الجزء 8

28 1 0
                                    

#الجزء_8

🔹نعم حتى أُولي العزم.. فهم بحاجة إلى شفاعة الخاتَم (ص) وأظّن أن مشكلة أهل المحشر ليس لها إلا الرسول الأعظم الذي ختم مقامات القرب إلى الله بمقامه، وبلغ موقعاً لم يبلغه أحد قبله ولا بعده ، فهو الذي قال القرآن بشأنه : { ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى }

🔸طلبتُ من مؤمن مرافقته في رحلته،
فتبسم وقال :
🔹عزيزي سعيد، إن أثر وتبعات كل شيء في عالم القيامة تكويني لا إعتباري، فلا يمكن السماح لك بمرافقتي، فضلاً عن غيرك من أصحاب الدرجات الدنيا، إذ أن درجتك التي إكتسبتها في عالم الدنيا والبرزخ لا تمكّنك من ذلك.

🔸عُدنا إلى مواضعنا على أملٍ أن تصلنا أخبار مسيرة مؤمن وأمثاله من المخلَصين، وفعلاً علمنا بعدها أن الأمر قد وصل إلى نبيّ الله آدم، ثم قطع مراحل أخرى ومراتب عدّة حتى صار لأن ينطلق الأنبياء من غير أولي العزم الى نبي الله نوح الذي قال لهم : إن هذا الأمر عظيم وأنا لست له، اذهبوا إلى نبيّ الله ابراهيم..
ذهبو إلى نبي الله إبراهيم فدلّهم على نبيّ الله موسى الذي دلّهم على نبيّ الله عيسى، وعندما وصلوا إليه قال لهم : إنّ الله تعالى خصّ مقام المحمودية للرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وآله، وهو أهلٌ لهذا الأمر .
✨جمعوا أمرهم، وانطلقوا إلى الخاتَم (ص) وقالوا له: يا من ختم الرسالات برسالته، والمقامات بمقامه، يا من هو أوَّلنا إسلاماً، وأرفعنا درجةً ، وأوجهنا عند الله، يا من أقرّ بالعبودية لله، وآدم بين الروح والجسد، يا من يشهد على الشهداء ونحن الشهداء، إشفع لنا ولأهل المحشر عند الله ، فإن الحرارة كادت تذيب أبدانهم ، والعرق يصل إلى أعناقهم ، بل إلى أفواه البعض منهم.
✨أجابهم الرسول الخاتَم وهو أول ممّ يجيب بالإيجاب، إذ قال: أنا لها يا أنبياء الله وأولياءه.

وانطلق الخاتَم (ص) وسجد لله سجدةً أطال فيها، وما رفع رأسه الشريف منها حتى قيل له :
يا محمد إسئل تُعطى واشفع تُشَفّع، فقال : يا ربِّ أُمّتي أُمّتي.[ هذا الموقف مستوحى من رواية مذكورة في كتاب بحار الأنوار، ج8]

💫 هنالك إرتفعت الشمس من على رؤوس العباد، ونفذ العرق في الأرض وتوغل فيها بعد أن أُذِن لها بذلك..
وعاد الرسول الخاتَم، وكل من في المحشر ينطق باسمه، ويحمده على شفاعته، ويغبطه على مقامه ومنزلته، وذلك قوله تعالى: { عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً }

◀️ بعد أن رُفِع البلاء العام الذي كان قد شمِل عموم أهل المحشر بشفاعة خاتم الأنبياء محمد (ص)، بقِيَ كل شخص منا يعيش عذاب نفسه، وحسرة أعماله، والذي يزيد من العذاب عذاباً، أن كل شخص منا كان معروفاً بين أهل المحشر بملامحه أنه فلان الذي كان في الدنيا، رغم تغيّر صوَر وأبدان البعض منهم إلى صوَر قبيحة منبوذة، كهيئة الخنازير والقردة وأمثالها، والبعض تفوح منهم رائحة كريهة نتنة تجعل أهل المحشر يفرّون منهم، وذلك يجعلهم في عزلة وذلة منبوذين لدى الخلائق أجمعين...

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

#في_أمواج_القيامةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن