يتغير ؟

425 81 117
                                    

علمتني الحياة أن أنواع الناس ثلاثة: ناس كالهواء لايمكن الاستغناء عنهم أبداً وناس كالدواء نحتاج إليهم أحياناً، وناس كالداء لانرغب في وجودهم أبداً. أيمكنكم تمييز من أقصد بالثلاثة ؟


بينما ضياء أبرح أحد الصبيان ضربا و صحيح أنه لم يستغرق أكثر من دقيقتين إلا أنها كثيرة لإياد فعلا ! ضم سواره لنفسه محاولا السيطرة على خوفه من جهة و السيطرة على صداعه كي لا يظهر كشخص مختل لضياء أبدا لكن وعيه بدء يغيب فعلا ..

نظر إلى ضياء بضعف ليمد يده قليلا حيث كان ذو الشعر البني متجها ناحيته بالفعل .. عادة يطلب أخاه فقط لكن ضياء دافع عنه و بقي معه ربما صار يثق به لدرجة أن يفكر به { ض. ضياء لا أرى شيئا ..}

لف ناظريه ذلك الظلام لتتغلغل تلك البرودة الموجعة بصدره و يفقد قدرته على الوقوف { ضياء .. ساعدني .. أرجوك}

كل ما شعر به بعدها هو أنه لم يسقط أرضا بل سقط بمكان دافئ ! بمكان يشبه حضن أخيه الدافئ الذي لطالما استلقى فيه .. رفعه ضياء بقلق ليضع ذراعه حوله عنقه و يسنده بجسده بعد أن فقط وعيه ..أمسك بخصره ليسير ذاهبا للعيادة مسرعا قدر الإمكان ..

وصل لتستقبله الممرضة التي كانت تحضر للخروج من حملها لحقيبة يدها لكنها صدمت من رؤية إياد فساعدت ضياء بحمله لتضعه على السرير و تسأل بقلق واضح على محياها " ماذا أصابه ؟ أهناك من ضربه ؟! "

حرك ضياء رأسه للجانبين نفيا ليقول بقلق لا يقل عنها " لم يلمسه أحد لكن .. هو ليس بخير هذه الأيام ! ربما مريض "

قاست حرارته و فحصته قليلا بينما تنادي باسمه عله يستيقظ , ليس به حمى و لا يبدو عليه مرض ما فتنهدت لتقول بتفاؤل " حسنا ربما هو تعب و لم ينم دعه يرتاح .. سأعتني به يمكنك العودة لصفك.."

هل سيعود فعلا وهو قلق عليه هكذا ؟ حرك رأسه نفيا ليقول بابتسامة " لا هو صديقي و سأهتم به أنا "

اتسعت عيناها قليلا فهل يقصد ما يقوله فعلا ؟ لكنها ابتسمت له قائلة ببعض الدهشة التي لم تستطع اخفاءها " لم أعرف أن له صديقا هذا لطيف فعلا .."

نظرت لساعتها لتتذكر أن لديها عملا طارئا و أنها تأخرت فتوجهت نحو الباب سريعا رغبة بالخروج قائلة " اعتني به قليلا و سأعود حسنا ؟ "

خرجت مسرعة بينما ضياء كل مرة يتأكد أكثر أن إياد أكثر من وحيد فقط ! ردة فعل والدته و ردة فعل الممرضة التي من الواضح أنها تعرفه فعض شفته السفلى محدقا بجسده المرهق نائما على السرير الأبيض { إياد فقط كم من مرة جئت هنا حتى تعرفك الممرضة؟! .. ردة فعلها واضحة للغاية ..}

جلس بقربه على سرير العيادة ليحاول ذو الشعر الأسود فتح عينيه قليلا و بصعوبة .. رفع يده قليلا محاولا إمساك شيء ما كما بدى لضياء  و بحركة تلقائية منه مد يده هوالآخر ليمسك خاصة إياد .. { لا أعرف ما بك .. لكن كن بخير }

~•°||جولة بحياة فتى||°•~ ||A boy's life tour||•°~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن