مر اليوم طويل على راضي أو حسين الآن الذي شعر بالإرهاق الشديد فهو منذ الصباح في طريق سفر طويل وما إن وصل لتلك القريه وهو واقف طوال اليوم يرحب بضيوفه كما قال له أبيه الشيخ همام، جلس بتعب على أحد آرائك المجلس وأغمض عينيه متنهداً بعمق ليفتحهما سريعاً حين شعوره بيد توضع على كتفه
بشار يبتسم وهو يجلس بجواره:
ما بك يا أخي أعلم أن كل ذلك أرهقك ولكن ستذهب وترتاح على فراشك الآن بين أحضان زوجتك وتنسى كل تعبكحسين يعتدل في جلوسه ويعض شفتيه بتردد:
اااااا بشار أريد سؤالك عن بعض الأشياء حتى لا أشعر وكأني غبي هنابشار يومأ بحماس:
بالطبع هذا حقك يا حسين وأخيراً ستتحدث وتستفسر عن حياتكحسين بمحاوله لفتح حوار؛
كم عمرك أنت وعماربشار بحماس؛
أنا في الخامسه والعشرون وقد درست التجاره وعمار في الثانيه والثلاثون وقد درس الحقوقحسين يتنفس بعمق؛
ماذا حدث لي أعني اااا لما كنتم تعتقدون أنني قد متتختفي إبتسامه بشار ويتنهد بضيق؛
كنت واثق إنك ستسأل عن هذا الأمر ولو أن الشيخ همام منعنا من التحدث معك في هذا الأمر ولكن أنت من حقك أن تعلم بكل شئ هي حياتك بالنهايهحسين بقلق؛
ما الأمر بشار لقد أخفتني هكذا تحدث رجاءاًبشار ينظر له بتمعن:
أسمع ياحسين أنت كنت مسئولاً عن جميع أملاكنا وحلالنا من أراضي هنا بحكم كونك مهندس زراعي فأبى أوكل لك هذه المسئوليه كما أوكل لكل منا انا وعمار أمور أخرى فعمار كان دوماً في المجلس برفقه أبي ويحل معه النزاعات ومرشح أن يكون عمده القريه نيابه عن أبي وانا كنت أساعدك في رعايه الأرض وما يخصها وطبعا أنت تعلم أن كل شخص وله أعداءه خاصه حين يكون ذو مكانه هامه وعائلتنا لها العديد من الأعداء وبما إنك أنت من في الواجهه فقد كنت الأكثر عرضه للخطر بيننا وكانت تصلك العديد من رسائل التهديد في الفتره الأخيره قبل إختفائكحسين يعقد حاجبيه؛
أنتظر لحظه لما التهديد أعني أنا كنت مجرد راعي لمصالحنا ليس لي دخل بمصالح غيرنابشار يبتسم؛
أرى أنك قد أعتدت أن تدمج نفسك معنا جيد المهم بالتأكيد كان البعض يعتبر وجودك خطر عليهم فأنت لم تكن تبيع لهم المحاصيل سوى بأسعار مرتفعه وكنت دوماً تربح أي مناقصه بيع أراضي لصالحك كنت مكتسحهم وبجداره لذا كنت حجر عثره في طريقهم، في البدايه إعتقدنا إنك ذهبت في عمل خارج القريه ولكن حين زاد تأخيرك عن المعتاد وفقدنا التواصل معك تماماً بدأنا نبحث عنك بكل مكان وبالنهايه أتتنا رساله تخبرنا إنهم قد أختطفوك ويريدون مبلغاً ماليا وقطعه أرض من أراضينا مقابل عودتك حياً وبالفعل سلمناهم المال والأرض تم بيعها وتسليمهم ثمنها وأنتظرنا عودتك ولكن دون جدوى لذا إعتقدنا إنهم قتلوك بعد أن أخذوا المال ولكن الحمدلله ها أنت حي ترزق أمامنا