القرن الأخير- الفصل 28

24 2 0
                                    

رن هاتف نارا وكان شي هيون يريد الاطمئنان على جو هيون وما قاله لها فأخبرته وطلبت منه أن يطمئن والديه ويخبرهم بأنها ستبذل جهدها لإخراجه بأسرع وقت ممكن. أخبرها بأنه سيأتي لمساعدتهم أيضاً فقالت بأن خروجه سيكون صعباً لأن الصحافة ستلاحقه وسيتم كشف أمر تواجدهم في شقته لذا عليهم توخي الحذر. شعر شي هيون بالإحباط ولكنه تفهم الأمر وطلب منها أن تخبره إن كان هناك ما يمكنه فعله.
جلس الجميع ووضعت نارا اللوح أمامهم وبدأت تدون أمامهم الملاحظات التي أخبرها بها جو هيون.
- أظن بأن أول مكان علينا البحث فيه هو المطعم. نريد تسجيلات كاميرات المراقبة وسؤال الموظفين هناك في حالة وجدنا شهوداً على الرغم من أنه احتمال ضعيف.
- لقد ذهبت للمطعم بالفعل ولم يسمحوا لي برؤية تسجيلات المراقبة وأظن بأن الأمر سيكون مماثلاً مع ذلك الفندق فلا يوجد إذناً رسمياً من الادعاء.
- الأمر مختلف عندما تذهب مدعية عامة لا محامية عدا عن ذلك فالأمر يصبح مختلفاً عندما أذهب أنا.
- سنرى ذلك.
- لنرتب الأمور التي علينا العثور عليها أولاً. إيجاد تسجيلات كاميرات المراقبة وشهود من المكانين واستجواب الضحية والمدعيين الآخرين وعلينا إيجاد طريقة ذهابه من المطعم إلى الفندق سواء كانت سيارة أجرة أو سيارة خاصة لأحدهم فهذا مهم جداً.
- أجل، كنت أود قول هذا وأيضاً أريد البحث عن نتيجة التحليل الخاصة بالضحية فأنا واثقة من أنه تم تزويرها.
- سأتولى هذا الأمر فلن يسمحوا لك بالاطلاع على الوثائق الرسمية في الطب الشرعي بما أن التحليل قد تم تسليمه وانتهى الأمر.
تنهدت نارا وحاولت كتم انزعاجها ثم أمسكت بهاتفها واتصلت بالسيد كيونغ فقال بأن النتائج لم تصدر بعد. شعرت نارا بالإحباط فقالت دال هي ببرود: هل تظنين بأن النتيجة ستكون لصالح جو هيون؟! لقد فعلوا كل هذا ولن يغفلوا عن موضوع تحليل الدم، لا بد من أنهم يقومون بتغيير النتيجة الآن.
ردت نارا بحنق: كيف لك أن تتحدثي بهذه السلبية وبكل هذا البرود.
- أنا أريك الحقائق فقط، علينا أن نركز على أدلة أهم لتكون دامغة وغير قابلة للتزوير. لا تنتظري مجرد تحليل وفحص لأن تزويره سهل جداً عليهم.
- ما الذي تعرفينه عنهم؟ هل تعلمين شيئاً لا نعلمه نحن؟
- كلا ولكنني أعلم كيف يقوم الفاسدين والمجرمين بتسيير الأمور هنا، عملنا جعلنا نرى الكثير من المختلين.
- حسناً، علينا التحرك بسرعة فكلما تأخرنا كلما قلت فرصة حصولنا على الأدلة.
- أجل هيا بنا، دو تشان أنت أيضاً سوف تأتي وخذ معك ما يلزم لأنك ستعمل على استرجاع بيانات محذوفة بالطبع.
- بيانات محذوفة؟
- بالطبع، سيكونون قد حذفوا التسجيلات لذا سيتوجب على دو تشان استعادتها.
- هيا بنا.
- مهلاً، دو تشان جد صاحب المطعم واخترق حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وجد لي شيئاً مثيراً من فضلك.
خرج الأربعة وتوجهوا إلى المطعم مباشرة وقالت دال هي بأنها ستدخل مع دو تشان فقط بما أن نارا قد سبق وأتت ورفضوا طلبها. دخل كلاهما وتوجها مباشرة إلى المدير وأرته دال هي هويتها وقالت بأنها تحقق في القضية وطلبت منه التعاون ولكنه رفض. نفخت دال هي الهواء وأمالت رأسها قليلاً لليمين ثم التفتت لدو تشان وقالت: هل أرسلتها لي؟
أجاب دو تشان إيجاباً فأمسكت بهاتفها وقالت: لم أكن أود فعل الأمر بهذه الطريقة ولكنك جعلتني اضطر لذلك. ربما لا تعلم ولكنني لا أحب الجدال والنقاش ومحاولة إقناع الآخرين، أحب سلك الطرق المختصرة. هل تريدني أن أرسل هذه الصور لزوجتك؟ أم لابنتك التي تدرس في الخارج؟!
أرته بعض الصور التي حصل عليها دو تشان من محادثاته مع فتاة يقيم معها علاقة سرية فبدأ الرجل يتصبب عرقاً ثم قال: سأفعل ما تريدين ولكن قومي بحذفها أرجوك.
أومأت برأسها موافقة بكل برود وهدوء ثم أخذها لغرفة التحكم وهناك أراها جو هيون والبقية يدخلون المطعم ولكن لا يوجد تسجيل لخروجهم فسألته عن الأمر وقال بأن هناك عطلاً أصاب نظام المراقبة ولم تسجل الكاميرات لبضع ساعات ثم قاموا بإصلاحه عندما اكتشفوا الأمر.
رفعت دال هي زاوية فمها ثم طلبت من الرجل الذي يجلس أمام الشاشات النهوض. نظر الرجل للمدير الذي بدا عليه التوتر والقلق فأمسكت بهاتفها ولوحت به أمامه فأشار للرجل بالنهوض. طلبت من دو تشان أن يجلس ويتولى الأمر.
كانت نارا ويونغ جاي جالستان في السيارة تشعران بالقلق.
- ترى هل استطاعت إقناعهم برؤية التسجيلات أم لا؟
- بما أنهما استغرقا كل هذا الوقت فيبدو بأنها نجحت.
- آمل ذلك، سيكون هذا دليلاً قوياً صحيح؟
- أجل، آمل أن تسير الأمور على ما يرام يونغ جاي، اتصلي بها إن كان لديك رقمها فأنا متوترة.
- حسناً.
اتصلت بها يونغ جاي فأخبرتها دال هي بأن دو تشان يعمل على استرداد الملفات. ابتسمت يونغ جاي وأخبرت نارا بهذا فتنفست الصعداء ثم قالت: آه ... هذا جيد. آمل أن ينجح دو تشان ونجد الدليل. يونغ جاي ماذا تعرفين عن المدعية دال هي؟
- إنها مدعية معروفة بقوة شخصيتها وذكائها ولا يمكن لأحد أن يقف في طريقها، مغرورة قليلاً ولا أحد يمكنه أن ينال إعجابها بسهولة إلا أن الجميع يعلم بأنها معجبة بالمدعي جو هيون وأيضاً خلفيتها العائلية رائعة فهي من عائلة معروفة بأن جميعها مدعين وقضاة ولهم نفوذهم عدا عن أنها جميلة جداً، باختصار تمتلك كل شيء والجميع يعتبرها محظوظة.
- قلتِ بأنها هي من أتت تعرض مساعدتها للتحقيق في قضية جو هيون.
- أجل، فهي كالمدعي جو هيون ليس لديها ما تخشاه ولديهما شخصيات متشابهة بعض الشيء. الجميع يقول بأنهما سيكونان رائعين معاً إن تواعدا و ... أنا آسفة. لقد قلت ما أسمعه هناك دون وعي مني.
- لا بأس، لم قد يهمني ما يقوله الآخرون؟!
- آه ... أجل.
ابتسمت يونغ جاي بحرج ثم وضعت يدها على فمها بينما نظرت نارا من النافذة وقد كانت نظراتها تظهر غضبها واستيائها وتقول في نفسها: لقد جعلتني أنتظرها هنا ودخلت تستعرض نفوذها، سأرى كيف سمحوا برؤيتها للتسجيلات. آه ... إنها تزعجني منذ أول دقيقة، أرجو ألا يطول وقت التحقيق ونحن نبحث عن دليل وإلا قتلتها هي وأوبا أيضاً، تلك المغرورة المزعجة.
مضى بعض الوقت ثم نظر دو تشان لدال هي وقال: لا يوجد بيانات محذوفة، لقد تم إيقاف النظام بشكل متعمد كي لا تقوم الكاميرات بالتسجيل بعد دخولهم للمطعم وعادت للعمل بعد خروجهم.
تنهدت دال هي ونظرت للمدير وقال بتهكم وغضب: لهذا لم تقاوم كثيراً صحيح، كنت واثقاً بأننا لن نحصل على شيء.
نظر لها المدير بخبث وقال: لا أدري عمَّ تتحدثين، لقد أخبرتك بالفعل بأن النظام كان معطلاً ولكنك لم تستمعي لي.
أشارت لدو تشان بالذهاب وخرجا معاً وعندما دخلا السيارة سألتهما نارا عما حدث فأخبرتها دال هي وقد بدا عليها الغضب فقالت نارا: ماذا إذاً؟ هل سنغادر بهذه البساطة؟
- وماذا تريدين أن نفعل؟ لا يوجد تسجيلات حتى ولا شيء لاستعادته.
- علينا البحث عن شهود، علينا أن نسأل الموظفين هنا.
- وهل تظنين بأن هناك أحداً سيخاطر بوظيفته ومصدر رزقه من أجلك؟! لن يحركوا من أجلك اصبعاً واحداً فهم بالتأكيد تلقوا تحذيرات مسبقة وتهديدات أيضاً كي لا يتحدثوا.
- وإن يكن ... هذا لا يمنعنا من المحاولة.
- علينا الذهاب للفندق أولاً فإن وجدنا التسجيلات سيصبح الأمر أسهل علينا.
- اذهبي للفندق وأنا سأبقى هنا لأسأل الموظفين.
نزلت نارا من السيارة فتبعتها يونغ جاي واقترحت عليها المساعدة فقالت نارا بأنها ستتولى الأمر وحدها وطلبت منها البقاء مع دال هي ومراقبة الأمور وتبليغها بالتطورات. قبلت يونغ جاي وعادت للسيارة، انطلقوا للفندق في حين دخلت نارا للمطعم وبدأت تري الموظفين صورة جو هيون وإن كانوا يتذكرون شيئاً عن حضوره ليلة أمس ومن كان يخدم طاولتهم. هناك من تهرب وقال بأنه لم يره وهناك من قال بأنه لم يلاحظ شيئاً غريباً ولم ينتبه لخروجهم. شعرت نارا بالتعب وبرغبة بالبكاء لأنها لم تصل لشيء بينما كانت وسائل الإعلام تتحدث عن جو هيون باستمرار محاولين تشويه سمعته، عدا عن أن شركتهم بدأت تواجه انخفاضاً في سعر الأسهم وتتكبد خسائر فادحة.
دخلت نارا إلى الحمام وبكت بصمت ثم غسلت وجهها وعند خروجها رأت نادلة فسألتها نارا الأسئلة ذاتها، وأعطتها بطاقتها لتتصل بها إن تذكرت أي شيء. كانت نارا في حالة سيئة للغاية وبالكاد تحاول التماسك، وعندما همت بالمشي مجدداً فقدت توازنها ووضعت يدها على الحائط فأمسكت بها النادلة وسألتها إن كانت بخير. أسندت نارا ظهرها للحائط ولم تستطع منع دموعها ثم قالت بألم وقهر: لست بخير، كيف لي أن أكون بخير وهناك رجل بريء يواجه تهمة حقيرة قاموا بتلفيقها له فقط لأنه يحاول كشف قذارتهم وزجهم في السجن؟!
تمالكت نارا نفسها ثم خرجت من المطعم وأخذت نفساً عميقاً وقالت: عليَّ أن أكون أقوى من ذلك فأوبا بحاجتي الآن. لا يمكنني البكاء والانهيار الآن، يجب أن أجد طريقة ما لإخراجه.
كانت دال هي والبقية قد وصلوا للفندق وقد كان نزلاً صغيراً. دخل ثلاثتهم وأظهرت دال هي هويتها وطلبت من مديرة الفندق أن تسمح لها برؤية الغرفة وبأخذ نسخة من تسجيلات كاميرات المراقبة.
سمحت لهم بالصعود إلى الغرفة وهي تتذمر قائلة بأن هذا الأمر قد سبب لها العديد من المشاكل مع الزبائن بسبب دخول الشرطة وفريق الطب الشرعي. كانت دال هي تستمع لها بصمت. دخلوا الغرفة التي كانت الشرطة قد أغلقتها للوقت الراهن من أجل الأدلة وبدأت هي ويونغ جاي ودو تشان بتفحص الغرفة بشكل دقيق بينما المرأة تقف وتحدق بهم بنظرات مريبة والانزعاج واضح على وجهها.
- سيدتي، ألم تلاحظي شيئاً عند قدومهم؟
- كلا، لم ألاحظ شيئاً غريباً فكل الزبائن تقريباً يأتون هنا يترنحون وثملون.
- عندما أتوا من الذي كان غائباً عن الوعي أو يبدو بأنه ثملاً أكثر، الشاب أم الفتاة؟
- لقد ... كانت الفتاة. كان يمسكها بين ذراعيه وقام بحجز الغرفة وأخذها للأعلى.
- ألم يكن هناك أحد آخر معهم؟
- كلا ... فقط هما الاثنين.
- سيدتي، هل تعلمين بأنك ستدلين بشهادتك هذه في المحكمة؟
- وماذا في ذلك؟ سأقول ما رأيته وحسب.
- هل أنت واثقة من أنك ستدلين بما رأيته بعينيك وليس بما طُلِب منك قوله؟!
- هل تقصدين بأنني أكذب؟! ما هذه الوقاحة، لقد سمحت لك بالدخول رغم أنك ...
- رغم ماذا؟ أنا مدعية ومن حقي التواجد هنا والحصول على ما يتعلق بالقضية والتحقيق بها، هل فهمت؟
- لماذا تتحدثين معي بهذه الطريقة؟
- لأنك تكذبين أجوما، كل ما قلته كذباً.
- أجوما؟! هذه الفتاة البغيضة تثير غضبي.
- دو تشان، اذهب واحصل على التسجيلات الآن فلم أعد أحتمل البقاء ساكنة. وأنت أجوما، إما أن تقولي الحقيقة الآن وإما أن تدخلي السجن بعد مثولك أمام القاضي. إن تفوهت بهذا الهراء مجدداً كوني واثقة من أنك ستكونين في السجن بتهمة الشهادة الزور وتضليل العدالة وربما أتهمك أيضاً بالتعاون مع المجرم وعرقلة عملي وبتهمة القذف والتشهير والعديد من التهم الأخرى وستحصلين على سنوات عديدة، أؤكد لك ذلك.
- ما الذي ... تهذين به، أنا لم أكذب لقد قلت ما رأيته وحسب.
- حسناً، استمري بقول هذا لتدخلي السجن. آه ... لا أدري كم دفعوا لك وبماذا أغروك ولكن كوني واثقة من أنني لن أدعك تبقي في الخارج إلى أن تنفقيه بأكمله.
- أي مالٍ هذا، توقفي. هيا اخرجوا جميعاً من هنا.
- لا يمكنك إخراجي فهذا موقع جريمة عدا عن أنني لن أذهب لأي مكان قبل الحصول على التسجيلات هل فهمتِ أجوما؟
- توقفي عن قول أجوما أيتها الفتاة البغيضة.
رفعت دال هي زاوية فمها ثم تبعت دو تشان الذي كان يجلس أمام الحاسوب في مكتب المديرة فسألته إن كان قد وجد شيئاً فقال: قاموا بحذف بعض التسجيلات وأنا أعمل على استعادتها الآن.
ابتسمت دال هي ويونغ جاي بينما بدأت المرأة تصرخ وتطلب منه الابتعاد فأمسكت دال هي بذراعها وقالت: إن لم تقفي بهدوء ثقي بأنني سأضيف لك تهمة أخرى تزيد سنوات سجنك.
نفضت المرأة يدها وقالت بغضب: هل أنت مجنونة؟
ضمت دال هي شفتيها وطرفت بعينيها بضع مرات بسرعة ثم قالت ببرود: اسألي عني وستعلمين، ربما هذا يعطيك مقدمة عما ينتظرك ... أجوما.
مضت بضع دقائق وقال دو تشان: لقد انتهيت، استعدت الملفات وقمت بنسخها.
ابتسمت دال هي ويونغ جاي وقبل أن يخرج ثلاثتهم التفتت دال هي للمرأة وأعطتها بطاقتها وابتسمت قائلة: إن أردت قول الحقيقة قبل أن أكتشفها بنفسي اتصلي بي كي تنقذي نفسك من السجن .... أجوما.

القرن الأخيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن