أردت شخصا يفهمني بلا كلمات، هو من يصدّقني بلا أدلة، وينصحني من دون أغراض، ويُحبني دون أسباب، وهو من يعرفني من دون مصالح. مُجرد حديثي معك تلك الليلة في عز الضيق .. أشعرني أنّي ما زلت أحيا وأتنفس وأني بخير.
ليلة كاملة مرت عليهما في الخيمة عرف فيها ضياء أشياء جديدة عن إياد .. خَيال مراد جعل توءمه ينام مع ضياء متمسكا به و قد تخدر كليا .. لنتابع
........
كان ضياء عالقا بمكان ما بينما هناك مشهد أمامه .. لم يقدر على الحركة أو حتى الكلام بينما يشاهد صورضبابية لبضع أشخاص عديمي الملامح .. كان هناك طفل في الثانية أو الثالثة من عمره لصغر حجمه جالس على الأرض في غرفة الجلوس يحمل بيده قلما ملونا و يرسم بسعادة و براءة .. كانت هناك سيدة جالسة على الأريكة خلفه تحمل بيدها كتابا و تقرء منه بهدوء ، أشعة الشمس تتخلل كامل الغرفة باعثة جوا رائعا منيرا من تلك الشرفة الواسعة ..
سمعوا فتح الباب ليقف الصغير فجأة و يركض تجاه الباب سريعا بفرح .. حيث دخل رجل ما واضح أنه والد الصغير حين قفز الطفل معانقا إياه ببراءة بينما كل ما يتردد لمسامع ضياء مجرد صوت ضحكات متكررة فحسب ..
ضم الرجل إبنه بلطف ليداعب أرنبة أنفه جاعلا الصغير يضحك لتقف السيدة أيضا بطرف الباب مرحبة بدخول زوجها حتى دخل الثلاثة المنزل ثانية .. لم يفهم ضياء حتى من هذا أو مالذي يفعله برؤية ما أمامه ؟ هل يحتاج رؤية أسرة مثالية مثلا ليتحسر على والده؟ لم يكن مهتما بشيء بقدر ما اهتم بذلك الصغير الذي يركض في أرجاء المنزل سريعا و لا يتوقف حتى ..تارة على الأريكة و تارة يتدحرج أرضا و تارة فوق صدر والده الذي يرتاح على الأريكة المقابلة ، كان صغيرا و لطيفا .. بل الأهم كان غاية في البراءة ،
ركض سريعا للمطبخ حيث والدته تحضر الطعام ليضم ساقها بقوة فانحنت لتربت على رأسه بضحكة .. الرؤية لازالت ضبابية و حتى الصوت غير مسموع جيدا هنا لكنه سمع فجأة ما قالته السيدة بلطف ليصدم " ضياء بني نادي بابا للغداء "
إستيقظ ضياء سريعا بقلق وذلك الحلم قد انتهى ليدق قلبه فجأة { من كان هذا ؟! مالذي رأيته ؟! }
أخد نفسا عميقا ليجد صديقه قربه و لازال نائما متمسكا به .. نظرإلى ساعة معصمه ليعرف أنها الخامسة صباحا فألقى نفسه على الأرض ثانية لينام مرة أخرى .. فقط أيمكن ألا يحصل على أي أحلام غريبة ؟ لكنه لم يستطع أن ينام ثانية فتنهد بانزعاج ، هومتعب و شعر بالملل و مزاجه تعكر حين لم يقدر على الخلود للنوم فماذا يفعل الآن ؟ أغمض جفنيه بانتظار مرور الوقت و شرد بالتفكير حقا ..
رفع معصمه بملل ليحدق بعقارب الساعة تمر و تمر و صوتها يتكرر لفترة حتى تذكرأخيرا أنه رفع يده ليرى الساعة .. هي السابعة الآن لذا بإمكانهما الاستيقاظ و الذهاب لمشاهدة شيء ما أو اللعب فاستدار ليحرك كتف إياد موقظا إياه فقد مل " إيااد .. استيقظ! "
أنت تقرأ
~•°||جولة بحياة فتى||°•~ ||A boy's life tour||•°~
Mystery / Thriller°•~||إِن الحياةَ كجنةٍ قد أقفلَتْ.. مفتاحَها الأوصابُ والأنصاب ||~•° ماذا عن رواية او للقول يوميات ؟.. تعكس المصائب و الصعاب بالحياة .. ماذا عن ان اخبركم عن ما جال خاطري يوميا في تلك الحالات .. ماذا عن ان افرغ همي و اخبركم بيومي فهي لحد الان يوميات...