الفصل الخامس -الجزء٢- (عيد ميلاد سعيد.. والان استيقظ)

140 20 183
                                    




أحيانا تجد الأمل فقط في اليأس، أحيانا عليك التوغل للأعماق أكثر إن أردت الخروج..


في تلك  الغابة الكثيفة، شخصان يحملان نفس الألوان كانا يجولان المكان بحثا عنن خشب لإشعال النار الليلة، إن كان ضياء سيصف وضعهما بكلمة فقد كان الإزعاج،  كان غير ملائم من جميع النواحي،  فوق كونهما من عمرين  مختلفين تماما فقدزاد حسام الوضع سوء بصمته الشديد.. و لا يمكن لضياء اختراع مواضيع مع شخص لا يملك حتى مؤشرا عن اهتماماته،  وفوق شعوره الشديد بالانزعاج والغرابة فقد لاحظ أشياء أكثر وأسوء على حسام.. على ما يبدو أنه يتجاهله كذلك.. لا ينظر إليه منذ خرجا لهذا المكان..

لكن حين يفكرضياء ثانية، فهو لم يسبق ورأى حسام ينظر لهم مباشرة، منذ التقيا به لأول مرة .. وفي كل مرة يريانه بعدها، لم يكن ينظر لوجههم بشكل مباشر،   كما لاحظ ضياء أن يده ترتعش كلما سمع صوتا مفاجئا .. وهذه غابة تكثر فيها الحركات، كان من الواضح أن مثل هذا المكان يتعبه.. لكن لم يكن قادرا على قول أي شيئ.. مما دفعه للرغبة بشيئ واحد فقط.. وهو العودة لصديقه بأسرع وقت، و التخلص من الشعور المحرج الذي يشعر به..

طار عصفور آخر من مكانه  .. وهذا جعل حسام ينتفض بخفة ثانية، لكنه يتابع عمله ويبحث دون تذمر، إن كان منزعجا لهذا الحد لماذا أتى من البداية؟ هذا ماكان ضياء يفكر به وهو يحمل قطعة خشب أخرى من على الأرض، لكنه سمع صوت حسام الهادئ يتحدث " تلك القطعة لا تنفع "

إذن هو يراقبه، مع ذلك لا يتحدث معه، مع ذلك لا ينظر إليه حتى.. حتى أثناء كلامه الآن لم يكن ينظر إليه بل للجانب، بدأ ضياء يشعر أنه يتم تجاهله بشكل صارخ.. و صريح.. لكنه ابتلع تلك الأفكارو سأل " تبدو لي مشابهة للبقية.. "

استمر حسام بالنظر حوله.. وبدى  كأنه تردد لحظة بالكلام، إذ فتح فمه ثم أغلقه مجددا سريعا، لكن انتهى به الأمر يشرح " نبحث عن أغصان السنديان أو البلوط.. وهي تختلف عن ما حملته، ما أخذته كان غصن شجيرة لن يضيف سوى دخان سيء للنار.."

وضع ضياء الغصنين أمامه مقارنا بينهما، ثم أمال رأسه قائلا ببعض الحيرة"  أعتقد أنني فهمت.."

لم يكن يعلم أن هناك فرق بين الأخشاب من قبل، لكن حسام لم ينتظره حتى فقد كان ابتعد ما إن أنهى كلامه، ورؤيته ابتعد بالفعل جعلت ضياء يبتسم ببعض الغضب.. يبدوأن هذه الرحلة لن تنتهي بسلام، ليس بوجود شخص ببرود حسام، وشخص سريع الاستفزاز كضياء.. الذي لا يملك احتراما للناس الأكبر منه فعلا.. لكن يحترم هذه الرحلة التي أعد لها بجد... لذلك و على مضض.. أسرع ليتبع حسام.. يمكنه تحمل بضع دقائق...

~•°||جولة بحياة فتى||°•~ ||A boy's life tour||•°~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن