وقف وهو يلهث ويمسح وجهه بذراعه ليزيل قطرات العرق التي ملئت وجهه، شعر بأن نفسه يكاد أن ينقطع، أمسك بزجاجه من المياه بجواره وأخذ يرتوي منها حتى شعر بالإنتعاش حقاً المياه هي سر الحياه، أنحني مره أخرى ليشرع في متابعه عمله وحمل المزيد من الأحجار ليقوم بنقلها إلى البناء قيد الإنشاء، نعم هذا هو عمله في الوقت الحالي حمّال لمواد البناء، شعر بيد توضع على ذراعه من الخلف ليلتفت ويجده رفيق الكفاح وصديقه منصور ويا ليتنا نستطيع أن نقول إنه إسم على مسمى بل على العكس فمنصور لم يكن أبداً منصوراً بل حظه مثل وجهه
منصور وهو يتنفس بصعوبه ويلهث:
راضي هل ستسهر معنا الليله !!!!راضي يتنهد بتعب ويجلس على أحد الأحجار الكبيره:
لا أعلم يا منصور فكما ترى قد أهلكنا من العمل اليوم وحين عودتي عليّ مراعاه والداي من تجهيز طعام وإعطاء دواء ومداراه وهكذا ولا أعتقد سيظل عندي وقت لأخرج من المنزل حتيمنصور بتذمر:
يا رجل أنت مفسد اللذات فلتخبر أبنهم أو أبنتهم أن يسهرا عليهما اليوم ام إنهم قد نفضوا أيديهم من والديهم منذ عيشك معهم إنهم يستغلونك يارجلراضي يتنهد بضيق وينظر للشمس مضيق عينيه:
هم لهم فضل عليّ يا منصور يكفي أنهم كفلوني بمنزلهم وأعتبروني إبن لهم حتى أنهم أخرجوا لي أوراق ثبوتيه بأسمهممنصور يجلس بجواره:
نعم وأنت من يومها تعمل وتصرف عليهم أي تدفع دينك لهم، هيييا يا راااضي هي ليله نسهر ونستمتع بها "يبتسم بخبث ويضرب أكتافهم سوياً" سيكون هناك تسالي يارجل تسالي تشرح القلب الحزين وتطفئ نار العذوبيهراضي يضحك بخفه:
ههههههه إذا كان الأمر هكذا فسوف آتى ولكن إن كانت مثل وجهك سأنفجر بك أتفهممنصور وهو يقف:
لا تقلق حسن سيحضر هذه المره شئ جيد، سأمر عليك في المساءأومأ راضي ووقف هو الآخر ليكمل عمله الشاق تحت آشعه الشمس الحارقه
في المساء وهو خارج كالعاده شجاره الدائم مع والديه لا ينتهي فهم يخشون عليه من منصور وباقي رفقته ودوماً نفس الحديث "إنهم أصدقاء سوء يابني أبتعد عنهم حتى يكرمك الله" وكالعاده لا يستمع لهم ويذهب لرفاقه فهو يرى إنه ليس بصغير وإنه رجل بالغ يعلم مصلحته جيداً ولن يقبل أن يتحكم به أحد حتى لو كان فاقد لذاكرته كما هو حاله الآن
وصل راضي حيث يوجد رفيقه منصور وتحركا سوياً نحو مكان تجمع البقيه حيث يتجمعون بمنزل أحدهم والذي يعيش وحده بعد وفاه والديه، جلسوا وبدأوا بتجهيز الجلسه من مشروبات وطعام وكل شئ وجلس الجميع يتسلى بإنتظار التسالي الأصليه لتأتي برفقه رفيقهم حسن، بعد مرور نصف ساعه وصل رفيقهم حسن وبرفقته الحسناوات تسالي السهره وكان يرافقه شاب آخر كان يبدوا كصديق له، عرّفهم حسن عليه بصوت مرتفع