القرن الأخير- الفصل 22

21 2 0
                                    

في حديقة القمر كانت نارا في البيت ولم يظهر سي جي أمامها مطلقاً رغم محاولتها مناداته إلا أنه تجاهل نداءها لأنه يعلم بأنها تريد أن تسأله عما قاله ليلة أمس. جلست نارا على الأريكة تنظر للصور التي أعطاها لها سي جي من قبل وتتساءل بشأن حالهم وما الذي يفعلونه الآن. انسابت دموعها بصمت وقالت: لا أدري من منا يتألم أكثر، جميعنا نتألم بشدة ولا ندري ما علينا فعله وكيف يمكننا التعامل مع هذا الألم. يونغ جاي، تماسكي أرجوك سأبذل جهدي.
خرجت نارا من البيت ودموعها على وجنتيها وصرخت بأعلى صوتها: أيها الوغد، ألن تأتي؟! ألم تقل بأن علينا إكمال المهمة اللعينة تلك؟! أنت أيضاً عليك أن تبذل جهدك.
كان سي جي يجلس قرب قبر يو وول ويسند ظهره للشجرة مغمض العينين وبعد صراخها قال بانزعاج: يا لها من ثرثارة، إن ظهرت ستستغل أية فرصة لتسألني بشأن ما قلته أمس. أنا أستمر بالخلط بينكما يو وول، الأمر يزداد سوءاً ولا أدري ما يحدث لي لدرجة أنني ... بدأت أشعر بالخوف.
انتظرت نارا بعض الوقت ولم يظهر فصرخت ودموعها تنساب على وجنتيها: هل تظن بأن لدينا وقت لنضيعه؟! يونغ جاي في خطر وشي هيون يتألم الآن وأوبا يعاني من أجلهما.
تنهد سي جي وذهب إليها وناداها من خلفها: ماذا تريدين؟
- أنت تعلم ما أريده، دعنا نحاول مجدداً.
- وهل أنت في حالة تسمح لك بذلك؟! حتى لو قلتها مئة مرة فلن يجدي الأمر نفعاً وأنت بهذه الحالة.
- ماذا عليَّ أن أفعل إذاً؟ أشعر بأنني عاجزة ومحاولاتي كلها فاشلة فماذا عساي أفعل؟!
جلست نارا على الأرض باكية فاقترب منها وجثا على ركبته واضعاً يده على كتفها قائلاً: لا تبكي، إنه ليس ذنبك على أي حال، تلك الملكة اللعينة ...
وضعت نارا رأسها على صدره وأجهشت بالبكاء فقال: نارا، عودي للبيت ولا تبقي في الخارج فمن المتوقع هطول المطر الليلة، سأذهب للتعزية وسأراقب الأوضاع لبعض الوقت. لا تخافي على يونغ جاي سأطلب من شي هيون وجو هيون أن يهتما بها ولا يتركاها في منزلها وحدها.
أومأت له نارا موافقة فمسح دموعها وأمسك بيدها لتنهض. مشت نارا خطوتين ثم التفتت إليه قائلة: هل يمكنك أن تحضر لي بعض الصور من المنزل وأيضاً أريد ملابس مريحة فغالبية ملابسي لا يمكننا ارتداؤها في مكان كهذا عدا عن أن الجو يصبح أكثر دفئاً وبحاجة لملابس جديدة.
أومأ سي جي برأسه موافقاً وقال: حسناً، سأحضر لك شيئاً الليلة ولاحقاً سأحضر لك ملابس صيفية جديدة، رغم أنني لا أود أن يطول مكوثك هنا حتى الصيف.
ذهب سي جي لمنزله وارتدى بذلة سوداء ثم ذهب لدار الجنازات وما أن دخل ورآه جو هيون اتسعت عيناه باندهاش، التقت نظراتهما وبالكاد منع جو هيون نفسه من الإمساك به وسؤاله عن نارا. قدم سي جي تعازيه وخرج فتبعه جو هيون قائلاً: انتظر، أود ...
التفت له سي جي وقال: أعلم، لا تقلق لن أذهب سأنتظر حتى مغادرة الجميع لنتحدث، أعلم بأن لديك الكثير من الأسئلة عنها.
دمعت عينا جو هيون وعاد للداخل فتنهد سي جي وقال: هو أيضاً بات يصدق ما أقوله، جيد.
جلس سي جي إلى إحدى الطاولات مع بقية الناس ريثما غادر الجميع فطلب جو هيون من يونغ جاي أن تبقى مكانها ريثما يعود. خرج جو هيون مسرعاً ليجد سي جي بانتظاره فجلس مقابله وقبل أن ينطق جو هيون قال سي جي: نارا بخير، كنت محقاً عندما قلت بأنني سأندم على أخذها.
ابتسم سي جي بألم ثم قال: إنها حقاً ثرثارة ومزعجة ومتقلبة المزاج. تارة تصرخ في وجهي وتغضب بل وتشتمني أيضاً وتارة تكون لطيفة جداً. إنها مجنونة حقاً، لا أدري كيف احتملت طباعها طوال السنوات الماضية، لقد بتُّ أحترمك حقاً.
ابتسم جو هيون بحزن وامتلأت عيناه بالدموع فأكمل سي جي كلامه قائلاً: إنها تفرغ غضبها وتوترها بالأكل، تأكل المثلجات والحلويات والوجبات الخفيفة وكل ما يخطر في ذهنك.
ابتسم جو هيون ومسح دموعه قبل نزولها على وجنتيه وقال: هل هي بخير، هل حياتها هناك صعبة؟ هل تأقلمت؟
- في البداية كانت الأمور صعبة عليها بسبب شوقها إليك ولكنها تأقلمت لاحقاً لأنها تدرك أهمية الأمر للجميع، تعلم بالخطر الذي يهدد يونغ جاي وتدرك معاناة شي هيون لذا فهي تشعر بالمسؤولية.
- ألم ينجح الأمر حتى الآن؟
- كلا، حاولنا كثيراً وبذلت جهدها لتركز ولكن دون فائدة.
- وما الحل إذاً؟ حياة يونغ جاي في خطر وشي هيون يعاني ولا يمكنه البقاء معها.
- أنت تدرك تماماً ما هو الحل ولكنني أستمر بتأجيل الأمر لأنني لا أريد تدمير علاقتكما. أريدها أن تستمر بمحاولاتها هذه كي لا أضطر لإيقاعها في حبي حقاً.
- وماذا إن كان هذا الخيار الوحيد، ماذا سيحدث؟
- لا أدري.
- ماذا تقصد بقولك لا تدري، ألست أنت من ألقى هذه اللعنة؟!
- لست أنا، لقد أخبرت نارا بكل شيء. أنا أيضاً ضحية هذه اللعنة ومن ألقاها هو جدتكم الكبرى، أي أن عائلتك أنت هي السبب في معاناتي ومعاناة أجيال هذه العائلة كاملة، كل ما أحاول فعله هو فك اللعنة عني وعنكم، هل فهمت؟!
- إذاً فنارا كانت محقة بإحساسها... بأنك لست خطراً عليها، لهذا كانت تثق بك واختارت المخاطرة لتذهب معك.
- دعك من هذا الآن، لا تقلق على نارا فهي بخير، آه تريد بعض الصور من شقتها وأيضاً تريد ملابس صيفية مريحة، رأيت بأن الأنسب أن أخبرك لتشتريها بنفسك من أجلها.
- حسناً سأفعل.
- انتبه ليونغ جاي ولا تتركها وحدها، خذها لبيتك أو لشقة نارا على الأقل فهناك يمكن لشي هيون أن يسمع أفكارها ويحميها إن لزم الأمر إن حاولت الإقدام على فعل متهور.
- ولكن ... شي هيون...
- أعلم ولكن إن كان بقاؤه معها سينقذها من الانتحار فعليه البقاء معها ريثما نجد حلاً لتلك اللعنة.
- هل حقاً يمكنه البقاء معها؟
- أجل فنحن مضطرين لذلك لحمايتها، شي هيون هو الوحيد الذي يمكنه أن يجعلها تتمسك بالحياة. ولكن إن اضطر للظهور أمامها والبقاء معها فعليهما أن يبقيا حذرين، هل فهمت؟!
- حسناً فهمت، سأخبره بذلك.
- أرجو أن ينجح الأمر مع نارا لننهي هذه اللعنة. هيا أحضر يونغ جاي لنذهب إلى شقة نارا وأنا سأتحدث مع شي هيون.
- حسناً.
ذهب جو هيون لأخذ يونغ جاي وكانت تمشي معه وهو يمسك بذراعها وكأنها لا تشعر بشيء ولا تدرك ما حولها. خرج ثلاثتهم بسيارة جو هيون متوجهين لشقة نارا وهناك ما أن خرجوا من المصعد علم شي هيون بقدومها فأسرع نحو الباب ولكنه تراجع ولم يفتحه عندما سمع جو هيون يطلب منه ألا يفعل لأنهم ذاهبين لشقة نارا.
دخل جو هيون معها إلى هناك في حين ناداه سي جي من خلف الباب طالباً منه أن يفتح له الباب، فتح شي هيون الباب بقلق وسأله ما الذي أتى به فقال بأنه يريد التحدث معه بشأن يونغ جاي.
جلس معه وتبادلا الحديث بشأن يونغ جاي وكرر له ما قاله لجو هيون فتفهم شي هيون الأمر ثم سأله عن نارا. كانت يونغ جاي لا تدري بنفسها ولا تعي مكان وجودها حتى فجلس جو هيون معها وأخبرها بأنها ستبقى هنا حتى تتحسن حالتها وبأنه لن يدعها تبقى في بيتها.
بدأ المطر يهطل وهدير الرعد يهز أركان البيت فارتعدت نارا ذعراً وجلست على سريرها وبحثت عن علبة دوائها فلم تجدها. بعد لحظات انقطع التيار الكهربائي فصرخت ذعراً ونهضت تبحث عن المصباح وعندما أمسكت به وأضاءته قالت: لا يمكنني مناداته الآن فهو مشغول ولا أدري إن كان يمكنه سماعي من هنا، ماذا سأفعل؟!
بقيت نارا تفكر ودموعها تنساب خوفاً وجسدها يرتعش ثم قررت أن تتشجع وتتمالك نفسها. خرجت من البيت متوجهة للمخزن لترى إن كان بإمكانها فعل شيء بشأن مولد الكهرباء. دخلت المخزن وتفقدته وأدركت بأنه بحاجة للوقود فبدأت تبحث في المكان عن الوقود متسائلة أين يمكن أن يضعه سي جي.
مضت بضع دقائق إلى أن وجدته وبدأت بسكبه داخل المولد ثم حاولت تشغيله، أصدر المولد صوتاً غريباً ففزعت وتراجعت للخلف وإذا به ينفث الدخان بشكل كثيف فخافت وأسرعت نحو الباب لتخرج فوجدته مغلقاً. حاولت دفعه بكل ما أوتيت من قوة وجربت طرقه باستخدام أدوات من المخزن دون فائدة. بدأت نارا تشعر بالاختناق وتسعل ثم شرعت تبحث عن منفذ آخر في المخزن وتبعد الصناديق والخشب وما إلى ذلك دون فائدة. ملأ الدخان المكان ولم تفلح محاولتها بتغطية المولد لتخفيف الدخان بل ازداد صوته حدة مما جعلها تخاف من أن ينفجر. بدأت نارا تبكي وتنادي على سي جي وتكومت على نفسها في زاوية المخزن.
قرع سي جي جرس شقة نارا فخرج إليه جو هيون وأعطاه حقيبة صغيرة قائلاً: وجدت بعض الملابس لنارا في خزانتها ووضعت الصور التي كانت تضعها على المنضدة وأيضاً وجدت علبة دوائها هنا فوضعتها في حال احتاجت لها. عليك أن تعود إليها فالمطر يهطل وصوت الرعد سيرعبها وهي وحدها في ذلك المكان.
أخذ سي جي الحقيبة من يده وقال: لا تقلق، سأهتم بها.
- لا تختفي من الممر هكذا وتفزع الناس.
- سأعطل كاميرا المراقبة للحظات فلا بأس.
- ادخل لتنتقل إلى هناك بهدوء، يونغ جاي في الغرفة ولن تراك على أي حال.
تنهد سي جي ودخل فقال جو هيون: هل يمكنك أن تخبرها أنني اشتقت لها؟! هل هذا صعب؟!
تنهد سي جي وقال: لا أريدها أن تفقد تركيزها أكثر فقدومها للمشفى البارحة كان خطأ كبيراً وأثر على نفسيتها.
- لقد علمت بالأمر من شي هيون ولكن لم يكن لدي متسع من الوقت ليخبرني بالتفاصيل.
- مجرد تواجدها في نفس المكان الذي تتواجد أنت فيه سيؤثر عليها. أنا أريدها أن تركز فيما تقوم به لتقول تلك الكلمة وننتهي من الأمر وهذه اللعنة بأكملها.
- أنا أتفهم ذلك ولكنه صعب ...
- أدرك بأنك تتألم وبأنك تشتاق لها وتشعر بالغيرة عليها وتخشى تغير مشاعرها بسببي ولكن هناك اثنين آخرين يعانيان الآن وأحدهما حياته في خطر.
- وهذا ما يجعلني أحتمل وأصبر.
- سأذهب فلا أريدها أن تبقى وحدها أكثر كي لا تستشيط غضباً فحبيبتك مجنونة كما تعلم.
ابتسم جو هيون بألم ثم نظر لسي جي وقال: أنا أدرك ما تحاول فعله من أجلي ولماذا طلبت مني شراء الملابس لها بدلاً من أن تحضرها لها بنفسك ... أقدر لك هذا، اعتني بها جيداً إلى أن ينتهي الأمر.
أوما له سي جي برأسه إيجاباً ثم اختفى من أمام ناظريه فبكى جو هيون بألم.
عاد سي جي لحديقة القمر ودخل البيت بقلق عندما لم يسمع صوتها مطلقاً ثم سمع صوتاً يهمس باسمه فرمى الحقيبة وهرع للمخزن فركل الباب بقدمه ورماه أرضاً ودخل يصرخ باسمها. اقترب ليراها شبه غائبة عن الوعي والمكان مليء بالدخان، حملها بين ذراعيه وأخرجها من هناك ثم وضعها أرضاً وحثها على فتح عينيها واستنشاق الهواء.
بدأت قطرات المطر تهطل على وجهها فقال: لا تخافي ولكن هذا أفضل لتستعيدي وعيك، هيا افتحي عينيك وخذي أنفاساً عميقة بهدوء. تنفسي نارا هيا.
مضت بعض دقائق وسي جي يضعها بين ذراعيه ويمسح قطرات الماء التي تسقط على وجهها. كانت نارا تحدق به ولاحظت تعابير وجهه ونبرة صوته التي تظهر خوفه عليها. بعد قليل شعرت نارا بالتحسن ثم قالت: ظننت بأنني سأموت هناك لأنك لم تسمع صوتي وتأتي لتنقذني.
ضمها سي جي بقوة وقبل جبينها قائلاً: أنا آسف، فالمكان أبعد من أن أسمع صوتك، أنا آسف نارا.
ردت بصوت واهن: أنا بخير، لا تقلق. أعدني للبيت لا أريد البقاء تحت المطر.
حملها سي جي بين ذراعيه وانتقل بها لغرفتها مباشرة وهناك نظر لها قائلاً: هل يمكنك الوقوف؟
ردت نارا إيجاباً فأنزلها وطلب منها الانتظار حتى يحضر الشموع. أسرع سي جي وأحضر الشموع ووضعها في غرفتها ثم قال: بدلي ثيابك فقد باتت مبللة.
أخرجت نارا بعض الثياب وهم بالخروج من الغرفة فقالت: لا تذهب.
فالتفت وقال مطمئناً: لا تخافي، سأكون أمام الباب، لن أتركك وحدك.
بدلت نارا ثيابها ثم طلبت منه الدخول. دخل سي جي يحمل الحقيبة بيد وكوباً من الماء بيده الأخرى ثم أخرج علبة الدواء وقال: جو هيون أعطاني إياها.
دمعت عيناها وأخذتها منه فأخذت حبة منها وشربت الماء ثم تمددت على سريرها. وضع سي جي الغطاء عليها قائلاً: لا تخافي سأبقى في البيت.
همَّ سي جي بالخروج فأمسكت بيده قائلة: ابقَ بجانبي، أنا خائفة.
جلس سي جي بجانبها ووضع يده الأخرى فوق يدها وابتسم ثم تنهد وقال: هل تريدينني أن أكون جو هيون هذه الليلة؟
- ماذا تقصد؟
- ربما لم أخبرك بهذا ولكن يمكنني تغيير هيئتي البشرية لذا ... هل تريدين أن أكون جو هيون لهذه الليلة؟! ربما إن حاولنا وقلتها ... قد ينجح الأمر.
- هل حقاً يمكنك ذلك؟
- أجل ولكن لا تقولي اسمه مهما حدث، ركزي جيداً نارا فلا يجب أن تفكري باسمه حتى، عندما تشعرين بأنك جاهزة يمكنك قولها.
- حسناً.
- أغمضي عينيك.
أغمضت نارا عينيها ثم بدأ سي جي يغير هيئته حتى بات نسخة من جو هيون وإذا به يطلب منها أن تفتح عينيها. كان نفس صوت جو هيون، ففتحت عينيها وانهمرت دموعها، اعتدلت بجلستها وهي لا تصدق بأنه أمامها لدرجة أنها صدقت بأنه جو هيون فقد بدأ يسألها عن حالها ويقول بأنه اشتاق لها. عانقته نارا باكية وهي تقول بأنها اشتاقت إليه.
ضمها سي جي بقوة وقد دمعت عيناه وقال في نفسه: هل يمكن لهذا أن يجدي نفعاً حقاً، إنها محاولتي الأخيرة. فرصتنا الأخيرة نارا فابذلي ما بوسعك.
ابتعدت نارا قليلاً تتأمل وجهه وتمرر يدها عليه وكأنها تتفقد إن كان مماثلاُ له حقاً أم لا، أبعدت ياقة قميصه ونظرت لعنقه ثم وضعت اصبعها على شامة صغيرة في عنقه وقالت باكية: كيف يمكن أن يكون بهذا التطابق.
وضع سي جي سبابته على شفتيها وأشار لها نافياً فأومأت له متفهمة. بعد لحظات أخرى من تأملها لوجهه ابتسمت قائلة: ما رأيك بأن نعد العشاء معاً؟
ابتسم موافقاً ثم أمسك بيدها وخرجا للمطبخ حيث بدأ بإعداد الطعام وهي تحاول مساعدته. وقفت نارا تتأمله وتصغي لحديثه معها بينما كان هو يعد الطعام. اقتربت منه نارا فجأة وعانقته من الخلف قائلة: شكراً لك... سي جي.
تسارعت دقات قلبه وتجمد للحظات ثم أبعد يديها عنه قائلاً: دعينا لا نحرق الطعام نارا. هيا اجلسي فقد أوشكت على الانتهاء.
جلست نارا إلى المائدة وأسندت رأسها ليدها التي على الطاولة تتأمله وتبتسم إلى أن انتهى ووضع الطعام أمامها فابتسم وطلب منها أن تبدأ ثم قال: هل أعجبك تناول العشاء على ضوء الشموع؟
ابتسمت نارا قائلة: أجل.
كانت نارا مشاعرها مختلطة وتفكيرها مشوش ولكنها سعيدة بالأمر رغم كل هذا، عندما تحدق بوجهه تظن بأنه الشخص الذي تحبه وتعرفه منذ سنوات ولكن عندما ينظر لها ويبتسم ويتكلم تدرك بأنه ليس كذلك ورغم ذلك كانت سعيدة. بعد دقائق عادت الكهرباء فنظرت من حولها وقالت مبتهجة: لقد عادت.
قال سي جي: أجل ... طلبت من أحدهم شراء مولد كهربائي جديد.
ردت نارا بحماس: هذا جيد، فقد كنت أرغب بفعل أمر ما ولكن الكهرباء كانت تشكل معضلة.
نظر لها سي جي وتساءل: ماذا تريدين؟

القرن الأخيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن