الفصل الخامس عشر

1.5K 61 5
                                    

الفصل الخامس عشر

دخل بسيارته لباب المنزل الذي يكرهه .. ولكنه مُجبر على تواجده هنا .. صف سيارته حين لمح وجودها في حديقة الفيلا .. ترجل مبتسما بابتسامة يخصها بها .. سار إليها .. يعلم أنها عرفت بوجوده .. إن لم يكن بسبب صوت سيارته ..فبإحساسها الذي لا يخطئ أبدا  ..
وصل إليها .. وضمّ كتفيها من الخلف هامسا بجوار أذنها ..
" اشتقت إليكِ يا جميلة "
ابتسمت والدته بحب .. والتفتت له برأسها .. ومال إليها وقبّل خدها بقوة .. وهتفت له ..
" اشتقت لكَ حبيبي "
توجه الى الكرسي بحوارها .. وأمسكه وقربه من كرسيها .. جلس وأمسك يديها بين يديه بحب .. وقال ..
" أمي .. لدي أخبار سعيدة لكِ "
ابتسمت الأم بسعادة وهتفت وكأنها تختبر إحساسها ..
" لدي إحساس أنها أخبار تخص قلبك "
ابتسم حسن بحرج .. وأحست به أمه .. حررت كف يدها وأحاطت جانب وجهه .. فأكملت
" أخبرني عنها يا حسن .. صِفها لي حبيبي "
تنهد حسن بعشق لفتاة أحبها ولا يدري كيف .. وقال ..
" يا الهي يا أمي .. ماذا أخبرك عنها .. أأخبرك عن جمالها الهادئ .. وملامحها الصغيرة المرسومة بإبداع الخالق ... أم أخبرك عن شعرها القصير حين تقسمه لنصفين بشكل طفولي تجعلني أجن حين أراها .. أم أخبرك عن شقاوتها يا أمي .. وجودها بجانبي كان كالبلسم لروحي .. "
كانت والدته تستمع إليه بتأثر واضح وخانتها دمعتين من عينيها .. وهتفت وكأنها تقرر واقع .. لا أن تسأل ..
" أنت تعشقها يا حسن !! "
" وكيف لا أعشقها وفي نبرة صوتها لحن يُمزق وريد قلبي عشقا "
" ومن تعيسة الحظ هذه أيها البائس "
كانت هذه الكلمات التي تتسم بالسخرية والكره تصم أذان حسن ووالدته .. أغمض عينيه بقوة يحاول تهدئة نفسه .. كان يشعر بضغط يدي والدته حول يده كدعم منها .. أخذ نفس وزفره بهدوء يحاول تهدئة نفسه .. فتح عينيه .. واستقام من مكانه توجه لأمه .. مال وقبل جبينها .. ولم يعير الرجل أي اهتمام ..
مال لأذن والدته وهمس حتي لا يسمعه الذي يقف بتحفز يراقبهما ..
" أمي أريدك أن تريها .. سأتدبر موعد و أخبرك به .. وبعدها سأتقدم لخطبتها وستكونين معي .. فتجهزي لهذه الحظة "
ابتسمت له أمه .. وهمست له هي الأخرى ..
" ستجدني دوما معك وبجانبك حبيبي .. فلا تقلق "
سكتت لحظة .. وأكملت ..
" غادر الآن حبيبي ولا تحمل هم "
قبلها مرة أخرى .. وتحرك ليستقل سيارته .. وغادر المكان برمته ..
********
ودعته أمه بإبتسامة سرعان ما اختفت عندما شعرت وسمعت الذي جلس بجوارها ..
" على ماذا اتفقتما ؟! "
تنهدت بتعب على ابن ليس من رحمها ..
" اسمعني جيدا .. ليس لكَ شأن به .. وإن لم تحسن حديثك معه .. وقتها حديثي أنا لن يعجبك .. فإحذر "
همت لتستقيم .. ولكنه أوقفها ..
" لماذا ألغيتِ التوكيل ؟! .. أليس من المفترض أني المسؤول عن جميع أموالك وأعمالك !! "
ضحكت بسخرية مريرة ..
" وهل تظن أني لا أعلم ما يدور من خلفي .. إذا كنت تظن عكس ذلك   إذا فأنت واهم "
سكتت لحظة .. وتحدث بغضب ..
" لا يغرنك عدم رؤيتي ... فأنا على علم بالصغيرة قبل الكبيرة "
استقامت هذه المرة ممسكة بعصاها التي تستخدمها لتهتدي بها في خطواتها ..
**********
صعدت لغرفتها تكاد تغلي .. ما عرفته عن العمل يجعلها تستشيط غضبا .. وخاصة الأوراق التي تثبت ما يفعله .. فلولا موظفها الأمين الذي يعمل في المؤسسة منذ زمن مضى .. من وقت والدها رحمه الله ... عندما لاحظ ما يحدث .. جمع المستندات التي تدعم كلامه .. وجاء لها هنا بحجة الاطمئنان عليها .. بعد أن أخفى الأوراق بداخل سترته جيدا حتى لا يلاحظه أحد .. فزوجها المبجل يستخدم اسمها وتوقيعها لعمل صفقات مشبوهة ومشكوك بأمرها .. ويظن بعماها أنها لن تعرف بما يحدث من خلف ظهرها ... فمعاملته لحسن فاض بها الكيل .. وهي لن تسمح بهذا أبدا .. تعلم أنه بالتأكيد لن يهدأ حتى يعرف ماذا تخطط ولكن هذا لن يحدث .. وذلك لأنها تسبقه بخطوة .. إن لم يكن خطوات ..
ولذلك .. فالخطوة الحاسمة وجبت .. وعليها أن تبعد حسن عن الصورة .. فان تدخل حسن وعلم زوجها .. سيقتله لا محاله ..
ولذلك حسمت أمرها ورفعت الهاتف الخاص بها .. وضغطت على رز معين  يقوم بخاصية الاتصال المباشر ... وتم تسجيل رقم بعينه .. كانت قد سجلته في وقت ما حتى تطمئن منه على حسن عندما قرر ترك كل شيء ورائه .. والبقاء معه فقط ..
جاءها رنين المكالمة في انتظار الرد  ... ولحظة وأخرى .. وسمعت الصوت مُرحباً ..
" أهلا سيدتي "
" أهلا بكَ عابد .. اشتقت لكَ بني "
*********
في الشركة كان حسن يجلس على كرسي مكتبه .. يتابع بعض الأوراق بذهن شارد .. منذ لقائه بأمه .. ومقابلته لهذا الرجل .. وهو ليس على طبيعته .. يشعر بالضيق يحكم صدره .. في كل مرة يراه وكأنه يرى ماضيه يتجسد أمامه في هيئة بشر .. ما لاقاه على يد هذا الرجل ليس بالهين .. لقد طُعن في كرامته .. هذا الرجل كان يتعمد اذلاله ..
كان شارد في صراعه .. ومع أوراقه الذي لا يعلم ما تحتويه لعدم تركيزه بها .. أو يكاد يكون لا يراها من الأساس ... لم يشعر بمن كانت تطرق الباب .. وحين لم يأتيها الرد قلقت ... فدخلت له .. تنادى باسمه .. فلم يسمعها .. ولم يشعر بوجودها  .. خطت بداخل المكتب بهدوء حتى لا تفزعه وخاصة مع ملامحه المتجهمة .. وصلت إليه .. حتى وقفت بجواره .. مدت يدها ولمست كتفه .. فانتفض أثر لمستها .. التفت لها .. وللحظة لم يستوعب أنها أمامه .. وحين لمس وجودها .. ابتسم بألم .. وألتفت لها بكامل جسده .. ومازال جالسا .. رقت لحاله .. رفعت كفيها واحتوت وجهه .. رفعت وجهه قليلا لينظر لها .. وتنظر له بتمعن .. وهتفت بخفوت قلق ..
" ماذا بك حبيبي .. وجهك شاحب .. وكأنك ترهب شيء .."
نظر لها مطولا ... هو فعلا يرهب شيء .. يرهب نفسه .. وماضيه .. ويرهبها هي شخصيا .. يرهب اقترابها منه .. ويحتاج اقترابه منها .. يرهب احتياجه لها .. يخاف إدمانها إن لم يكن أدمنها  ..  يخاف عليها من قربه .. يؤذي كل من يقترب منه .. وهل ستكون هي الاستثناء؟! بالتأكيد لا .. عابد فارقه قديما .. لُقى صغيرته التي لم يراها للآن .. هربت قديما ولم يحافظ عليها ... حتى عندما اشتراه أناس ظنهم بشر .. باستثناء أمه ..
حتى أمه لم تسلم من قربه .. لقد فقدت بصرها بسببه .. ألهذه الدرجة هو شؤم على كل من يقترب منه .. ازدرد ريقه بصعوبة .. وهتف بصوت خاوي ..
" هل سأوذيكِ يوماً ياسمين ؟! "
ضيقت ياسمين ما بين حاجبيها بعدم فهم .. ولكنها هتفت بما تشعره تجاهه ..
" تؤذيني أنا يا حسن ؟!! .. كيف فكرت في هذا ؟! .. "
سكتت تنظر إليه عن قرب أكثر .. وتقرب هي وجهها من وجه حتى اقترب أكثر ولامست جبينه بجبينها .. وفاضت بكل عشقها وأمانها ..
" يا الهي يا حسن .. كيف تؤذيني وأنت الأمان ذاته .. كيف تؤذيني وأنا أأتمنك على حياتي وعمري .. وقلبي "
سكت تنظم أنفاسها المبعثرة نتيجة الموقف ..
" قلبي يا حسن .. قلبي الذي سلمته لكَ من وقت رؤيتك .. "
كان يلهث نتيجة اقترابها واعترافها  .. كلامها بأكمله زلزل كيانه .. ابتسم بمرح .. وهتف متذكرا ..
" كاذبة ياسمين "
لم تلاحظ عبثه .. ومرحه .. ولكنها كررت كلمته بذهول ..
" كاذبة ؟!!!! ... "
أجابها يحتوي خصرها يقربها منه أكثر ..
" نعم كاذبة ... أول مرة رأيتني بها .. نعتينِ بالأحمق "
ضحكت تحرك رأسها بنعم .. لم تشعر بيديه التي تحكم خصرها تقربها أكثر وأكثر .. حتى أمتلكها بكلتا ذراعيه محكما احتضانه لها .. وعندما استشعرت ما يفعله .. تململت تحاول الهروب .. ولكن هيهات .. اقترب منها بوجهه .. حتى لامس شفتيها .. مجرد ملامسة بسيطة لا تروي ..
وهتف يبادلها أنفاسه ..
" كنت أحمق قبلك ياسمين .. وكنت أحمق حين وجدتك وظننت أن الأفضل لكلينا البعد .. كنت أحمق حين ظننت أني سأتركك .. وكيف كنت سأتركك وقلبي هذا الذي ينبض لكِ وبكِ ماذا أفعل به .. أحبك عدد أنفاسي التي تخرج مني لأحيا بكِ حبيبتي "
كانت تأخذ أنفاسها بصعوبة .. كيف ستحبه أكثر وهو أصبح كل الحياة .. وكانت هي المبادرة هذه المرة .. حين ألصقت نفسها به .. تحتوي رأسه بكلتا ذراعيها .. تزرع نفسها بداخله .. وتدفنه هو بين ذراعيها .. تكاد توشمه على جسدها ..
******
بعد وقت ليس بالكثير .. كان يجلس على أريكة موضوعة بمكتبه .. وتجلس ياسمين على طرفها .. استلقي بجسده على ما تبقى من الأريكة .. واضعا رأسه على ساقيها .. لم ينكر أنه أجبرها على هذا الوضع .. فمعها هو جائع .. جائع لجميع ما فقده ... جائع باشتهاء لجميع ما لم يعيشه .. وسيعيشه معها .. أبى من أبى وقبل من قبل ..
مد يده .. وأمسك بإحدى يديها يضعها على شعره وكأنه يأمرها بدون كلام أن تعبث بشعره .. وهي استشعرت حاجته هذه .. فانصاعت لأمره الصامت ..
جاءها صوتها الكسول .. المخمور نتيجة أصابعها بشعره ..
" أخبرت أمي عنك "
توقفت أصابعها .. وبيدها الأخرى أحاطت ذقنه .. ورفعت وجهه قليلا لينظر لها بالمقلوب .. تقابلت أعينهما .. وهمست بتساؤل ..
" وماذا قالت ؟! "
ابتسم لذعرها اللحظي .. ورفع بدوره ذراعه باتجاه رأسها .. وأحاط مؤخرة رأسها بكفه .. يقرب رأسها من رأسه ..
" تريد رؤيتك حبيبتي .. لم تقل سوى أني أعشقك بكل تفاصيلك .. وقلت أنا الكثير والكثير عن حبي لك  .. ولذلك "
سكت يرفع رأسه بغتةً وطبع قبلة مسروقة خفيفة على شفتيها ..
" استعدي قريبا جدا ستكونين لي .. شرعا وقانونا "
*******
يقف بمطبخ شقته يعد فنجانا من القهوة .. سمع تذمرها من ورائه ..
" يا الهي يا عابد .. أخبرتك أني سأعدها لكَ "
ابتسم بمرح .. مديرا لرأسه يمينا ويسارا .. هاتفا ..
" لا حبيبتي .. لقد استغنيت عن خدماتك .. فالمرة الماضية شربت القهوة بمرها .. وبدون سكر فقط من أجلك .. ليس لدي أي استعداد لتكرري هذه المأساة المسماة بالقهوة "
تذمرت أكثر بشكل طفولي .. وهتفت ..
" لعلمك .. أنت من لا يجيد شربها "
" حقا؟! ..."
قالها رافعا إحدى حاجبيه بعد أن استدار لها ... ينظر لها بحب .. كم يعشقها بكل ما فيها .. وكم يود بدء حياة جديدة معها .. يريد تعويضها عما لاقته .. لا هو يريد شيء سيجاهد لفعله .. يريد محو ماضيها المؤلم لها وله .. يريدها حيوية ومليئة بالمرح .. كما هي أمام عينه الآن .. سمعها تهتف بتفاخر كاذب ..
" نعم .. العيب بكَ حبيبي .. فقهوتي ليس لها مثيل "
اقترب منها بعبث تلمع به عيناه .. حتى وصل لمكان وقفتها بجوار طاولة المطبخ .. وقف أمامها قلبه يثب مكانه .. وعينيها تتعلق بعينيه .. رفع إحدى يديها .. يحتوي خصلة شعر حمراء بين أصابعه تخبئ إحدى عينيها عنه .. أزاح الخصلة بعيدا قليلا .. ونزل بيده .. وملس على مكان شامتها .. وهتف بصوت مأخوذ ...
" أنتِ كلك ليس لكِ مثيل لولو "
سكت وعينيه تستقر على أكثر مكان يؤرق راحته .. شفتيها .. وهتف..
" أنتِ كاللؤلؤة النادرة .. كالقمر في بهائه .. و الشمس في نورها للوجود  .. أنتِ شمس حياتي لولو "
ابتسمت بتأثر .. وبدون تردد .. مدت ذراعيها وأحاطت جذعه .. وأسندت رأسها على كتفه .. هنا كل الحياة .. بين ذراعيه ..
انتفض كلاهما غلى صوت فوران القهوة .. وبسرعة تركها عابد ليطفئ المقود .. ونظر لها يضيق عينيه باستياء مصطنع .. وحين رأته هكذا .. قهقهت بصخب غير قادرة على أن تُسكت ضحكاتها بسبب مظهره المستاء .. هتف من بين أسنانه .. وهو يتحرك باتجاهها .. وقرأت ما نوى عليه .. فتحركت مسرعة لتخرج من المطبخ .. وكان يجري وراءها بدوره .. هاتفا بوعيد ..
" لن أتركك لولو حتى تتعلميها وتعديها لي بنفسك جزاءً لكِ "
كانت تهرب منه من هنا لهنا حتي استقرت على أريكة تلهث من فرط ضحكاتها وقفزها في أرجاء المكان هربا منه .. وجدته يجلس بجوارها يضحك هو الآخر .. جذبها لأحضانه .. وكانت تنظر لملامحه المرتخية الضاحكة .. بين شفتيه تكمن السعادة حينما يضحك ..
لاحظ نظراتها التي استقرت على شفتيه .. فبادلها النظر لشفتيها .. وهمس ..
" أتدرين ما تشتهيه نفسي الآن ؟!! .. "
بكف يدها الرقيق أحاطت جانب وجهه .. وهتفت هي الأخرى بتساؤل ..
" ماذا تشتهي حبيبي ؟! "
بادلها نفس الحركة .. أحاط جانب وجهها بكفه .. وهتف بصوت أجش ..
" أن أتذوق القهوة من بين شفتيكِ  "
سكت يراقب زحف اللون الأحمر لخديها .  وأكمل بمرح عابث ..
" وأعدك حينها .. سأشرب قهوتك بدون تردد "
" وقح "
كلمة نالها مع ضربة صغيرة لكتفه ..
******
بعد وقت قليل .. جالسان يتسامران أمام التلفاز .. وبيدها طبق من المسليات .. وهو ممسك بكوب من العصير .. يجلس واضعا قدم فوق أخرى باسترخاء .. يريد اختبار رد فعلها على ما سيحدث .. وكيف ستتقبله .. هتف مناديا لها
" لولو "
" نعم " 
هتفتها بدون أن تنظر إليه .. فأكمل الذي بجوارها ..
" حسن يريد رؤيتك "
انتفضت مستديرة له .. فها هي سترى صديقها الآخر .. فهتفت تمسك ذراعه .. وتخرج الكلمات منها بدون ترتيب ...
" أخبرته عني ؟! .. أخبرني عنه .. يا الهي .. أيريد رؤيتي حقا ؟! .. عابد أوصفه لي .. حدثني عنه كيف يبدو "
تنهد بارتياح فكان خائفا أن تنكر نفسها منه .. او لا تتقبل عودته لحياتنا .. ولكنه ابتسم باتساع نتيجة حماسها .. وأكمل يمسك يديها القابضة على ذراعه .. وأجابها ..
" اهدأي حبيبتي .. سأحكي لكِ كل تفاصيله .. فهذا المجنون الآخر سيجن ويراكِ .. ولذلك .. "
سكت قليلا يراقب ترقبها .. وهتف ..
" سنخرج في نزهة .. أنا وأنتِ وهو .. وشخصان آخران "
قضبت جبينها بتساؤل وهتفت مكررة ..
" شخصان آخران !! .. من هما ؟! "
أجابها ..
" الفتاة التي يحبها .. وأمه "
كررت ببلاهة ..
" أمه ؟!!! .. "
أجابها بنعم .. حكى لها ما حدث مع حسن .. ومع أمه كما يلقبها حسن .. وأراها صورة الأخير وابتسمت بحنين فياض لصديق الطفولة.. وتشجعت من حديث عابد عن حسن .. ووافقت على لقائه هو ومن معه ..
وأكملا سهرتهما بسعادة غير مدركين أن هذا اللقاء سيغير حياتهما القادمة .. ويتوجب هنا سؤال حتمي ..
" هل ستتغير حياتهما ... للأفضل أم للأسوأ ؟! "
********* 

تراتيل الماضي.. ج١ سلسلة والعمر يحكي.. بقلمي راندا عادل..   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن