تكررت زيارات حسين لعمه يزيد دون علم أحد، أصبح يومياً يمر عليهم صباحاً ويجلس معهم حتى موعد الغداء ثم يرحل عائداً لمجلس والده الشيخ حتى الليل ثم يجلس بعدها في الحقول وسط المروج الخضراء والهواء النقي يحادث صديقه منصور قليلاً ثم يعود منزله في منتصف الليل لينام، كان هذا روتينه يومياً ولم يمل أو يكل منه يوماً، ظل هكذا أسبوع كامل لدرجه أن زوجته حسناء تعجبت من عدم طلبه منها وإلحاحه عليها عن علاقتهم الخاصه ولكنها كانت دوماً تقنع نفسها إنه أقتنع بحجتها الواهيه، أما فيما يخص السعاده فقد كان حسين قلبه يرفرف وسعادته لا توصف خاصه إنه مرات كثيره كان يجلس بمفرده برفقه حوريه ويتحدثان سوياً في أمور شتى وذلك قربها منه أكثر وأكثر وأدخلها لقلبه وكيانه فأصبحت تملك قلبه بإقتدار
كانوا جالسين يتسامرون ويضحكون سوياً في غرفه الضيوف ولا يشغل بالهم شئ بتاتاً وكأنما قد عاش عمره كله بهذا المنزل
يزيد وهو يضحك بقوه؛
هههههههههههه جزاك الله يا حسين وماذا فعلت حينهاحسين وهو يتماسك عن الضحك؛
ههههههه لا شئ أخبرتهم أن أمي مريضه ويجب أن أرحل وأن تلك الأموال من أجل عمليتها في القلب والأغبياء صدقوني يومها وتركوني، أرأيت لصوص أغبياء لتلك الدرجه ههههههههيزيد وهو يضحك؛
ههههههه صراحه لم أرى مثلهم، هؤلاء الغباء يتدفق منهم من كل إتجاهحوريه تدلف مبتسمه؛
ألا يكفيكم حديثاً، هيا فالطعام جاهزاًيزيد يقف؛
نعم هيا وقت الطعام يتوقف الكلام هيا يا حسين يا ولدي هياحسين يقف مبتسماً وعينيه مسلطه على حوريه التي تبادله النظرات بخجل؛
هيا يا عماه فأنا أكاد أموت جوعاًيتحرك يزيد خارجاً من الغرفه ليتبعه حسين حتى يقترب من حوريه ويقف بجوارها ويميل نحو أذنها
حسين هامساً؛
جوعي لا يكفيه طعام يا سبب عذابي وموتيحوريه وقد هامت مع همسه وأنفاسه الساخنه على عنقها وبهمس عاشق؛
بعيد الشر عنك يا من سكن الروح والفؤادحسين يبتعد عن أذنها ببطئ لينظر في عينيها بعمق وحب وبهمس؛
أحقاً سكنت القلب يا حوريتيحوريه تنظر له بأعين لامعه وبهمس عاشق؛
وتربعت على عرشه وصار طوع أمركحسين وعينيه تتجول في عينيها؛
أحبكي يا حوريه أحبكي وكأنني لم أحب قبلاً أحبكي ويأبي قلبي أن يشارك غيركي فيه لا لا أنا لا أحبكي بل أعشقكي يا كيانيتغمض حوريه عينيها لتهبط دمعه منها وتشهق شهقه خفيفه لتفاجأ بملمس طرى غلف شفتيها، شفتيه !!!! أتلك حقاً شفتيه !!!!! هل حقاً يقبلها !!!!
لم تتحرك تصنمت لتشعر به يحرك شفتيه بخفه وهدوء لتذوب بين يديه، أرتجفت قدميها، رعشه سرت في كامل جسدها لتشعر بأنها علي وشك السقوط، ولكن إذا بها تشعر بيديه تحتضنان خصرها ببطئ وخفه ويقربها منه أكثر بينما لا يزال يقبلها، ذهبت لغير عالم أختفي كل شئ من أمامها لا تشعر سوى به، شعور أفتقدته منذ أعوام، الله يا حسين أين كنت منذ زمن يا حسين