ألان .. صار إلياس

380 49 361
                                    

أقسى ما يهز ثبات الإنسان أن يتمالك نفسه في الوقت الذي يريد أن يصرخ فيه،أن يكسر أو على الأقل أن يبكي بحرية، فالصبر ليس بالقدرة على الانتظار ، بل بالقدرة على الاحتفاظ بمزاج جيد أثناء الانتظار

.....

تخيل أنك نائم وحدك في الغرفة .. فسمعت صوت الباب يفتح رغم أنك أحكمت إغلاقه.. ثم سمعت خطوة .. فخطوة.. ليصير أحدهم يراقبك باستمتاع شديد.. الخوف يتسرب للنفوس بطريقة غير طبيعية..الرعب يجري في جسدك و يتدفق إلى قلبك أسرع من الصور و المشاهد، بل يمتد تأثيره أكثر بكثير من تأثير السعادة

...

فتح إياد جفنيه الثقيلين ببطء و بتعب لا يحتمل و جسد ثقيل و عضلات خدرة ..لازال يشعر بالحرارة لكنه أفضل من ذي قبل، كان مستلقيا على جانبه و قد حظي ببعض النوم المريح فعلا، استغقر الأمر وقتا مع الصورة الضبابية لمحيطه.. حتى عادت له الرؤية أخيرا

وجد الصغيرة جالسة ترسم في غرفته، رفع جسده بتثاقل فانتبهت له و اتجهت ناحيته سريعا مبتسمة "استيقظت أخي !"

وضع إياد يده على  رأسه بألم وسأل" مالذي..حدث ؟ "

ابتسمت سيلين بخفة و قالت في طفولية البريئة " كنت مصابا بالحمى و بقيت نائما طوال اليوم!"

ليس من عادته البقاء نائما حتى لو كان مريضا، بل يكاد يقسم بأنه يعد الثواني في كل مرة تلتهم الحرارة فيها جسده.. ظلت ملامحه الحائرة على وجهه و هو يقلب أفكاره في ثواني بيسطة حتى تذكرت الصغيرة أن تخبره "اه صحيح ضياء كان هنا للتو .. لقد خرج الآن "

انتفض إياد في مكانه و اتجه ناحية نافذته سريعا، هناك حيث رأى صديقه مغادرا فرفع صوته مناديا إياه "ضياء !"

توقف العني ما إن سمع اسمه ليستدير .. رأى عودة وعي رفيقه بسرعة فابتسم بخفة و رفع صوته بينما يلوح له " استرح جيدا! أراك غدا !"

ذهب بعد كلامه ذلك فحتى هو قلق من تأخره.. ليلاحظ إياد أخيرا الظلام حوله، لقد غربت الشمس منذ وقت و ضياء للتو عائد لمنزله... لاشك أن والده سيغضب بشدة

جلس على سريره بتعب..هو لم يفهم ما فعله حتى، آخر ما تذكره كان تلك الفوضى التي قام بها و ذلك الرعب الذي عاشه.. لكن غرفته مرتبة بالكامل فسأل أخته" من .. دخل ؟ هل أمي رتبت الغرفة ؟"

~•°||جولة بحياة فتى||°•~ ||A boy's life tour||•°~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن