صمت مريب ...

361 59 93
                                    

أنتَ تشبه المطر جداً .. تشبهه بقسوته وبهجره الطويل! تأتي فجأه لتخلق في قلبي فرح وأمل وأتفاجىء بعد قليل برحيلك .. أنتَ كالمطر تأتي بلا موعد وترحل بلا وداع.


مساء يوم الأحد ، يوم مشمس عادي ليس مختلفا بالنسبة لأحد غير أنه يعني اقتراب موعد الديون بيوم آخر ..

خرج  إياد بعد المدرسة لإيصال مخبوزات أمه للمحلات كما يفعل دائما ، بدءت الفروض بالنسبة لصف ضياء لذا كان مشغولا بالمذاكرة و هذا أعطى الفرصة لإياد كي يعمل براحته ..

أوصل ما طلب منه و تقاضى أجره لكن عليه شراء بعض الأغراض الضرورية لمنزله .. كان بالحي القريب من متوسطة كاميليا كون المخبزة التي يتعاملون معها بجانبهم ..

كان سيسير حتى وقع ناظراه على فتاتين صغيرتين و مما بدى واضحا أنهما توأم ، لم يرى توءما منذ فترة طويلة فتذكر شقيقه ، نفس الملابس نفس تسريحة الشعر نفس المحفظة ، كل شيء يكون نفسه عند التوءم

إن نظرت فى عيونهم تجدهم سويآ فى أي لمعة .. ما كان يشعر به مع شقيقه كان إحساس لا يوصف، كل شيء جميل، كل شيء رائع. يحدث اتساع في القلب ويصبح كأنه غرفة كبيرة دائمة الاتساع. شعور بأن الهواء المعطر يداعب وجهك حين تكون قرب مرآة لنفسك ، وإن كان سيتحدث عن نعيم الحياة فسيبدأ بأخيه قبل أي شيء  !

ابتسم بخفة محدقا بهما حتى شعر بشيء خاطئ ! كانت الفتاتان تمسكان بعضهما بينما هناك رجل كبير بالسن قد وضع يده على كتف إحداهن مبتسما ويتحدث بشيء لم يتبينه لكن ملامح الفتاتين القلقة تكفي لمعرفة أنه ليس والدهما !

كان الناس في الشارع قليلين فتقدم إياد سريعا ناحيته قائلا بصوت مرتفع " يا سيد !"

أمسك ذو الزرقاوتين يد إحدى الفتاتين سريعا قائلا " أتريد شيئا من شقيقتي ؟ "

هذه طريقة لطالما كانت تستعملفي مواقف شبيهة بهذا فوقف الرجل ليرفع حاجبه متسائلا " أهتان أختاك ؟"

أشار إياد إيجابا بينما سكتت الصغيرتان محدقتين به بتعجب فأشار إياد لمحل قريبا منهم قائلا ببراءة " والدنا هناك ، أتريد شيئا ما منا؟"

أراد فقط معرة شيء يخص الرجل أمامه و قد تأكد من كونه غريبا حين ارتبك بعض الشيء ثم وقف ليذهب ملوحا بيده نافيا " لا لا ، سألتهما عن موضوع و حسب "

أي عذر منطقي يكون هذا ؟ قطب إياد حاجبيه و ما فكر به كان صحيحا ، هذه الأشكال غير منتشرة بكثرة في المجنمع لكنهم ليسوا غير موجودين و طريقة إياد في التعامل مع الموقف كانت طريقة فعالة ، خدع قديمة تستعمل لاستدراج الأطفال الصغار كالحلوى و الألعاب أو دعوتهم من أجل اللعب بمنازلهم و ما شابه كل ذلك صارت معروفة لدى الأكبر سنا

استدار ليحدق بالفتاتين متسائلا ببعض القلق " أتعرفانه ؟ لِمَ تحدثتما معه ؟! "

فقط فكرة أن يأخذ أحدهم طفلتين صغيرتين ليفعل ما يشاء بهما مثيرة للاشمئزاز و إياد لديه أخت صغرى بالفعل يمكنه أن يشعر بمدى خطرهذا ! اغرورقت عينا إحداهما بالدموع قائلة " ل..ليس نحن ! "

~•°||جولة بحياة فتى||°•~ ||A boy's life tour||•°~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن