يكبر الأطفال وهم يكررون مقولة " أكره المدرسة " " أكره الذهاب الدراسة "، لكنك تجدهم يتطلعون للعودة ما إن تمنعهم عنها لفترة، و قبل أن تكتب تعليقاتك المناقضة لكلامي دعني أكمل... فإن حب التعلم و تطوير الذات ليس بالضرورة السبب لذلك، ليس رغبتك بإنها الدروس الجديدة و لا رغبتك بإثبات كونك قادرا على حفظ الكتاب وبلعه، إنما تشكيل تلك المدرسة وبالضرورة محيطا جديدا مختلفا عن محيط منزلك، و وفرت لك أشخاصا ـوبالضرورة أيضا ـ مختلفين عن
الأشخاص في منزلكإن هذه التجربة تكون متفاوتة من شخص لآخر، فلكل فرد طبيعة منزله، فهناك من لم يكن ذلك المحيط جديدا عنه، و هناك من لا يملك أحدا أو عائلة فتجده استفاد ممن تعرف عليهم خلف مقاعد الرداسة، هناك من جرب مشاعرا جديدة، وهناك من تعلم خبرات جديدة، كانت تجربة مميزة للجميع دون أي استناء، الجميع بالطبع قد عرف شخصا في تلك المدرسة ولم تعد قادرا على الاستغناء عنه
و قد كان مراد بالتأكيد واحدا من الجميع بالطبع، لكن تلك القاعدة لم تنطبق عليه، فهو لم يتعرف على أي انسان في ذلك المكان، لكن من يهتم؟ فهو تعرف في مكان آخر، و أصبحت المدارس مكانا يمكنه من اللقاء فيه على الأقل .. ليس بعيدا عن الفكرة العامة
كان مراد يجد نوعا من المتعة البسيطة في الهرب من مدرسته بعد تعرفه على صديقتيه، كانت تلك المتعة تختم بالتسلل لمدارسهما المختلفة، خاصة في الفترة التي كان فيها التوأم منفصلين عن بعضهما، فقد شاءت الأقدار وكان لكل منهما فصل مختلف عن الآخر، لكن سمح ذلك لمراد بأن يتسلل بكل راحته دون علم أخيهكان لكاميليا وآية مدارس مختلفة كذلك، لكن لم يجد أي تعب في الذهاب لمدرسة كل منهما على أمل أن يجدهما في الساحة و يقضوا بعض الوقت، لكن الأمر صار أفضل بالنسبة إليه بعد الاعتياد على وقت الرياضة الخاص بهما، فهما لا تفعلان شيء أثناء ذلك خاصة الشقراء فقد كانت أضعف من أن تتحرك أثناء الحصة التي تبلغ مدتها الساعتين، فتكرم مراد بالهرب من حصصه الخاصة و المشي لمدرستها الخاصة ليقضي معها تلك الساعتين
كان مستمتعا بهذا الروتين، كان يجد في تلك الفتاتين متنفسا عن كل ما يعيشه بحياته، ومتعة الوصول إليها كانت تنسيه حرقة قلبه، كان يلتقي بأشخاص يعرفون حقيقته كلها، بشخصين لا يحتاج تحمل مسؤوليته، هتان الفتاتان لن تبكيا إن رأياه يعاني، لن تبكيا إن تأذى أو تألم
أحيانا يخيل له أن نوعا مختلفا من المشاعر سيتولد عندهما حين يموت، مشاعرا مختلفة عن الحزن الذي سيكون لدى عائلته، وهذا على نحو غريب .. مريح بالنسبة لهنعم.. كان يحتاج هذا النوع المختلف من العلاقات، قد خالجه نوع تام من السلام مع الشقراء الهادئة، قد أحب الاستلقاء على التراب في حديقة المدرسة حيث تجلس هي بصمت وتقلب صفحات كتابها بين يديها، كان يحب صوت الرياح الخفيف و صوت تنفسها المنتظم حتى إن كان هو يتألم بوضوح، كان يقوم بمحاولة تنظيم أنفاسه بصعوبة و هو مستلقي، حتى يسمع صوتها الهادئ قال " لست تتنفس جيدا، شهيقك قصير جدا "
فيحاول تنظيمه أكثر حتى يرتاح فيسمعها تقول " أتعلم ! إن البطل في قصتي سيقتل الجميع لأجل نفسه "
أنت تقرأ
~•°||جولة بحياة فتى||°•~ ||A boy's life tour||•°~
Mistério / Suspense°•~||إِن الحياةَ كجنةٍ قد أقفلَتْ.. مفتاحَها الأوصابُ والأنصاب ||~•° ماذا عن رواية او للقول يوميات ؟.. تعكس المصائب و الصعاب بالحياة .. ماذا عن ان اخبركم عن ما جال خاطري يوميا في تلك الحالات .. ماذا عن ان افرغ همي و اخبركم بيومي فهي لحد الان يوميات...