بدايه الطريق

557 11 45
                                    

مرحباً أنا أسمى ؟؟؟؟!!!! لا أعلم ولكن من أعيش معهم يدعوني (راضي) عمري ثلاثون عاماً أعمل في أي شئ يجلب لي المال، حمّال _ نجاره _ محاره _ سوّاق، أييي شئ وكل شئ، شريف طبعاً، أمتلك جسد طويل ونحيف وبشره سمراء ولكن سماري جذاب، عيناي عسليتان تميلان للأصفر فاتحه لدرجه تظهر في الشمس وكأنها لؤلؤتين، شعري قصير جداً وأسود، ملامحي وسيمه أو هكذا يخبرني الجميع

أهلي أو من أعيش معهم فقراء جداً وقد أكلهم الفقر بقشورهم، صرت أعمل حتى أجلب لهم قوت يومهم ففضلهم عليّ كبير يكفي أنني لا أزال على قيد الحياه بفضلهم، رجل كبير لا يقوى على العمل وزوجته العجوز ولكن تمتلك حنان يكفي مدينه بأكملها، لديهم أبن كبير متزوج ويكدح ليعيش وفتاه متزوجه أيضاً وبنفس الحال من الفقر

أما عن حكايتي فقد بدأت منذ ثمانية أعوام أي حين كان عمري أثنا وعشرون عاماً، عودوا معي للخلف لثماني أعوام ماضيه

'' '' '' '' '' '' '' ''

فتحت عيناي بصعوبه وأنا أشعر بألم شديد في رأسي، آنيت بألم وحاولت فتح عيناي لأرى أمامي الصوره مشوشه قليلاً ظللت أفتح عيناي وأغلقهما حتى أتضحت الصوره جيداً أمامي، غرفه جدرانها مبنيه بالطوب ودون محاره حتى وضوء خافت فراش صلب أستلقي عليه ورائحه الرطوبه تملأ المكان كان مكان شبه مهجور، أو هكذا أعتقدت أنا

فجأه فتح باب الغرفه المتهالك ليظهر من خلفه جسد إمرأه عجوز قد حط الزمن بقساوته وشدته على وجهها وجسدها وكأنها لوحه فنيه تعبر حقاً عن الفقر والمعاناة، وما يزيد جمال اللوحه إبتسامتها الحنون ويالها من كميه حنان ظهرت في تلك الإبتسامه، أقتربت العجوز بخطوات بطيئه لكبر سنها نحوي لتجلس بجواري وتمسك كف يدي بين يديها المكرمشتين وتربت عليها بحنان

العجوز بصوت طغى عليه العمر:
الحمدلله يا بني نجاك الله وكرمك وكتب لك عمر جديد الحمد والشكر لك يارب

وجدت في عينيها حب صافي وحنان لا مثيل له وللحظه شككت إنها أمي حقاً، أحتضنتني بخفه لأبادلها بشغف ورأسي على صدرها أتنشق حنانها، نعم هي أمي بالطبع هي أمي

بصوت واهن فرح:
أنت أمي صحيح

أختفت أبتسامتها تدريجياً وكأنها أكتشفت شيئاً خطيراً للتو لتبتعد ببطئ وأنا أنظر إليها بخوف من إبتعادها هذا، وقفت وصاحت بصوت مرتفع قليلاً على شخص ما، وفجأه ظهر رجل عجوز من خلف الباب المهترئ ليقترب ويقف بجوارها مبتسماً

الرجل العجوز بسعاده:
الحمدلله الحمدلله أفاق أخيراً يااااه لقد كنت بين الحياه والموت يا بني الحمدلله نجوت بمعجزه

المرأه للرجل بهمس:
ألحق يا أبا نبيل إنه يعتقد إنني أمه

أبو نبيل بتعجب:
ماذا تعنين !!!!! من الممكن أن يكون عقله قد تشوش وتداخل عليه الأمر من التعب لأنه أفاق للتو

المرأه العجوز بهمس:
وما أدراني أنا ها هو أمامك أسأله

أبو نبيل ينظر للشاب ويبتسم:
ها يابني فلتخبرني ما هو أسمك

أما أنا فقد كنت أراقبهم وأراقب ردات فعلهم وهمسهم لأفهم أن هناك خطب ما ولكن ما لم أفهمه، هل الخطب بي ام بهم !!!!

الشاب يبتلع:
ا أسمى !!!! أولستم أهلي وبالتأكيد تعرفوني وتعرفون أسمى أيضاً

أبو نبيل يجلس بجواره وينظر له:
لا يابني، أبني نبيل باركه الله ورزقه كان يعمل ووجدك ملقى في مكب نفايات وعندما تفحصك ووجد بك نبضاً حملك وجلبك إلى هنا، فنحن يابني لا نملك المال لنذهب بك إلى المشفى أو إلى طبيب خاص وأم نبيل أدام الله صحتها أهتمت بك وراعتك والحمدلله أستيقظت وصرت بخير

الشاب يبتلع برجفه:
ا ا أهذا يعني أنني ل لست ا إبنكم، إذاً إذاً فمن أنا

أبو نبيل بحاجبين مرتفعين وعين متسعه وصدمه:
من أنت !!!!! ماذا تعني يابني بمن أنت، ألا تذكر ما هو أسمك

الشاب يبتلع:
لا لا أتذكر، أقصد لا أعلم، ألا تعلمون أنتم من هم أهلي

أبو نبيل بهدوء:
يابني لو كنا نعلم من هم أهلك لم تكن لتستيقظ هنا، لا حول ولا قوه إلا بالله، اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن اللطف فيه يا الله

أم نبيل بخوف:
ما بك يارجل ماذا حدث لكل ذلك، المهم أنه بخير وليتذكر بهدوء وعلى مهله لا تخيفه هكذا

أبو نبيل يومأ:
أنتي محقه يا أم نبيل أنتي محقه، هيا إذهبي وجهزي له الطعام ليتقوت به ويسترد عافيته ثم بعد ذلك يحلها الله من عنده

ومن يومها وأنا أحاول أن "أتذكر بهدوء وعلى مهلي" ثمانيه أعوام وأنا أحاول أن أتذكر ولو حتى ذكرى واحده ولكن دون جدوي

أسماني أبو نبيل راضي وقال لي فلتصير راضياً ليفرجها الله من عنده فرب ضارة نافعه، وأستمعت لكلامه ورضيت بما قسمه المولى عز وجل لي، رضيت بنصيبي، رضيت بأن أحيا بذاكره ممحي منها إثنان وعشرون عاماً، رضيت بحياه أعافر فيها كي أجد ما آكله وأشربه، رضيت بحياة الضنك والفقر وضيق العيش، رضيت بمصيري

___________

المصيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن