كان يسير ليلاً كعادته بين الخضره ويستنشق الهواء النقي ويفكر، يفكر بكل ما يدور معه كيف تحولت حياته هكذا تماماً من ذاك الشاب الذى يرهق نفسه بالعمل نهاراً ويستمتع مع رفاقه ليلاً إلى ذاك الشاب المدلل كل ما يريده يكون أمامه، يمتلك من المال ما لم يتخيله يوماً، لديه منزل لم يحلم به أبداً، وأراضي وأملاك لم يفكر يوماً إنه حتي سيعمل بها وليس يمتلكها، وعلي ذمته زوجه صحيح لا تدعه يقترب منها ولكنها بالنهايه زوجته ومسئوله منه، وحب لم يحلم يوماً أن يحبه، مجرد أن يتذكرها يبتسم، هي سر سعادته سر بسمته قلبه يرفرف بين أضلعه حين يتذكرها، هي بالأصل دوماً بباله لا ينساها أبداً دوماً يفكر بها، أصبحت كالهواء بالنسبه له هواء نقي كنقاء هذا الهواء
مرت نسمه هواء لذيذه جعلته يغمض عيناه مبتسماً وهو يستنشقها، نعم هكذا حين يفكر بحوريته يجد هكذا نسمات ناعمه تداعب قلبه، سيتزوجها نعم سيتحدث مع عمه ويتزوجها وحين يجد الموافقه من عمه سيخبر أباه الشيخ كي يخطبها له، نعم لن يرفض له طلب فهو إبنه الغالي الذى عاد إليه من الموت لن يرفض له طلبه أبداً
شعر بحركه قريبه منه ليلتفت خلفه ويجده أخاه بشار ليبتسم له ويبادله بشار الإبتسامه
بشار وهو يجلس ويشير له ليجلس معه:
علمت أنني سأجدك هنا، أين تختفي يا رجل ولا ليل ولا نهار نستطيع لقياك هكذاحسين يجلس بجواره ويبتسم:
لا لا شئ ولكنني أرتاح حينما أجلس هنا ليلاً قبل النوم أريح قلبي وروحي بهذا الهواء المنعشبشار يضحك:
ههههههه نعم أنت لم تتغير أبداً دوماً تعشق الأرض ورائحتها وهوائها، وأين تختفي صباحاً يا تريحسين يستنشق بعمق وينظر أمامه:
أذهب لزياره عمي يزيد وعائلته أحب جلستهم كثيراًبشار تختفي إبتسامته:
عمي يزيد !! وهل يعلم أبي الشيخ إنك تذهب لهحسين يلوى شفتيه بعدم معرفه:
لا أعلم، أنا عن نفسي لم أخبره ربما عمك أخبرهبشار بهدوء ينظر أمامه:
لا لن يخبره لن يستطيع التحدث معه أصلاًحسين ينظر له بحيره:
لما، بشار ما الذى تخفونه عني أرجوك أخبرني ولا تجعلني كالأعمي صدقني أشعر بضيق حين أراكم تخفون عني وتكتمون الأسرار بينكمبشار يتنهد بعمق:
حسين صدقني هذا لمصلحتك عموماً عاجلاً أو آجلاً ستعلم فهذه الأمور لا تظل مخفيه طويلاًحسين يزفر بضيق:
حسناً لا تخبرني عن هذا فقط أخبرني لما يكرهني أبناء عمتي حليمه لما كل هذا الكره لي في عيونهمبشار يضحك بخفه:
هههههه لا هؤلاء أمرهم بسيط، يكرهونك لأنهم يعتقدون إنك السبب في موت أباهم كاظم الكلب