انحنى ضياء لمستوى المرتعب هنا و الذي لم يتوقف عن الارتجاف توا و كأنه يصعق مرارا ! وضع يديه على كتفي إياد محاولا التحدث معه " إياد اهدء أنت بخير!"كرر تلك العبارة لفترة .. الساحة الجانبية هنا بآخر الرواق لا أحد يكون بها عادة و لازال هناك زمن يقدر بربع ساعة حتى الدخول و حول العشرين دقيقة حتى وصول الأساتذة فهما خرجا باكرا ..
أفلت ضياء يده عن ما كان يقبض عليه ليضم ضياء بقوة محاولا إيجاد شيء يطفئ الألم بداخله الآن ! يعرف ذو الخضراوتين أنه دائما سيشعر بأخيه لا به هو حين يخاف فربت على ظهره مواسيا " فقط اهدء أنت بخير ..اسحب نفسك "
دفن إياد وجهه بصدر ضياء بقوة لينتحب بصمت ! تشوشت بعقله صور لأخيه بالمشفى تلتها صور لهما بأسفل الدرج حيث رقد مراد بدمه انتهت بصور لتلك المقبرة جعلته يرتجف أكثر ! السبب في ما حصل معه قد عاد للمدرسة مكملا حياته ببساطة.. إياد كعادته لا يمكنه السيطرة على خوفه أحيانا لكنه اتبع سلوكا غريبا عنه حين انهال ضربا على ذاك الفتى ..
ضمه ضياء إليه بقوة مهدئا " إياد خذ نفسا و ستكون بخير أنا معك "
بالكاد همس الآخر بخفوت " مؤلم! "
ضياء يعرف هذا بل يكاد يشعر بها مكانه من نبرة صوته الضعيفة تلك .. لكن هناك عيونا جديدة بالساحة تحدق بكليهما ! بدء إياد سيل اعتذاره لضياء و لأخيه و لنفسه هو أيضا على ما يعيشه منتحبا معتذرا " آسف ! أنا آسف آسف ! أخي سامحني !"
اندهش ضياء كليا من اعتذاره هذا ! لطالما قال أنه آسف لكن لم يطلب السماح من أخيه من قبل أبدا هكذا ! ارتبك كليا لا يعرف كيف يجيب عليه لكنه ضمه بقوة فقط معيدا محاولات تهدئته " إياد أرجوك إهدء أنت بخير !"
°°
لم تمر سوى بضع دقائق حتى هدء خوف إياد تماما و ركد جسده ببعض التعب فأسكت أناته ليأخذ نفسا عميقا بين يدي ضياء يعبر عن نهاية فزعه ، رفع نفسه ليبتعد عن ضياء ببطء .. وضع يده على رأسه ليغمض إحدى عينيه معيدا اعتذاره مستندا على الأرض بيده الثانية ، يشعر بثقل كبير فوقه كان واضحا لمن أمامه من تمايل رأسه الخفيف .. ليبلع ضياء رمقه مكتفيا من هذا فأخرج قارورة صغيرة من جيبه فجأة ! نظر إليها إياد ليعرف أنها علبة حبوب مهدء اعتاد استعماله بمنزله سرا ! اتسعت زرقاوتاه ليسأل بقلق " من .. أين هذا ؟!"
دفع ضياء العلبة ليديه مجيبا سؤاله بهدوء " أمك أعطتني إياها ، تعرف..في حال احتجتها في الرحلة "
لم يعتد إياد أخذ شيء معه بل لم يجلب سيرة الأدوية منذ فترة ! هذا ليس أحد أدويته المخصصة بوقت معين بل هو مجرد مهدء لرأسه فقط ، هو يخاف باقي أدويته لعدة أسباب ..والدته ستستمر بشرائها وان أدمنها سيصبح علاجه مكلفا ، هي لا تفيده بل تؤلمه فحسب ، الأدوية ان استمرت ستتبعها الحقن بالطبع حقن مهدئة و أخرى للهلوسة و أخرى لأمور تتعلق بألم رأسه و منومات و سيعود للشعور بكونه مجنونا .. آخر ما يريده استعمالها ثانية ! فكرة عدم قدرته على العيش بدونها تربكه
أنت تقرأ
~•°||جولة بحياة فتى||°•~ ||A boy's life tour||•°~
Mistero / Thriller°•~||إِن الحياةَ كجنةٍ قد أقفلَتْ.. مفتاحَها الأوصابُ والأنصاب ||~•° ماذا عن رواية او للقول يوميات ؟.. تعكس المصائب و الصعاب بالحياة .. ماذا عن ان اخبركم عن ما جال خاطري يوميا في تلك الحالات .. ماذا عن ان افرغ همي و اخبركم بيومي فهي لحد الان يوميات...