مرت أيام وأسابيع ووصلت لشهر كامل وحسين يعيش برفقه أهله في تلك القريه النائيه وبدأ يعتاد على تلك الحياه حيث في الصباح يتوجه لمجلس الشيخ ليجلس برفقته وضيوفه وفي منتصف اليوم يأخذه عمار أو بشار في جوله حول القريه ورؤيه أراضيهم وأملاكهم وفي الليل يكون في منزله يحاول مع زوجته التي لا تزال تصر على رأيها إنه ليس حسين زوجها حتى ملّ هو من الأمر وأصبح لا يحاول معها أصلاً
علم حسين الكثير والكثير عن أهله و عائلته من خلال حديث عمار وبشار معه كما علم أيضاً الكثير عن أعمالهم وأملاكهم وطرق إدارتها وأيضاً عن عمله هو فيما مضى، لم يخفوا عنه شيئاً وذلك لإعتقادهم كما أخبرهم الشيخ همام أن ذلك قد يساعده على إسترداد ذاكرته فلم يبخلوا عليه بشئ أبداً سوى شئ واحد وهو يزيد العم الخامس والذي كان كل من بشار وعمار يتفادون الحديث عنه وحين تأتي سيرته يغيرون الموضوع سريعاً مما زاد من رغبه حسين في التعرف أكثر على ذاك العم المجهول
في صباح أحد الأيام وعلى غير عادته أخد السياره وتوغل بها في داخل القريه نحو وجهه محدده، توقفت السياره وهبط منها وهو ينظر حوله في ذاك المكان الذي يختلف تماماً عن المكان الذي تتواجد به منازلهم، تنفس بعمق وتحرك متوجهاً نحو ذاك المنزل ليقف أمامه ويطرق الباب بهدوء ثلاثه طرقات وما هي إلا لحظات وفتح الباب لتتحول إبتسامه فاتح الباب إلى صدمه ودهشه
يزيد بدهشه وهمس؛
حسين !!!!!حسين مبتسماً؛
ما الأمر يا عماه أستتركني واقفاً على باب منزلك هكذا، لن تدعني أدخل وتضيفنييزيد بسعاده بالغه وتوتر ملحوظ؛
بالطبع بالطبع يا حسين تفضل تفضل لقد أنرت منزلنا بقدومك والله تفضل يابني تفضليدلف حسين للداخل وهو ينظر في أرجاء ذاك المنزل البسيط عكس منازلهم تماماً ولكن يوجد به ما لم يوجد بمنازلهم وهو الدفئ، ينتبه حسين علي عمه الذي يشير له ليجلس، يجلس حسين بهدوء ويجلس أمامه عمه يزيد بعدم تصديق
يزيد بعدم تصديق؛
لا أصدق إنك جالس أمامي هنا في منزليحسين متعجباً؛
لما يا عماه ألهذا الحد كنت قاطع لرحمي ولا أزوركيزيد بإرتباك؛
هاه ااااا لا لا أقصد ذلك أنا أعني ااااا أقصد أن الجميع كان يظنك ميتاً لذا لا أصدق جلوسك أمامي الآن فهو أمر يكاد العقل ألا يصدقهحسين يومأ متشككاً؛
آها وكيف حالك يا عماه لما لم أراك ثانيه منذ صدفه لقاؤنا الأولى من يراك حينها ويرى عدم رؤيتك بعدها يعتقد أنك كنت تنافقني وإنك لست سعيداً بعودتييزيد ينفي سريعاً؛
لا والله يا حسين يعلم الله مدى سعادتي من عودتك سالماً صدقني سعادتي لا يضاهيني بها أحدحسين بنبره هادئه؛
إذاً لما مختفي عن مجلس الشيخيزيد يبتلع بتورط وتوتر؛
ااااا فقط أشغال الحياه يا بني كما أن هناك مشاده بسيطه حدثت بيني وبين الشيخ ولم أرد أن أذهب حالياً حتى لا نتشاجر مجدداً وفي وجودك يكفينا حالياً سعادتنا بعودتك