ضربات قلب عنيفه يكاد يسمع صداها في الأرجاء، أنفاث لاهثه وكأنما يركض في سباق، صدر يعلوا ويهبط وكأنما أجفله وأفزعه أحدهم للتو، رعشه بسائر جسده جعلته لا يقوى على الوقوف، كل ذلك حدث مع حسين فور رؤيته لحوريه وسماعه لصوتها الملائكي، خارت قواه وسقطت حصونه لا مجال للصمود أمام هذا الجمال الأخاذ، من هي حسناء هذه لتقف بجوارها أو تقارن بها فرق السماء والأرض، وبذكر حسناء فقد تذكر حسين تمنعها عنه طوال الشهر لذا فلقد سقطت حصونه بالفعل أمام حوريه، لولا وجود كل هؤلاء الذين فقد الشعور بهم للحظات لكان حملها على كتفه وهرب بها لمنزله وغرفته، ليس منزله في هذه القريه وإنما غرفته في منزل أبيه أبا نبيل
أفاق من شروده في وجهها محاولتها لسحب يدها من بين يده ليترك يدها سريعاً وينحنح بإحراج شديد ويجلس محاولاً رسم إبتسامه فوق شفتيه وعدم النظر نحوها حتى لا يتهور
يزيد مبتسماً؛
وكيف وجدت القريه بعد عودتك يا حسين هل أرتحت هنا، ما سمعته أنك كنت تعيش في منزل بسيط ملك لرجل فقير في المدينهحسين يبتسم؛
أتعلم يا عماه أكثر ما أحزنني هو فراقهم، لقد عاملوني بحق كأبنهم لم يبخلوا على بحنانهم ورغم فقرهم هذا فقد كنا سعداء للغايه، كنت أعمل وأكدح طوال النهار لأعود وأجد أمي أم نبيل قد جهزت لي الطعام لأكل وأستريح قليلاً ومساءاً أخرج برفقه أصدقائي، كانت حياه بسيطه ولكن جميله بحقيزيد بتعجب؛
أصدقائك ؟!!! أحقاً كان لديك أصدقاء هناكحسين يبتسم بتعجب؛
نعم بالطبع العديد منهم، ثمانيه أعوام ليست بالقليله يا عماه لأكوّن صداقاتيزيد مبرراً؛
ليس هذا مقصدي ولكن أقصد أنت كنت هنا لا تمتلك أصدقاء بتاتاً حتى أخوانك كنت تعاملهم كأخوه فقط كنت دوماً تقول لا يوجد من يستحق أن تصادقه وتحفظ أسرارك لديه ليأتي عند أول شجار بينكم يخرج كل أسرارك، لم تكن تحب الصداقات يا حسينحسين يبتسم بسخريه؛
يبدوا إنني هنا لم أكن ناجحاً سوى في تكوين عداواتيزيد يبتسم بمجامله؛
لا لا تقل هذا، عملك كان يحتم عليك ذلك فأمام الأموال تضعف النفوس يا ولديكانت تراقبه، كل حركه يقوم بها كل حرف يخرج من بين شفتاه كل رمشه ترمشها عيناه صوته يزلزل كيانها ضحكته ترج قلبها وأبتسامته توقف أنفاسها، رغماً عنها كانت تتفاعل مع كل حركه يقوم بها فحين يبتسم تبتسم هي برغم جهلها لما أبتسم وحين يضحك تضحك بهدوء برغم عدم سماعها لما أضحكه، كانت ذائبه به ذائبه كما تذاب الزبده على ناااار هااادئه
أفاقها من شرودها وقوفه المفاجئ بالنسبه لها لتختفي أبتسامتها وتنظر بيهم بحيره وتعجب، لما وقف لما وقفوا جميعاً
يزيد وهو يمسك يديه برجاء؛
والله لتتناول الغداء برفقتنا اليوم ليس من الأصول أن تدخل منزلنا بعد هذه المده ولا نضايفك يا ولدي