#الجزء_24
😳 كنتُ مندهشاً من دقّة السؤال والجواب الذي يدور بين القاضي والملك الرقيب الذي أجابه بقوله:
كانت نسبة إخلاصه لله في لحظة الموافقة 71 إختلط معها حب الرئاسة بدرجة 42، وحب السمعة بدرجة 15 وإرضاء مدير شركته بدرجة 31.
قال القاضي:
🔸وهل كانت هناك نيات أخرى في قلبه؟
أجاب الملك سريعاً :
🔹نعم كان لديه طموح في زيادة راتبه أيضاً.
🔸وكم كانت درجة هذه النية لديه؟
🔹أحد عشر درجة.لم أكن أفهم ما يقصدوه من هذه الأرقام والدرجات، لكني كنت مبهوراً من دقّة الأسئلة وتشعبها، وقلت في نفسي :
😭الوَيل لي، هذه المحاكمة كلها عن قبولي على موافقة تحمّل المسؤولية ، فكيف سيكون الحساب على ساعات وأيام ما بعد تولي هذه المسؤولية؟!لم ينتهي بحثهم حول اللحظة المشؤومة، إذ عاد القاضي يسأل:
🔸ماذا كان الهدف من زيادة الراتب ؟ هل لصرف فرق الراتب في أعمال الخير ؟ أم لتحسين معاش العائلة ؟ أم لشراء بعض الحاجات ؟ أم ماذا ؟⚖ واستمرَت المحكمة في مرافعتها ودخل البحث فيها عن مسائل دقيقة للغاية من قبيل كيفية إدارتي للمشاريع، والتعامل مع المهندسين والعمّال وغيرهم، ومن قبيل حالات التكبّر التي كانت تراودني.. وسألني عن الأموال التي تمّ صرفها بإمرتي، هل كانت في موردها الصحيح، أم بإسراف في بعضها، وهل تمّ إعطاء العمّال والمقاولين حقوقهم بصورة عادلة، دون إفراط وتفريط؟
وفي كل ذلك كان هناك شهود على الأفعال، إذ شهدَت الأرض على بعضها، وفي الأخرى خُتِم على فمي، ونطقَت أعضاء بدني لتقول الذي تماهلتُ عن أدائه في الدنيا، ولم أعطه تمام حقّه.
😰 وأخيراً وبعد جُهدٍ جاهد، وعناءٍ كبير، ومدّة طويلة دامَت سنين وسنين من الألم والحرقة، تجاوزتُ عقبة المسؤولية، وسُجّلت لي نتيجتها الأخيرة لتُضاف إلى العقبات السابقة واللاحقة، إذ على ضوء مجموعها سيكون الحُكم النهائي، وتحديد مصير كل إنسان أهُوَ للجنة والنعيم، أم للنار والعذاب الأليم...
🕋 وتلَت ذلك عقبات كثيرة في الطريق، حتى وصلت إلى عقبة الحج والعمرة، ولم تكن لدي مشكلة كبيرة فيها، إذ كنت قد أدَّيتُ مراسمهما بعد التوبة إلى الله، كما أني كنت دقيقاً في تطبيق أحكامها، وجعلت حينها سفري إلى مكة سفر هجرة إلى الله، فوجئت برؤتي أحد رفاقي الذين كانوا معي في سفر الحج، وهو بحال سيئة جداً وتحرقه الحسرة والندامة، اقتربتُ منه وناديته ألستَ أنت الذي رافقني في سفري إلى مكّة والمدينة؟
إلتفتَ نحوي وهو يبكي ثم قال:
🔺نعم، ليتَك تُساعدني وتُنجيني ممّا وقعتُ فيه.
❓لكنك أدَّيتَ واجبات الحج معي، فلماذا أنت بهذا الحال ؟!
أجاب بانكسارٍ شديدٍ:
🔺كان بإمكاني الذهاب للحج في سن الخامسة والعشرين من عمري، ولكني لم أسعى إليه حتى تجاوز عمري الأربعين، لأني كنت أعتقد كما يعتقد أغلب الناس أنه لدي الخيار في تأخيره إلى أواخر عمري، رغم أنّ أحد أصدقائي أخبرني في وقتها بوجوب الحج عليّ، وعدم جواز تأخيره للمستطيع، بل يبقى عالِقاً في ذمتي..
فتماهلتُ فيه و لم أسعى لتأديته ولو بالحدّ الأدنى من السعي والمحاولة..
والآن تبيّن لي أثر هذا التقصير وأن التأخير والتماهل مع الاستطاعة معصية، ولكن الحمد لله أنني نجَوت من عذابٍ عظيمٍ لأنني كنت قد أدَّيت الحج قبل موتي..فتركتُه، وماذا عساي أن أعمل له، فيكفيني الذي أنا فيه..!!
#يتبع
#في_أمواج_القيامة
أنت تقرأ
#في_أمواج_القيامة
Spiritualانتهت قصة #تحت_أجنحة_البرزخ ماذا بعد البرزخ ؟ ماذا سيحصل و ما هو مصير الأموات ؟! تابعونا في قصة #في_أمواج_القيامة التي تتحدث عن علامات الساعة و أحداثها وما يجري يوم القيامة الكبرى... انتظرونا مع أحداث شيقة !