الجزء 35

12 1 0
                                    

#الجزء_35

ثم أشار لعليّ وفاطمة أن اشفعوا في أمّتي لمن ترونه لائقاً لشفاعتكم، متّبعاً لولايتكم.

💫 تقدمَت الزهراء عليها السلام بنورها البرّاق، بعد أن أوحى الله عز وجل لها أن يا فاطمة : سَليني أعطك وتمني أُرضك ،
قالت السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام):
🙏🏻(( الهي أنت المُنى وفوق المُنى، أسألك أن لا تعذّب محبي ومحبي عترتي بالنار )).
(( إلهي وسيدي، سميتني فاطمة وفطمتَ بي من تولّاني وتولّى ذريتي من النار ، ووعدك الحق ، وأنت لا تخلف الميعاد)).
جاء النداء من العليّ الأعلى أن:
✨(( صدقتِ يا فاطمة إني سميتكِ فاطمة، وفطمتُ بك من أحبكِ وتولاكِ وأحبَّ ذريتكِ وتولاهم من النار، ووعدي الحق وأنا لا اخلف الميعاد، يا فاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني، لقد آلَيت على نفسي من قبل أن أخلق السموات والأرض بألفَي عام أن لا أعذّب محبيك ومحبي عترتك بالنار. يا فاطمة قد أوكلتُ أمر هؤلاء لكِ لتشفعي فيهم فأشفّعك، حتى يتبَيّن لملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقعك مني، ومكانتك عندي .
❤️ يا فاطمة من قرأتِ بين عينيه مؤمناً ومحباً فخُذي بيده وأدخليه الجنة )).(١)

أقبلَت فاطمة (عليها السلام ) وسط الجمع، فما بقي أحد منا إلا وغضّ بصره أو أغمض عينيه..
🌷و بدأت الزهراء (عليها السلام) تلتقط شيعتها ومحبيها من النار كما يلتقط الطير الحَبّ الجيد من الحَبّ الرديء، تلاها عليّ ثم الحسن، ثم الحسين..

💫 حتى أصبحَت أعدادنا كبيرةً جداً، وكنتُ أنا أحدهم، نعم كنتُ ممن التقطتني فاطمة (عليها السلام) بشفاعتها.
قادَتنا ملائكة الرحمة، وأخرجونا من النار، وتركنا وراءنا جمعٌ كثير من الناس يصطرخون ويستغيثون، مرّة للزهراء يلتمسون، وأخرى بأبيها يتوسلون، وآخرين لعليّ يطلبون ، ويقولون: { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ } ، وآخرون يئِسوا من الشفاعة، فراحوا يتمنَون العودة للدنيا، لا لشيء إلا لأن يكونوا من المتمسكين بثقل الولاية، إذ كانوا يقولون: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}...

💫 ثم خرجنا من جهنم، نعم، خرجنا منها وحال أكثرنا بأسوأ ما يكون، فهو كالحمم والفحم، لذا ذهبوا بنا إلى نهرٍ يُقال له نهر الحياة، يُرَش عليه من ماء الجنة فألقينا أنفسنا فيه، حينها زالَت عنا كل آثار النار والعذاب، وخرج الواحد منا كالبدر في ليلة تمامه..(٢)

ثم غادرتنا بنت خاتَم الانبياء بعد أن تركت في قلوبنا العشق لها، وكل واحدٍ منا يشعر بالمِنّة العظيمة منها عليه.

💫 تقدمنا أكثر نحو الجِنان برفقة الملائكة ودلالتهم ، وخلال مسيرنا هذا سمعتُ تلاوةً ممن كانوا معي فأصغيت له اذ كان يقول : { لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ }

مررنا في الطريق على عينٍ ماء كبيرة توقفنا عندها، وأمرونا بالإغتسال من مائها، فقذفت بنفسي فيها، حتى خرجت في أحسن صورة وأتّم نور، مستعداً لجوار الله تعالى في جنانه.

💫 إنطلقنا إلى العَين الأخرى وإذا بمائها يُضيئ من تلألؤ الحَواري التي كانت واقفةً على جوانبها .
تقدمتُ نحو إحداهنّ لأتناول الكأس الذي تحمله
فقلت لها وقد أدهشني جمالها، وحسن هيئة الإناء الذي بيدها : من أنتِ؟
قالت بعذوبة وأدب:
🔹أنا حوريةٌ خلقني الله من سعيك في الدنيا لتطهير نفسك رغبةً في لقاء ربك..
🔸ولكني لم أتمكن من تطهيرها كما ينبغي..
🔹قالت :لا بأس عليكَ، فقد شفع لكَ شخص اسمه مؤمن، ورُفعت درجتك إلى درجات المتطهرين بعد أن قبل الله شفاعته فيك..

---------------------
(١) ورد مضمون ما دار بين الله عز وجل والسيدة الزهراء عليها السلام في رواية مذكورة في كتاب بحار الأنوار ج27، وأخرى مذكورة في كتاب كشف الغمة ج2..
(٢) في عوالي اللئالي، عن رسول الله (ص) إن أهل النار يموتون ولا يحيون، وإن الذين يخرجون منها وهم كالحمم والفحم، فيلقون على نهر يُقال له الحياة أو الحيوان، فيُرش عليهم أهل الجنة من مائه ثم يدخلون الجنة وفيهم سيماء أهل النار ، فيقال هؤلاء جهنميون، فيطلبون إلى الرحيم عز وجل إذهاب ذلك الإسم عنهم فيذهبه عنهم ، فيزول عنهم الإسم، فيلحقون بأهل الجنة..

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

#في_أمواج_القيامةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن