#الجزء_23
⚖ محكمة الآخرة لا تتصوروها كمحكمة عالم الدنيا في مصاديقها، بل في مفاهيمها فقط، فالمُتَّهَم أنا، ولكن ليس كمُتّهمِي محاكِم الدنيا، إذ كل سِمات بدني تشير إلى تُهمتي،
والشهود ليس كشهود الدنيا يُحتمل فيهم الصدق والكذب، بل لا مجال للكذب والخداع هنا،
ونفس أعضاء بدني تشهد، والأرض تشهد ، والملكان المرافقان لي في الدنيا على يميني وعلى يساري يشهدان، وقادة الأمة يشهدون من الأئمة والأولياء .🗣 أمّا المحامين فهم أعمالي الصالحة وملَكاتي الحسنة !
أمّا القضاة فهم من الملائكة الذين لا يأخذون رشوة، ولا تؤثر فيهم قرابة أو صداقة، وهم موكّلون من الله تعالى الحاكم المطلق الذي هو شاهد على أعمال الخلائق، بل على خواطر أفكارهم، وهمسات قلوبهم ونيّاتهم، قبل أن يُشاهد الشهود ما وقع.😰عرض القاضي عليّ كثيراً مما قصّرتُ به في مسؤولياتي تجاه عائلتي والمجتمع الذي كنت فيه، وحُوسِبت على ذلك حساباً دقيقاً، حتى وصل المطاف بنا إلى فترة تحمّلتُ فيها مسؤولية إدارة قسم المشاريع في الشركة التي كنتُ أعمل فيها، وليتني ما تحملتها ولا قبلتُها!
🔹سألني القاضي عن سبب قبولي في إدارة المشاريع في الشركة عند سفر مديرها لمدة شهرين، فأجبته:
🔸لقد أصرّ المدير علي كثيراً على قبول طلبه وعدم رفضه، لأنه لم يجد رجلاً نزيها يعتمد عليه، فاستحييت منه ولم أرفض طلبه.
🔹وما وجه شعورك بشيء من الفرح الذي دخل قلبك حين معرفتك بالأمر، أهو لأجل أن ذلك يُقربك من الله؟ أم لبُروز نَشوة حبّ الرئاسة لديك ؟🔸لم أجبه، فأذِن القاضي لأحد الملكين اللذين كانا يرافقاني قي الدنيا، فقال الملك الأول بعد أن توجه نحوي :
🔺نحن الملكان اللذان كنا معك في الدنيا حيثما كنتَ، أحدنا على يمينك، والآخر على يسارك، نراقب أعمالك، ونسجّل خواطرك، ولا يفوتنا شيء عنك،
نحن الذين قال الله عنا: (( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )).قلت:
🔸سبحان الله، كيف يخفى على الله شيء وأنتما ترافقاني في الدنيا أينما ذهبت و خلَوت .
أجاب الملك الآخر :
🔺الله لا يخفى عليه شيء في السماوات ولا في الأرض، سواء كنا معك أم لم نكن فهو يعلم ما في نفسي ونفسك، وقد محى عنك الكثير مما ثبّتناه عليك من الذنوب والخطايا، وأنسانا إياها لأنك تبتَ منها إذ سترها عليك في دار الدنيا وفي الآخرة، ولا يعلم بها الآن أحد غيره .🔸إذاً فما وجه مرافقتكما لي مع أن الله يعلم كل شيء بدونكما؟
أجاب الملك :
🔺إن الله أراد أن نكون عليك حجة ظاهرة عليك وشهوداً على أعمالك ونياتك، كما أنه أبى أن يجري الأمور إلا بأسبابها، رغم قدرته على إدارة الوجود وحده.🔸أخذتني العبرة، وسالت دموعي أسفاً على معصيتي لربي، ربي الذي ستر علي عيوبي وذنوبي التي تبتُ منها، وكم كان يناديني في القرآن، ويدعوني في التوبة، ويوعدني بالغفران والجنان، وسِتر الذنوب، وتبديل السيئات حسنات...لقد صدق ربي وعده ولم يخلفه.
طلب القاضي من الرقيب الإستمرار في حديثه فقال الرقيب :
🔺لقد استحضر سعيد ذكر الله تعالى في قلبه، لكنه أيضاً تخيّل نفسه يجلس خلف طاولة الإدارة والمهندسون حوله، فأحسّ بسعادة ورغبة فيما تخيله، وقد كان ذلك أحد الحوافز الذي دفعه لقبول المنصب.
توجه القاضي للملك الآخر، وسأله :
🔹هل كان لديه أيضا لحظة القبول قصد إصلاح وضع المشاريع، والحد من السرقات والفساد فيها؟
🔺نعم كان في قلبه ذلك أيضا.
🔹وما كانت غايته وراء قصده هذا؟ هل كان قصد إصلاح المشاريع خالصاً لله وطلباً للآخرة، أم كان لأجل أن يقال له أنه مهندس نزيه مخلص ؟ أم لأجل أن يرضى عليه مدير شركته ؟#يتبع
#في_أمواج_القيامة
أنت تقرأ
#في_أمواج_القيامة
Spiritualانتهت قصة #تحت_أجنحة_البرزخ ماذا بعد البرزخ ؟ ماذا سيحصل و ما هو مصير الأموات ؟! تابعونا في قصة #في_أمواج_القيامة التي تتحدث عن علامات الساعة و أحداثها وما يجري يوم القيامة الكبرى... انتظرونا مع أحداث شيقة !