من العائلة

399 68 203
                                    




ركز الجميع على آخر مرتبة و دقات قلب ذي الزرقاوتين تتعالى أكثر فأكثر بينما يشد على قميصه بخفة ! رفع المشرف الورقة ليقول " المرتبة الثالثة بمستوانا تذهب إلى نصيب .. مدرسة ..دشر المتوسطة !"

اتسعت زرقاواتاه بصدمة مثلما كان ضياء و كذلك سوسن! أخسروا للتو ؟!

سكت الجميع في الساحة فجأة و لم يسمعوا لا تصفيقا و لا هتافا لتقطب ذات السوداوتين حاجبيها باستغراب و تهمس " أي ..مدرسة هذه ؟ "

لا أحد يعرف هذه المدرسة بينما ثقل جسد إياد بخيبة و زرقاوتاه المتسعتان مثبتتان على المسرح ! شعور الخيبة ذاك انتقل لضياء فجأة ليسوء مزاجه بلحظة و تنقلب معالم وجهه ! كاميليا حتى عبست كون رفاقها لم يفوزوا معها ! لكن ...

لا أحد من التلاميذ وقف ليذهب حيث التكريم ؟ تلفتت كامي حولها بينما بدء البعض بالتهامس بينهم ! الارتباك انتقل للمشرفين أيضا ! لم يمر سوى بضع لحظات حتى ظهر رجل من المسؤولين ليصعد متناولا المكبر و يقول بلهفة " أعتذر ! حصلت مشكلة في الطباعة ! اسم المدرسة الفائدة هي رشد .. متوسطة ابن رشد !"

وقف ضياء تلقائيا تزامنا مع تلك الكلمة ليعود النفس لإياد في لحظة ! أخرج ذو العشبيتين زفير الهواء الذي حبسه برئتيه ليبتسم مفكرا { لم أنوي أن أخسر! }

كان واضحا كم كانت مهمة لصديقه فصارت لها أهمية عنده ، بالكاد وقف إياد ثانية بينما المشرف يعيد اعتذاره للخطأ المطبعي الذي حصل .. سار أسود الشعر ليتجه مع ضياء و سوسن تخطتمهما لتذهب أولا ..

حصلوا على شهاة التكريم وسط ثناء المشرف الذي كان يهم إياد فقط حيث رفيقه يسمع من أذن لتخرج من الأذن الأخرى ،

على التصفيق الجميع خاصة من ناحية كاميليا و التي أجبرت رفاقها على الهتاف لهم أيضا و المصورون أخذوا مواقعهم !

انتهت المراتب هنا فنزلوا عن المسرح بينما بدء المدير القاء خطابه مرة أخرى و الثناء بالمشاركين والفائزين ..

جلسوا أماكنهم ليأخذ إياد نفسا عميقا و يخرج زفيرا مرتاحا و ضياء يضحك على توتره بخفة كما لو أنه لم يخف توا ! هتفت ذات الليليتين بمرح " مبارك لكما ..جيد أنكم من فزتم حقا ! أقررتما ما تفعلان بالجائزة ؟"

كان واضحا بالنسبة لإياد لكن ضياء شارك وحسب دون حاجة لشيء .. و بما أن المدير لازال يتحدث و يلقي خطابه فقد ملَّا !

شعر إياد برغبة لشرب الماء و غسل وجهه فقد عاد صداعه مرة أخرى ، وقف فجأة ليتجه نحو دورة المياه و التي يعرف مكانها مسبقا من خلال المباراة التي لعبها هنا ، تبعه ضياء سريعا من أجل أن يساعد إن شعر بشيء ما ..

فتح ذو الشعر الأسود الحنفية ليغسل وجهه مرارا و ضياء يسأل " أنت بخير ؟ أتشعر بالصداع ؟ "

~•°||جولة بحياة فتى||°•~ ||A boy's life tour||•°~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن