~•°||جولة بحياة فتى||°•~ ||A boy's life tour||•°~

مراد

مسح العرق من جبينه بينما تنهد ناظرا للسماء بابتسامة .. لقد انهى عمله الشاق الآن أخيرا، ذهب مسرعا تجاه صاحب العمل ليقف أمامه بهدوء ثم قال بلطف " سيدي ؟ انتهيت "

ابتسم الرجل له ليخرج من جيبه ورقة نقدية قدمها له، بينما شكره الاخر و مضى قدما بطريقه .. أشعة الشمس تبسط حرارتها و تنشرها بكل مكان و هي الخامسة مساء الآن .. وقف تحت ظل إحدى الاشجار ناظرا للمباني و المحلات في السوق امامه بينما يفكر ما يقصد .. شد قبضة يده بعزم و ابتسم بحماس مخفيا تعبه و متجاهلا ألم عضلاته .. و هو يفكر مخاطبا ذاته { علي مضاعفة وقت العمل اكثر ما يمكنني ان كنت استطيع جمع خمسمئة قطعة باليوم العادي فأنا لن أقبل أقل من ألف قطعة في اليوم بهذا الأسبوع ! لن يكون عندي وقت كثير إن بدءت الدراسة !}

على ذكر الدراسة، توقف لحظة بينما اتسعت عيناه متذكرا أمرها { المدرسة ! كم بقي ؟ أسبوع لا خمسة أيام .. ااه لم أحصل على كتبي بعد !}

سمع صوتا همس له فجأة بقربه " هيا أسرع قبل أن تتأخر أكثر، أيجب أن أذكرك ؟ "

" حاضر "

ابتسم بخفة مواصلا طريقه مغيرا وجهته ذاهبا لاحضار كتبه المدرسية .. و من الجيد ان الايتام يمكنهم الحصول عليها مجانا بمنحة معطاة من وزارة التعليم لمساعدتهم على الدراسة بانتظام كما انه انسان معروف و والده كان معروفا ايضا

خرج من المكتبة مسرعا يحمل الكثير من الكتب , قصد منزله بسرية ,نظر حوله جيدا بينما يمر بين تلك الطرقات ..

{{ ان كان واحدا او اثنين يمكنني التعامل معهم! اظن انه يمكنني التعامل مع ثلاثة ايضا لكن ماذا ان تجمعوا بمجموعات اكبر هذه المرة ايضا ؟..}}

هو قلق من ان يتم تمزيق كتبه المرسية من قبل الاولاد الذين يدرسون معه, فعلوا ذلك مرة و لكنه كان استطاع اعادة اصلاحهم .. حصل على فرصة لاستبدال الكتب لذا لا يريد ان يفسدهم شيء !! تنهد براحة عندما وصل الى بيته اخيرا , المسافة بين السوق و البيت كانت على الاقل نصف ساعة ركضا ..

لم يستغرق وقتا طويلا بل وضع كتبه بعناية في غرفته البسيطة و توجه خارجا بسرعة لكنها اوقفته عند الباب بوجهها الطفولي الجميل و شعرها البني القصير ..

مسح على شعرها بخفة قائلا بلطف " اهلا سيلين .. ماذا تفعلين خارجا عزيزتي ؟..""

رمشت الصغيرة الجميلة قليلا ثم قالت بنبرة حزن بينما تمسكت بذراع شقيقها قائلة " اخي ابقى و العب معي!! ..""