مصالح مشتركه

81 3 6
                                    

أتي الصباح، أتي مختلفاً علي الجميع، هناك من لم يرف له جفن وظل ساهراً وسط الذكريات وهناك من بات ليله نائماً بهناء لا يشغل باله شئ وهناك من سهر الليل يبكي على حبيب قد تذلل له القلب ولم يكترث به أحداً وهناك من بات يفكر فيما سيلقي من مصير في الغد وهناك من بات ساهراً على ضوء القمر يفكر فيما أقترفته يداه قديماً وما هو عازم علي فعله في الحاضر

أستمع لطرقات على باب المنزل ليخرج من غرفته وقد ظهر علي وجهه الهم والضيق وأتجه نحو الباب وفتحه ليفاجأ بمن يقف أمامه بكامل شياكته وزينته كما عهده دوماً

عمار يبتسم بهدوء:
صباح الخير يا عماه كيف حالك

یزید بتعجب:
عمار !! ما الذي أتى بك !!! لو علم الشيخ لغضب منك يا بني

عمار يبتسم ويضع يده علي ذراع عمه:
وما الجديد يا عماه، منذ عشره أعوام وهو غاضب عليّ ولم يتغير فما الجديد، أستتركني واقفاً هكذا علي الباب يا عماه وهذه أول مره آتي منزلك

يزيد يبتسم ويتحرك بعيداً عن الباب:
تفضل ياغالي ومن سيدخل غيرك إن لم تدخل أنت یا عمار، تفضل أنرت دارنا

عمار يدلف ورأسه للأرض:
منير بأهله يا عماه احم احم السلام علیکم یا أهل الدار

تخرج أم حوريه سريعاً من المطبخ وبدهشة:
عمار !!! عمار عندنا !!! یا الله یا عمار وأخيراً تذكرتنا أخيراً یا رائحه الغوالي أکنت تعز علينا أن نراها بك يا حبيب الغاليه !!!

عمار وهو يقترب منها ويحتضنها ويقبل رأسها:
يااااه يا خاله لم أدري كم كنت مقصراً بحقكم لهذا الحد، أعذريني يا خاله ولكن قلبي لم يكن يتحمل أي شئ منذ ذاك اليوم وعقلي كان دائم التفكير في مصائبي التي توالت علي رأسي عام تلو الآخر سامحيني يا خاله

أم حوريه وهي تبتعد عنه وتبتسم بحزن:
أسكنها الله فسيح جناته ورزقك بالزوجه الصالحه یا بني التي تعوضك عن فجيعتك وأراح بالك وقلبك

عمار بنظره حزن:
وهل بعد حبيبه يوجد نساء يا خاله

تسقط دموع أم حوريه ليربت عمار علي كتفها مواسياً بينما يبتلع يزيد ويحاول تدارك الموقف

یزید مبتسماً :
تعال يا عمار تعال أجلس یا بني والله اليوم أصبح جميلاً الآن

عمار يقترب من عمه ويجلس علي الأريكه :
بارك الله فيك يا عماه وكيف حال الفتيات هل كبرن الآن وأصبحن آنسات كبيرات ام كما هن بعفويتهن وصغر أرواحهن

يزيد مبتسما:
نحمد الله يا بني نحمد الله، وهل يبقى شئ على حاله يا عمار، كل شئ يتغير يا بني فلما هن سيبقين على حالهن، جميعنا تغيرنا يا عمار، الزمن غيرنا

عمار بهدوء:
وحورية

يزيد يتنهد بحزن:
كما هي تنفذ حكم الشيخ بنصه لم تري الخارج منذ عشرة أعوام

المصيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن