الفصل التاسع -الجزء ٢-

282 18 179
                                    




" ليتني لم أخرج.. ليتني بقيت .."

عبارة تتردد و بقوة داخل عقل أحدهم، كأنها تحاول الوصول باستماتة لأعماقه، كأنه غير قادر على سماعه فتتردد مجددا و لا تلبث أن تنتهي حتى تعاد، كانت تحكي تماما عن خطأ طفل صغير لم يقدر على ترميمه، خطأ تسلل لروح طفل لا يفترض أنه بدأ يعرف الأخطاء

لكن ذلك الصوت كان آخر الظلام الذي عاشه ضياء.. فقد فتح عينيه مباشرة بعده، معلنا انتهاء الحلم الفظيع الذي راوده، مخلفا ثقلا غير معقول، لم يكد يشعر أنه خرج من ذلك الصمت حتى وجد ذا العينين المختلفتين جالسا بجانبه ينظر له بقلق شديد

كالعادة، هذه التعابير لن تتغير البتة.. مهما حصل له يبقى يظهر هذا القلق الدرامي كأنه سيموت، كأن ألان موجود بديلا عن والدته، لم يفهم أبدا سبب هذا القلق الزائد، لم يفكر أن ألان رآه يسقط مريضا منذ طفولته.. و في كل مرة يسقط يقترب من الموت فقط

لكن تعابيره الخائفة هذه تذكره تماما بما رآه في الحلم فضيق ضياء عينيه بضيق.. رفع يده بصعوبة واضعا إياها على وجه ألان مغطيا تعابيره. فيما يهم بالنهوض قائلا بتعب " أنت لست أمي "

تنهد ألان أخيرا كمن تنفس الصعداء وأبعد يده متحدثا " ماذا حصل ؟ ما بك ؟ أقلقتني "

اعتدل ضياء بجلسته واضعا يده على وجهه مسندا رأسه المثقل، هو محتار .. حتى الصداع لم يزل .. وهو لا يجد من أين يبدأ، عن هذا الحلم الغريب الذي يراوده.. او عن الضيق الذي عصر رأسه حتى أفقده وعيه.. لكن كل ما همس به  بتعب " ربما علي زيارة الطبيب.. رأسي يؤلم بشدة "

أبعد ضياء يده عن رأسه في نهاية كلماته تلك فوقع ناظراه على وجه ألان الذي شحب و خطف لونه، ينظر له بأعين متسعة خوفا هامسا " رأسك؟.."

احتار ضياء و ارتبك بشدة أمام تعابيره تلك، لكنه تدارك الوضع حين نهض ألان فجأة بسرعة   " كلا مهلا! إنه مجرد صداع ليس إلا!  "

لم يبدو أن قلق ألان قد خف أبدا، تذكر ضياء مؤخرا فقط المرض الذي أصيب به وهو طفل، و أن الورم أصابه برأسه، وأن ألان سيظل خائفا من احتمالية عودته مجددا

رغم إصراره على أنه بخير إلا أن ذا الطفرة انتهى به الأمر يحجز موعدا عند طبييب خاص  بأقرب وقت .. هو يعلم أنه غير قادر على منعه، ويعلم أن شي لا يمكنه إطفاء قلق ألان..
هذا جعل ضياء يصفع جبينه عدة  مرات وهو يتنهد بانزعاج، لكن على من يكذب.. ربما هناك خطب برأسه، مع أنه شبه متأكد أنه لا يوجد خطأ، لا مانع من التحقق فيي النهاية 

مع ذلك كان هناك شيء  غريب يقف على طرف لسانه حين يرغب بالتحدث عن الأحلام  التي  تراوده، مما يمنعه.. أراد سؤال ألان، ماهو المرض الذي ترويه ذكرياته، لكن شعر أنه سيخطئ بطرح ذلك السؤال.. شعر أنه  سسيتخطى حدودا غريبة جعلته يرهبها.. لذا آثر الصمت قليلا.. لبعض الوقت .. فربما  هي مجرد أحلام

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 13, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

~•°||جولة بحياة فتى||°•~ ||A boy's life tour||•°~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن