وداع ولقاء

126 6 50
                                    

أتعلمون حين يتحول معكم الكابوس فجأه إلى حلم جميل وكأنما بفعل واحد فقط تحول كل شئ، أصبحت النار جنه والكابوس حلم، هذا كان حال راضي حين رأى حسناء زوجته الحسناء التي يصدق القول حين نقول إسم علي مسمى، هي كانت قطعه من الحسن تسير أرضاً إنبهر راضي بها وبشده لدرجه أثرت على قراره تماماً، فبعد أن أخبره الشيخ همام وعرّفه بزوجته حسناء تغير راضي جذرياً وأصبح يبتسم بوسع وصار فجأه دون سابق إنذار إجتماعياً ومتقبلاً لكل ما يحدث، حقاً النساء تفعل ما يعجز أعتى الرجال عن فعله

بدأ راضي خلال هذا الشهر التجهيز للذهاب برفقه عائلته الحقيقيه كما يزعمون فهو حتى هذه اللحظه لا يصدق كونهم أهله برغم كل الدلائل التي تشير على كونه أبنهم وهم عائلته

مر شهر كامل من لف في أقسام الشرطه والسجل المدني من أجل تغيير هويته وأوراقه التي فقدت وإخراج جديده عوضاً عن التي أخرجها من قبل ولكن الجديده بأسمه الجديد وعائلته الجديده "حسين همام الخيال" كما علم إنهم من أعيان بلدهم وأشرافها وهم أسياد القريه وشيوخها ووالده الشيخ همام هو عمده القريه وكبير إخوانه وفي مكانة الحاكم لا يرفض له كلمه وكما يقول ينفذ الجميع وكما يحكم يتم إطاعته، كان حقاً ذا شأن

وأخيراً أتى يوم رحيله يوم عودته إلى أصله إلى قريته وأهله يوم الوداع لأناس نحتوا في قلبه اليوم الذي كان الجميع يتهرب منه لصعوبته فثمانيه أعوام ليست بالأمر الهين بل هي عمر آخر، عمر أنشأ به أهل، أم أب وإخوان وأصدقاء، صحيح هم أصدقاء سوء كما يقول والديه دوماً ولكنهم بالنهايه رفاقه، رفاق الشقى والعمل والكفاح، أهله الآخرون

جهز حقيبته ورتبها جيداً ورتب ثيابه جيداً تيشرت أبيض وبنطال أسود وخرج من غرفته ليجد أمه جالسه على أحد المقاعد وتخفي وجهها بحجابها ولكن أهتزاز جسدها يدل على حالها، بينما أباه العجوز يجلس بضعف على الأريكه وكأنما هموم الدنيا قد تثاقلت فوق كتفيه، أما نبيل فهو يقف ناظراً له بإبتسامه يحاول إظهارها مرغماً، نعم فبالرغم من عدم حضوره للمنزل كثيراً إلا إنهم يحبون بعضهم كإخوه حقيقيون، إقترب منه نبيل وحمل عنه الحقيبه

نبيل بهمس؛
أتركها سأخذها للسياره حيث ينتظرك أخاك بشار خذ وقتك وودعهم كما تحب

إبتسم له راضي بخفوت وأومأ له بإمتنان وتنهد متحركاً نحوهم ليجلس أرضاً أسفل قدمي أمه

راضي بهمس وهو يربت على قدميها:
مابكي ياغاليه لما البكاء أولستي من أصر على بحثي عنهم طوال تلك السنوات

أم نبيل ترفع رأسها وتمسح دموعها وأنفها بشالها:
لم أشأ أن أقطعك عن أهلك ياولدي ولكن يعلم الله يعز عليّ فراقك يافلذه كبدي ياولدي الذي لم يلده رحمي

راضي يمسك يدها ويقبلها؛
أعلم يانبع الحنان أنتي أمي وتلك حقيقه لن يشوهها أي أحد ، لن تعطيني أي أم كما أعطيتني أنتي ، وكما رأيتي وسمعتي لن يحل محلك أي إمرأه فكما قالوا أمي الحقيقيه متوفيه منذ أعوام لذا فأنتي من بالقلب يا أم نبيل

المصيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن