يقتربان من بعض

452 77 146
                                    

كالعلاقة بين العين واليد، إذا تألّمت اليد دمعت العين، وإذا دمعت العين مسحتها اليد. ربما هذه هي العلاقة التي يريد كلانا الوصول اليها .... لنقترب من بعض

........

كانت فيروز تحضر فطور الصباح لصغيريها بسرور لازال بداخلها كلما تذكرت ابتسامة صغيرها أمس بينما سيلين جالسة بقربها على الكرسي تلعب بأرجحة ساقيها ذهابا و إيابا ..

لاحظت أن ابنها لم ينزل بعد و هذا غريب عليه ففي العادة يستيقظ بسرعة و باكرا لذا صعدت بنفسها لإيقاظه .. فتحت باب غرفته لتنادي ابنها بابتسامة " اياد بني , استيقظ "

لم يتحرك من مكانه بتاتا فدق قلبها بقلق فجأة ! لتقترب أكثر و تجده مستيقظا ينظر للفراغ فحسب و عيناه فقدتا بريقهما كليا بينما واضح عليه الإرهاق والتعب فانتفضت لتحركه بقوة معيدة   النداء عليه ! اتسعت عيناه فجأة مدركا لما حوله و كأنه لم يسمع مناداتها سابقا .. ارتبك كليا ليبتسم قائلا بتوتر سببه قلق والدته من حاله قبل قليل "اه امي .. آسف لم أسمعك كنت أفكر "

ضمت يديها لصدرها لا تزال قلقة من تعابيره الفظيعة التي على علت وجهه لا تفهم مالذي حصل له لقد كان بخير بل و سعيدا بالأمس فلما ينقلب حاله بسرعة هكذا " بني ما بك ؟ منذ متى انت مستيقظ ؟"

وقف ليمد ذراعيه المتشنجتين و يحرك عضلاته من بقائه مستيقظا طوال الليل ليبتسم محاولا تغيير الموضوع قائلا " استيقظت قبل وقت قصير و بقيت أفكر لم أسمعك آسف "

قبل أن تسأل أمه أي شيء آخر كان أمسك بذراعها ليخرجا معا من الغرفة قائلا بسرعة " لا تقلقي أمي أنا بخير سأغسل وجهي و سترين بنفسك أني بخير "

لازالت مرتبكة لكنه دخل الحمام مسرعا لتتنهد بتعب و قلقها لازال كامنا بقلبها .. عادت للمطبخ ثانية بينما أغلق إياد باب الحمام على نفسه ليسند ظهره عليه و ينزلق لأسفل بتعب واضح .. يشعر بكل شيء يتحرك من تعبه لكنه جاهد نفسه ليقف و يتجه للمغسلة .. تأخر إياد فعلا في الحمام و لم يخرج منه بعد لذا كانت والدته على وشك صعود الدرج و تفقده لكن صوت طرق الباب جمدها كليا بخوف!! فمن سيأتي إليهم غير شخص يريد ماله أو رجل يريد الإيجار أو أي شخص آخر منهم !

~•°||جولة بحياة فتى||°•~ ||A boy's life tour||•°~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن