خرجت دال هي من الغرفة بعد دقائق وقد حصلت على الإجابات التي تريدها لتجد دو هان يقف بانتظارها والابتسامة مرسومة على وجهه، أرادت تجاهله والمضي في طريقها فأوقفها قائلاً: لدينا اجتماع من أجل خطة القبض عليهم ... الليلة.
التفتت له دال هي بفضول وتساءلت قائلة: الليلة؟ هل عرفتم موعد التسليم؟
- أجل، الواحدة ليلاً في الميناء، سيقومون بتسليم كمية ضخمة من المخدرات.
- أريد الذهاب معكم.
- هذا مستحيل، سنذهب برفقة الدعم وسنكون مسلحين مع كافة الاستعدادات لأن هناك احتمالية كبيرة لحدوث إطلاق نار.
- ولكن عليَّ الذهاب فهذه قضيتي.
- دال هي، لم أخبرك بهذا كي تذهبي معنا، أنا فقط ... أردتك أن تحضري اجتماعنا بشأن القضية وآخر المعلومات التي حصلنا عليها لكي ... أمضي معك المزيد من الوقت.
- أنا ... لا أطلب منك بل أخبرك، سأرافقكم الليلة.
تنهد دو هان بغضب وأدرك بأنه لن يستفيد شيئاً من الحديث معها. دخلت دال هي لغرفة الاجتماعات فتساءل الجميع عن سبب وجودها في اجتماعهم ثم نظروا لدو هان فأغمض عينيه وقال: أجل أخطأت وأخبرتها.
وضعت دال هي ساقاً فوق أخرى وقالت: إن كان الأمر يزعجكم فسأقدم شكوى بحقكم وأقول بأنكم تعاملونني بشكل مختلف فقط لأنني فتاة. ما رأيكم؟
بدأ الجميع يتذمر بصوت منخفض خشية أن تعرقل عملهم في مهمة خطيرة وصعبة كهذه. هم دو هان بتهدئتهم قبل أن تفقد أعصابها وإذا بها تصرخ في وجههم قائلة: هل تستهينون بي لأنني فتاة ولست رجل، أنا مدعية عامة أيها الأوغاد، يمكنني طرح أي واحد فيكم أرضاً وإبراحه ضرباً. عدا عن كل هذا من الذي سيصدر مذكرات الاعتقال؟ ألست أنا؟ بناء على التحقيقات التي وصلتم إليها أيها الحمقى، هيا تحدثوا ولا تزيدوا غضبي.
أحضر لها دو هان كوباً من الماء البارد ووضعه أمامها قائلاً: اهدئي، لقد صرخت كثيراً اليوم وفي وقت قصير جداً. أظن بأنك حطمتِ الرقم القياسي.
التفتت له دال هي وقالت: هل تود أن أحطم رأسك أيضاً؟!
ابتسم دو هان بتكلف وعاد خطوتين للخلف. شربت دال هي الماء ثم أشار لهم دو هان لبدء الحديث عن التحقيق وآخر ما توصلوا إليه من معلومات.
أعطت دال هي ملاحظاتها ثم قالت بأنها سترافقهم فشرعوا ينفخون الهواء ويتذمرون فحذرتهم من الذهاب بدونها. نهضت دال هي وقالت بأن لديها بعض الأعمال في المكتب وبأنها ستعود بعد إنهائها.
تبعها دو هان للخارج وهو يقول بأن عليها أن تأخذ وقتها لتنجز أعمالها فالتفتت له وابتسمت بتهكم قائلة: لن أتأخر فلا تقلق.
اقترب دو هان منها بغتة وقال: أنا أعلم لماذا تريدين المجيء معنا.
نظرت له دال هي باستفهام بينما أكمل كلامه قائلاً: تريدين رؤية مهارتي في القتال وإطلاق النار صحيح؟
ابتسمت دال هي بسخرية وأشاحت بوجهها ثم همت بفتح باب السيارة، أسرع دو هان ووضع يده على باب السيارة واقترب منها كثيراً ثم همس في أذنها بصوت جاد: لا تأتي دال هي، الأمر حقاً خطير والجميع متوترون، إن أتيت لن أتمكن من التركيز وسيكون همي حمايتك فقط.
- لا داعي لتنشغل بأمري أيها المحقق، يمكنني الدفاع عن نفسي وسأكون حذرة فهي ليست المرة الأولى بالنسبة لي.
- لماذا أنت عنيدة لهذه الدرجة؟
- ليس عناداً ... ربما أود تحدي نفسي فقط.
- أنت تعرضين حياتك للخطر، ألا تعين ذلك؟!
- ربما ولكن لا يهم.
- ماذا تقصدين بلا يهم، هل فقدت صوابك حقاً مع فقدانك للأمل في حب جو هيون؟!
- لا تتجاوز حدودك، هل فهمت؟
- ولا تفقديني صوابي بهذه الترهات، ولا تفرغي غضبك وإحباطك واستيائك بإيذاء نفسك.
- ما هذا الهراء، من قال بأنني أود إيذاء نفسي؟!
- حسناً، تعالي معنا دال هي ولكن .... إن تعرضت للخطر ولم تأخذي حذرك فسأعاقبك بنفسي.
- ماذا؟ كيف ستعاقبني؟ هل ستضربني أم ماذا؟!
- كلا، سأقوم بمواعدتك رغماً عنك، وإن حدث شيء وقمت بإنقاذك فسأقبلك. بما أننا اتفقنا يمكنك الذهاب الآن.
- مهلاً ... ما هذا الهراء؟!
فتح دو هان باب السيارة ولم يعطها فرصة للحديث بل دفعها للداخل وأغلق الباب ثم لوح لها بيده وعاد للداخل مبتسماً وهو يقول: سنرى إن كانت ستجرؤ على القدوم الآن؟!
ذهبت دال هي لمكتبها أنهت العمل على بعض الملفات ثم عادت لمركز الشرطة وما أن رآها دو هان حتى نفخ الهواء بإحباط وطأطأ رأسه في حين تجاهلها البقية.
اقترب دو هان منها وقال بصوت منخفض: هل ستذهبين بهذه الملابس وهذا الحذاء؟
- ما خطب ملابسي الآن؟!
- على الأقل كان بوسعك ارتداء حذاء رياضي مريح.
- أنا بخير، لا داعي لقلقك.
- لست قلقاً فهذا لمصلحتي.
- ماذا؟
- هل نسيت اتفاقنا أم ماذا؟
- أنا لم أتفق معك على شيء.
- بلى، لا يمكنك التهرب الآن فقد اتفقنا وانتهى الأمر. قدومك إلى هنا يعني شيئاً من اثنين، إما أنك موافقة على مواعدتي لك وإما أنك تبالغين في الثقة بنفسك.
- سنرى ذلك أيها المحقق ولكن ... لا ترفع سقف آمالك.
- حسناً، سنرى أيتها ... المدعية المجنونة.
- وغد أحمق.
استدار دو هان وهو يبتسم بثقة مما جعلها تشعر بالغيظ. بدأ الجميع يستعدون للخروج وارتدوا السترات الواقية وتفقدوا أسلحتهم. أخذ دو هان سترة إضافية ثم أمسك بيد دال هي وقادها لغرفة التحقيق فنفضت يده قائلة: يمكنني المشي بمفردي.
نفخ دو هان الهواء وفتح الباب مشيراً لها بالدخول ثم أغلق الباب ونظر لها قائلاً: ما دمت مصرة على القدوم والتدخل في عملنا فعليك الالتزام بما نطلبه منك هل فهمت؟ اخلعي سترتك هذه لترتدي السترة الواقية.
همت دال هي بالحديث فوضع سبابته على شفتيها وقال محذراً: لا أريد سماع شيء منك، لقد اكتفيت من صراخك وتذمرك اليوم، عليك ارتداء هذه شئت أم أبيت.
خلعت دال هي سترتها فاقترب وساعدها على ارتداء السترة وكان كلما يقترب منها تتوتر أكثر ثم أخرج من جيبه ربطة شعر ووقف خلفها وأمسك بشعرها فهمت بالابتعاد قائلة: ما الذي تفعله؟
أمسك بكتفيها من الخلف قائلاً: اهدئي، سأربط لك شعرك فلا يمكنك الذهاب بشعر متناثر لأنه سيكون مزعجاً ويحجب رؤيتك.
ردت دال هي بصوت متوتر: بإمكاني فعل ذلك بنفسك.
قال دو هان بصوت جاد يشوبه الحزن: دعيني أفعل هذا من أجلك على الأقل فلا أحد يعلم ما قد يحدث.
ازداد توتر دال هي بعد جملته هذه بينما كان هو يربط لها شعرها ثم التفتت له قائلة: لمَ تقول هذا ... وكأنك تخشى حدوث أمر سيئ؟!
ابتسم دو هان قائلاً: لا أحد يعلم ما قد يحدث في مهمة خطيرة كهذه، الجميع متوترون. لقد كتبت رسالتين إحداهما لأمي والأخرى لك في حالة حدوث شيء لي يمكنك ....
قاطعته دال هي بغضب: توقف، كفاك هراء، لن يحدث شيء ولا داعي لتبالغ في قلقك، سيسير كل شيء على ما يرام. هيا بنا كي لا نتأخر.
خرجت دال هي من الغرفة متوترة وأخبرت البقية بأنها ستنتظر خروجهم وستتبعهم بسيارتها. ابتسم دو هان وقال في نفسه: إنها قلقة بشأني، تتوتر عندما أقترب منها، يبدو بأنني بدأت بترويض هذه الشرسة.
خرج رجال الشرطة وانطلقوا بسياراتهم متوجهين للميناء وتبعتهم دال هي.
عاد جو هيون للمنزل وسأل والدته عن نارا فأخبرته بأنها ذهبت إلى غرفتها لتنام منذ عودتهم من التسوق ولم تخرج حتى الآن. أسرع جو هيون ليطمئن عليها وما أن فتح باب الغرفة قفزت نارا عن السرير وعانقته بقوة.
- هل أنت بخير؟
- أجل، لقد اشتقت إليك بشدة.
- وأنا كذلك.
- أنت لا تعلم كم مرة منعت نفسي من الاتصال بك لأطلب منك القدوم بل فكرت بالذهاب إليك أيضاً.
- لماذا؟ ماذا حدث نارا؟
- لا شيء، اشتقت إليك وحسب. الذكريات التي أراها تجعلني ... أشتاق إليك حد الجنون. لقد بت أعلم كم أحببنا بعضنا البعض أوبا. أنا آسفة لأنني تركتك تعاني هنا بمفردك.
وضعت نارا يدها على وجنته فدمعت عيناه ثم ضمها لصدره بقوة. انسابت دموع نارا قائلة: كيف نسيت حبنا هذا وأنا التي كنت أشتاق لرؤيتك حتى الجنون، كيف لي أن أنسى كل ما مررنا به، كيف؟!
نظر لها جو هيون ووضع يديه على وجنتيها قائلاً: نارا لا تلومي نفسك، الأمر ليس بيدك. هذا كان شيئاً خارجاً عن إرادتنا ويفوق قدراتنا، ما يهم هو أنك تذكرت حبنا وهذا كافٍ.
طوقت نارا عنقه بذراعيها بقوة وقالت: سأعوضك عن كل ما فات أوبا، أعدك بذلك، أحبك ... أحبك جداً.
ابتسم جو هيون وقال: يمكنك تعويضي بطريقة واحدة فقط.
نظرت له نارا باستفهام فأكمل قائلاً: اقبلي الزواج بي نارا، دعينا لا نضيع المزيد من الوقت من حياتنا، لننشئ عائلتنا الصغيرة وننجب أطفالاً بجمالك.
اقتربت نارا واكتفت بطبع قبلة على شفتيه فابتسم.
- طريقة جيدة للتهرب من الإجابة، لا بأس سأنتظر.
- يمكن اعتبارها تهرباً من الإجابة ويمكن اعتبارها ... موافقة، أليس كذلك؟
- كاذبة، ليست موافقة فترددك بشأن الزواج واضح من نظراتك.
- ترددي ليس بشأن زواجي بك أوبا، أنا أحبك وأريد عيش حياتي برفقتك ولكن ... ترددي بسبب المسؤولية المترتبة على الزواج، ربما لم أفكر بشأن المسؤولية في السابق بسبب الظروف التي مررنا بها فقد كنا نصارع للبقاء معاً بل لنحيا فقط.
- نارا، الظروف التي حاربناها بشجاعة تجعل المسؤولية المترتبة على الزواج أمراً هيناً، لا تبالغي في الأمر ولا تقلقي فأنا معك.
ابتسمت نارا ووضعت رأسها على صدره قائلة: شكراً لأنك انتظرتني وأنت تحمل لي كل هذا الحب والشوق والصبر أوبا. شكراً لك على كل شيء.
رد جو هيون: لا داعي لشكري فقد انتظرت الروح التي غادرتني، ها قد عادت من جديد وأعادت لي الحياة، هذا أكثر من كافٍ بالنسبة لي.
وصلت قوات الشرطة إلى الميناء واتخذوا مواقعهم قبل وصول الأطراف التي ستقوم بعملية التسليم. أسرع دو هان إلى دال هي وطلب منها البقاء ساكنة وبعيدة عن مكان الحدث وألا تتحرك من مكانها حتى يأتي إليها ويخبرها بأن الأمر قد انتهى.
غضبت دال هي من أوامره وتحذيراته وهمت بالصراخ فوضع يده على فمها وقال: هل فقدت صوابك؟ نحن في مهمة سرية وأنت تريدين الصراخ؟ هل تريدين إفشال خطتنا وجهودنا؟!
كانت دال هي تحدق به وأدركت بأنه محق في كلامه، أبعد يده عن فمها فقالت: أنا ... لم أقصد ولكنك تستمر بالتحقير من شأني.
تنهد دو هان وأغمض عينيه بحنق ثم نظر لها وقال: أنا لا أحقر من شأنك ولا أستهين بقوتك، أنا فقط ... خائف عليك. لا أريدك أن تصابي بأذى أو أنشغل بك عن أداء واجبي لأن الأمر أخطر مما تعتقدين. دال هي من فضلك، أتوسل إليك ... افعلي ما أطلبه منك هذه المرة فقط.
شعرت دال هي بخوفه وقلقه عليها فالتزمت الصمت في حين عاد هو لموقعه. وصل الرجال الذي سيقومون بعلمية التسليم وتم تأكيد هويتهم بعد مراقبتهم وانتظروا اللحظة الحاسمة أثناء التسليم وقاموا بمهاجمتهم إلا أن الرجال ردوا عليهم بإطلاق النار ومحاولة الهرب.
كانت دال هي تراقب من بعيد عندما قام الرجال بتأمين التغطية لرئيسهم ليتمكن من الهرب. انسحب رئيسهم وركب سيارته ليغادر وسط وابل من إطلاق النار. أسرعت دال هي وركبت سيارتها وانطلقت ثم أشارت لدو هان الذي كان يركض خلف السيارة بالركوب.
تبعت دال هي السيارة واستمرت المطاردة لبضع دقائق حتى اصطدمت السيارتان. تفقد دو هان دال هي وسألها عن حالها فقالت إنها بخير وطلبت منه الإمساك بالرجل قبل أن يهرب.
خرج الرجل من السيارة مترنحاً فأسرع دو هان إليه متجاهلاً إصابته بسبب الاصطدام وحاول الإمساك به ولكن بدأ كل منهما بتوجيه الضربات للآخر، أخرج الرجل سكيناً وطعن دو هان في خاصرته رغم محاولة دو هان الإمساك بيده وضربه. خرجت دال هي من السيارة وعندما رأت الرجل قد طرح دو هان أرضاً ويقوم بخنقه أسرعت وركلته بقدمها فبدأ دو هان يسعل.
انهالت عليه دال هي باللكمات إلا أنه لكمها بقوة فطرحها أرضاً عندئذ صرخ دو هان وحاول النهوض. كان الرجل أسرع منه حيث التقط سلاحه عن الأرض ووجهه نحو رأس دال هي ثم أمسك بها وقد طوق عنقها بذراعه بقوة حتى باتت تشعر بالاختناق.
أمسك دو هان بسلاحه وهدده ليتركها دون فائدة. طلب منه الرجل أن يترك سلاحه مقابل ترك الفتاة. رمى دو هان سلاحه أرضاً فأطلق الرجل النار عليه. صرخت دال هي باسم دو هان ثم أمسكت بيد الرجل التي تحمل السلاح وأعادت رأسها للخلف بقوة لتوجه ضربة قاسية لوجهه جعلته يتراجع للخلف ويتركها متألماً. أمسك دو هان بسلاحه من جديد وأطلق النار عليه فسقط أرضاً. أسرعت دال هي نحو دو هان تسأله عن حاله وقد بدأت دموعها تنساب عندما رأت الدم ينساب من خاصرته وتحاول الضغط على الجرح.
نظر دو هان للدم الذي يسيل من فمها بسبب لكمة الرجل لها فسألها إن كانت بخير فردت بغضب وهي تبكي: اقلق بشأن نفسك أيها الأحمق.
وصل رجال الشرطة وقاموا بطلب سيارة إسعاف على الفور بينما بقيت دال هي تضغط على جرحه وقام زملاؤه بإزالة السترة الواقية لتفقد إصابة الرصاصة واطمأنوا أنها لم تصبه. وصلت سيارة الإسعاف ورافقته دال هي، في المستشفى قاموا بإجراء الفحوصات اللازمة وعالجوا جروحه وقالوا بأنه يعاني من كسر ضلعين في صدره أيضاً.
بعد إنهاء علاجه تم نقله لغرفة خاصة بينما ذهبت دال هي للحمام لتغسل وجهها ونظرت لنفسها ولدموعها في المرآة باندهاش وتذكرت ردة فعلها على ما أصابه.
كان زملاؤه يتساءلون إن كان عليهم إخبار والدته بما حدث أم ينتظرون حتى يستيقظ. دخلت دال هي غرفته وكلاً من زميليه يقول بأنه سيبقى معه الليلة وإذا بها تقول: اذهبوا وقوموا بعملكم مع أولئك الأوغاد، أنا سأبقى هنا.
وافق كلاهما وهما بالخروج من الغرفة فأوقفتهما قائلة: لا تدعوا أحداً منهم ينام، إن أشرقت شمس الصباح ولم أرَ اعترافاتهم مسجلة سيكون حسابكم عسيراً، هل فهمتم؟
خرج كلاهما متذمرين من طريقة كلامها فقال أحدهما: لقد أصيب بسببها وما زالت تتحدث بعجرفة معنا وكأننا نعمل تحت إمرتها. لا تدري بأننا نصمت احتراماً لمشاعر زميلنا فقط وليس من أجلها.
قال الآخر: أنت محق، دو هان يصعب هزيمته ولكن حادث السيارة وقلقه عليها في موقع الحادث أوصلاه لهذا الحال. دعنا نذهب هيا فلدينا الكثير من العمل.
كانت دال هي تستمع لحديثهما من خلف الباب فدمعت عيناها ثم نظرت لدو هان، اقتربت وجلست على الكرسي بقربه ثم مدت يدها نحو يده ولكنها توقفت وقالت في نفسها: أعلم بأنه تأذى بسببي، لقد وقع الاصطدام بسببي وتأذى بسبب الحادث ولم يستطع الدفاع عن نفسه كما يجب واضطر لرمي سلاحه بسببي أيضاً وتلقى رصاصة جراء ذلك.
طأطأت دال هي رأسها ومسحت دموعها المتساقطة في محاولة منها لتتماسك. مضى بعض الوقت واستيقظ دو هان وعندما رآها قال: ما هذا، أنت هنا بجانبي؟ إما أنني أحلم أو مت.
رفعت دال هي قبضتها وقالت بحنق: ولم قد تموت أيها الأحمق، إصابتك ليست خطيرة حتى. لقد عالجوا لك جرح السكين وهناك جرح صغير في رأسك وضلعين مكسورين فقط.
اتسعت عينا دو هان قائلاً: فقط؟! هل كنت تريدين المزيد؟ هل يعقل بأنك كنت تودين لو مت كي ترتاحي؟!
قالت دال هي بحنق: توقف عن ذكر الموت وإلا قتلتك.
ضحك دو هان فتألم ثم نظر لها وسألها إن كانوا قد أخبروا والدته فقالت بأنهم سيخبرونها في الصباح بما أن الوقت بات متأخراً وكي لا تقلق عليه. شعر بالراحة عندما علم بذلك ثم التفت لها وسألها عن زملائه.
- لقد عادوا لمركز الشرطة من أجل التحقيق.
- آه، أجل. ماذا عنك؟
- ماذا ... تقصد؟
- لماذا لا تزالين هنا؟
- لأنه ... لا يوجد أحد برفقتك.
- ولكنني نائم ويمكنني طلب المساعدة من الممرضات فلماذا أنت هنا؟
- لقد ... أصر زملاؤك على البقاء ولكنني تطوعت كي لا يتهربوا من عملهم وينهوا التحقيق مع المتهمين الليلة.
- الليلة؟ هل تظنين بأنه من السهل جعل أولئك يتحدثون في بضع ساعات.
- حري بهم أن يفعلوا ذلك.
- يبدو بأنك قمت بتهديدهم صحيح؟
- على أي حال، أنا ... آسفة بشأن ما أصابك، لقد تأذيت بسببي.
- لم نتفق على الاعتذار.
- ماذا؟!
- أذكر بأننا اتفقنا على أمر آخر ألا تذكرين؟! شيء يتعلق بالمواعدة وقبلة، أليس كذلك؟
- لا تحلم بذلك حتى.
- غادري إذاً، لماذا أنت هنا في وقت كهذا؟!
- لأنني ...
- لأنك ماذا؟ تشعرين بالذنب؟ لا داعي لذلك كنت لأفعل الشيء ذاته من أجل أي شخص آخر فهذا عملي وواجبي. لماذا ما زلت هنا، هيا غادري.
- أنت ... وغد وقح و ... مغرور. أنا المخطئة لأنني بقيت هنا.

أنت تقرأ
القرن الأخير
Fantastikكل شخص يخفي بداخله ما لا يستطيع قوله أو نسيانه ... عشق ... خوف ... ذنب ... جرح ... ألم. في جو من العشق والخوف والشوق والغموض والتضحية التي تمر بها شخصيات الرواية يجعلونا نعيش معهم أحداث في غاية التشويق مليئة بالعاطفة نعلم من خلالها أن ليس البشر وحده...