إستحم ضياء عندهم يومها بسبب إصرار والدة إياد .. إنتهى سريعا ليهم بالمغادرة شاكرا لها و هو محرج منها لم يتوقع أن ينتهي الأمر بكارثة ترابية عليهما ! حتى أنها أعطته من ملابس إياد بدل ما إتسخ من ثيابه .. بالكاد أيضا سمحت له بالذهاب ليلا لوحده فقد قلقت من أن يصيبه شيء ما , بالنسبة للصبيان فمن الطبيعي البقاءخارجا لوقت متأخر لكن فقط إياد و مراد لم يكونا يبقيان خارجا طويلا لذا اعتبرت الأمر خطرا عليه أيضا ..حتى إياد طلب منه البقاء للعشاء و لكن لن يثقل عليهم أكثر فيكفيه الحرج الذي هو به حاليا .. وقف كلاهما عند الباب بينما يحمل ضياء كيسا به ملابسه المتسخة ليقول بابتسامة " سأعيد لك ثيابك غدا , سآتي لمناداتك "
إبتسم إياد له فقط ، ضياء لا يعرف حاليا أنه كسر إحدى الحواجز بينه و بين قلب إياد فقال ذو العينين الزرقاوتين بهدوء " سأكون بانتظارك غدا "
بل سينتظره بالفعل , ربما صار فعل ذلك ممتعا لكليهما .. ما إن غاب ضياء عن ناظريه حتى أغلق باب المنزل و تنهد بارتياح كبير كأن بعضا من حمله أزيل عنه , ما فعله مع ضياء اليوم كان أجمل بكثير مما حلم به من قبل ,
لازال وقت العشاء الآن مبكرا قليلا لذا صعد لغرفته ليحضر أغراض الغد , ما إن فتح الباب حتى وقف ينظر للداخل بصدمة ! إزدادت نبضات قلبه قليلا لتلمع عيناه فجأة , إرتجف فكه قليلا ليزين ثغره ابتسامة خفيفة قائلا بتقطع " أ.. خي ؟ "
تماما ما رآه بداخل غرفته كان أخاه جالسا مربعا ساقيه على سريره بهدوء بانتظاره مبتسما .. سارع إياد بخطواته ليركض مرتميا بأحضان أخيه على السرير قائلا بشوق كأنه بات سنينا دون رؤيته " أين ذهبت ؟! غبي إنتظرتك !! أخفتني! "
كل ما فعله مراد هو أنه مسح بهدوء على رأس إياد واعتذر قليلا ليهمس " أنت بخير أخي , "
سعيد لدرجة كبير فقط برؤيته الآن , { ضياء وعدني ! بطريقة ما أنا رأيتك أخي ! كنت خائفا ألا تعود أبدا , أن يصبح حقيقيا } .. شد إياد على ملابس مراد أكثر دافنا رأسه بكتفه مستمتعا براحة أكبر أكملت على راحته منذ المساء ليغمض عينيه و ينام بعمق ليكمل خيال مراد ذلك قوله مبتسما و هو يضمه " ستصبح أفضل حالا بكثير "
°°°°°°°°°°°°°°°°
ذهب ضياء بخطى بطيئة نسبيا .. ليس و كأنه سيسرع تجاه منزله , بل و يتمنى لو أن الطريق يطول قليلا فنهاية سبيله دائما تكون ذلك البيت الممل , وقف أمامه بملل و كالعادة الأضواء مطفئة و لا صوت بالداخل .. لكن ربما سيتغير شيء ما يوما ما ,
دخل ليقوم بدوره و يشعل كل الأضواء بطريقه لسبب ما , لا يعرف لما يفعل ذلك لكن إن لم يقم بإضاءة مصابيح غرفة الجلوس و الرواق و المطبخ لن يشعر بالراحة أبدا ..
حقيبته التي رماها عند الباب لازالت مكانها فحملها بهدوء ليخرج منها علبة الغداء التي أعطته فيروز إياها .. لم يكملها صباحا بل توقف بمنتصفها و ما بدى لإياد أنه لا يريد أكلها لم يكن صحيحا بل ضياء أراد أكل ما تبقى بالعشاء أيضا , ليس و كأنه لا يملك ما يأكله فالثلاجة مليئة بالطعام المحضر سابقا و بكميات كبيرة في علب طعام مختلفة إلا انه سئم منها و من طعمها فقط ,
أنت تقرأ
~•°||جولة بحياة فتى||°•~ ||A boy's life tour||•°~
Misterio / Suspenso°•~||إِن الحياةَ كجنةٍ قد أقفلَتْ.. مفتاحَها الأوصابُ والأنصاب ||~•° ماذا عن رواية او للقول يوميات ؟.. تعكس المصائب و الصعاب بالحياة .. ماذا عن ان اخبركم عن ما جال خاطري يوميا في تلك الحالات .. ماذا عن ان افرغ همي و اخبركم بيومي فهي لحد الان يوميات...