احتراق فؤاد

535 62 104
                                    

لطالما كان للحياة منظور يختلف عند كل شخص عن الثاني، تبدو لي الأشياء وكأنها لن تتحسن أبداً. تخفِي حُزناً ووَجعاً وَدُموعاً أحيَاناً .. خَلفَ عبَارة { أنَا بخَير } .. تباً لعزة النفس .. وسحقاً لواقع لا‌ يوجد به إحتواء صادق. و قسما لذلك الشخص الذي لطالما ابتسم و أجاب بالكذب في الوجه.. قسما لأن سيكشفه الله يوما

تلك الفتاة تريد تغيير الكثير من الأمور في حياتها، تريد فعل الكثير لكن الوقت لا يسعفها و المشاكل التي تريد حلها صعبة، كانت ذات الشعر الأسود تسير بهدوء في الطريق ذاهبة لمكان تعرف أن انقباض فؤادها سيزداد به، الأمر صعب فعلا أن تملك قلبا يحمل الكثيرمن الاشخاص بداخل غرفه

أخذت نفسا عميقا و ابتسمت بخفة فصديقاها على الأقل لم يعودا متشاجرين و ستطمئن عليهما، على وصية مراد كذلك

فتحت باب المنزل بهدوء فترامى إلى مسامعها صوت أحد من يسكنون فؤادها.. أحد أبناء عمها يتحدث بالداخل و أبى الصمت محطما سكون هذا المنزل فابتسمت بخفة و راحة لمرحه، اتجهت للغرفة حيث المتحدث ففتحت الباب قائلة " أنا هنا لواء "

رحب بها الفتى ذو الأحد عشر ربيعا بمرح و هو يجلس على الأرض مقابلا السرير، ثم سرعان ما عاد لقصصه و حكاياته التي لن تنتهي، نزعت معطفها الخفيف و همت بتعليقه ومحفظتها بينما تتنهد بإرهاق و تكرر تأنيبها على مسامع لواء" هو لا يفهمك لواء أصمت، أغلق فمك للحظة "

تقصد الصغير الجالس على سريره بصمت، أتاها صوت ضعيف متحدثا " آي..ة "

اتسعت سوداوتا الفتاة بدهشة فألقت ما بيديها  و التفت لمقابلة عيني الصغير العشبيتين الجاحظتين و قد نطق كلمته ببرود لكنها لسبب ما أسعدت كامي! ابتسمت على وسعها و اقتربت منه سريعا متحدثة بلهفة " أتذكرني؟ أتذكر اسمي؟! "

ظهر الارتباك على وجه لواء و بعض القلق بينما يتحدث الصغير بجفاء محدقا بها بسكون " لواء.. قال..ستأتي آية "

اختفت بسمتها ببطء.. ثم احتلت ملامحها علامات الخيبة، للتو كانت ستشعر بسعادة عظيمة، لقد أرادت أن يتذكر الصغير اسمها لوحده فحدقت بقريبها الآخر بخيبة و انزعاج " لواء.. قلت لك لا تخبره "

أرادت بحق سماع اسمها ذاك حين يتذكرها لتعرف أنه تذكرها، لكن هذا تدمر باختصار الآن فاعتذر لواء و تحدث متأسفا بحق" آسف! تعرفين حماسي معه.. كان علي قول شيء ما لذا.."

~•°||جولة بحياة فتى||°•~ ||A boy's life tour||•°~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن