيبتي "
******
بأحد المطاعم الراقية .. يجلسان كل منهما أمام الآخر .. يجلس هو ببذلته الراقية .. وشكله المهندم .. وتجلس هي بفستان أسود .. يستر جميع جسدها من الأعلى نزولا لأسفل ركبتيها .. وذراعان مستوران لنصف معصمها .. وشعر مُجمع بعناية للوراء بشكل بسيط أضفى سحرا على جمالها .. كانت تجلس منكمشة .. تكاد تبتسم وتتعاطى معه الحديث .. لاحظ هو ذلك .. فهتف بتساؤل ..
" لُقى حبيبتي .. ماذا هناك .. هل هناك ما يؤلمك ؟! "
نظرت له نظرات زائغة .. خائفة أن يتعرف عليها أحد .. أن يراها أحد كانت تعرفه أو ترافقه قديما .. تخشى أن يراها شخص كان يريدها كفتاة ليل في فراشه .. تخشى وتخشى .. وستظل في هذه الرهبة كثيرا .. ابتسمت بتوتر .. وهتفت بصوت خرج هامسا ..
" أنا بخير عابد .. فقط أشعر بالتوتر ... لم أتواجد بمكان به أناس من وقت عودتي لك .. "
ابتسم لها بدعم بعد أن فهم ما تعانيه ..
" أنسي ما حولك لولو .. تجاهليه .. دعي عينيك لا ترى غيري .. ودعي قلبك لا يستشعر وجود غيري من حولك .. افعلي مثلي "
ارتاحت ملامحها قليلا بعد كلامه .. وهتفت مضيقة ما بين حاجبيها بتساؤل ..
" وماذا تفعل أنت !! "
ابتسم بسعادة وثقة حين لاحظ تجاوبها معه ..
ومد يده الأخرى .. وتناول قطعة لحم بالشوكة .و غمسها بالصلصة أمامه .. ووجهها لفمها .. كانت أعينهما في حوار خاص .. كالمنومة فتحت فمها تحت إشارة عينيه لها أن تفتح فمها .. وضع قطعة اللحم بفمها بتلكؤ قاتل لكليهما .. مما لطخت شفتها العلوية ..
أعاد الشوكة للطبق .. وأمسك منديل المائدة .. ورفع يده بإتجاه وجهها .. مسح فمها بهدوء معذب.. عينيها تنظر لملامحه بجوع .. وعينيه تصول وتجول على صفحة وجهها بشوق ليس له نهاية .. وبالنهاية تتركز عينيه على موضع ارتكاز يده على شفتيها وكأنه يحسد أصابعه .. وكل هذا وهي تنتظر إجابته .. وأخيرا أنعم عليها بالإجابة التي تنظرها ..
" عيني لا ترى غيرك .. وقلبي هذا يدق فقط بحبك لولو "
غشت عينيها دموع الفرحة .. وازدردت ريقها بصعوبة .. وأنبت نفسها على كل الخوف بداخلها .. كيف تخاف وهو بجوارها .. نحت مخاوفها جانبا .. التي ستكون سببا بعد ذلك في تدمير ما بينهم .. وهتفت بمرح ..
" أخبرتني أن هناك مفاجأة لي .. ما هي ؟! "
ابتسم بترقب .. وترك يدها .. يفتح جانب سترة بذلته .. وأخرج ورقة منها .. وأعطاها لها .. أمسكتها منه .. وحينما نظرت له بتساؤل .. أمرها قائلا ..
" لا تنتظري .. إفتحيها وأنظري جيدا "
فتحت الورقة المطوية بترقب واضح على ملامحها .. عينيها تتجول على الورقة حتى اتسعتا بدهشة واضحة لعينيه المنتظرة رد فعلها .. رفعت أنظارها له بسعادة لم تداريها ..
" هل هذا صحيح ؟!! "
ابتسم لها باتساع .. وأومأ برأسه .. وهتف بهدوء وراحة بال ..
" نعم حبيبتي .. والآن .. أنتِ لُقى كامل السيوفي وبالأوراق الرسمية "*********
أنت تقرأ
تراتيل الماضي.. ج١ سلسلة والعمر يحكي.. بقلمي راندا عادل..
Romanceرواية اجتماعية.. رومانسية..