الجزء 30

15 1 0
                                    

#الجزء_30

قال الملك:
🔺 كنتَ تقرأ على زملائك النصائح والمواعظ حتى يُقال عنك أنك إنسان تحب الخير لهم، ولا تبغي إلا رضوان الله فيهم، وكنت تنصح رياءً بما لم تفعله، وتوصي بما لم تسعَ لأدائه قبل الوصية به..
كنت تظن أن عملك هذا لله، ولكن لو تمعنت فيه قليلاً لوجدته للناس قبل أن يكون لله..

😰 في تلك الأثناء مرّ بنا مجموعة كبيرة من الملائكة ومعهم آلافٌ مؤلّفة من الناس المسوَّدة وجوههم، المحترقة أبدانهم، يصرخون ويستغيثون، وقد شدَّت في أعناقهم سلاسل غليظة من نار.
إلتفتَ لي أحد الملائكة، وقال :
أُشكُرْ الله أن لم تكن معهم! هؤلاء المتكبّرون على الناس وعلى الله، والمكذّبون لرسوله، وهم المخلَّدون في النار، وإنما يساقون الآن إلى وادي سقر، وهل تعلم ما سقر؟

أجبته:
كلا، لا أعلم.
قال الملك :
🔺 إنه وادي يفوق جميع وديان جهنّم في حرارته، ذات مرّة شكا إلى الله شدّة الحرارة فيه، فأذِن له الله أن يتنفس قليلاً، فتنفس وإذا به يَحرِق جهنّم ونيرانها !

😰 بعد ذلك سِيق بي إلى وادي المُرائين فرأيتُ فيه مدّ البصر من البشر ما لا تُحصى أعدادهم، والكل يبكي وينادي بالوَيل على نفسه.
استقبلتني الزبانية بأسواطٍ مؤلمة ، ومقامِع من نار ملتهبة، ثم قال لي أحدهم : يا خاسر! لقد عمِلتَ بما أمر الله عز وجل، ولكنك أردتَ به غيره، ورغبت في مدح سواه.
لقد حبطَ عملك، وبطل أجرك، ولا خلاق لك اليوم، فالتمِس ثوابها ممّن كنت تعمل له (١)، وهيهات لك ذلك.

😭 بقيتُ في هذا الوادي سنين عدّة، وأي سنين ! كل لحظة فيها كانت تعادل ألف عام أو تزيد عن ذلك لقسوتها، وشدّة ألم العذاب فيها، حتى جاء اليوم الذي أتَتني فيه ملائكة الغضب الذين ساقوا بي ليخرجوني منه وينقلوني إلى مكانٍ آخر .

سألتهم عن أي مكانٍ يراد بي،
فجاءني الجواب :
🔺 إلى وادي عذاب الموحدين من أصحاب الذنوب الكبيرة .

إعترضتُ عليهم أنني لم أرتكب في الحياة الدنيا ذنوباً كبيرة .
وسألتهم أيّ ذنوب كبيرة قد عملتها؟
جاءني الجواب برفقة سَوطٍ من أحدهم :
🔺هناك الكثير من الذنوب الكبيرة كنت تعملها ظناً منك أنها صغيرة، وهي ليست كذلك..
ثم أمَا علمت أن الإستهانة بصغائر الذنوب، والإصرار عليها يُعدُّ من الكبائر؟(٢)

😰 دخلنا وادي الموحدين، فإذا به من البشر ما لا يحصى عدده، وكلهم من الموحدين الذين ماتوا على كبائرهم، غير تائبين منها .
كنتُ ضمن مجاميع الموحدين من أمّة النبي الخاتَم (صلى الله عليه وآله)
فسألتُ أحدهم حين الدخول معهم : كم سيكون المكث هنا ؟
--------------------
(١) في الكافي عن ابي عبدالله (ع) : "كل رياء شرك، إنه من عمل للناس كان ثوابه على الناس، ومن عمل لله كان ثوابه على الله"
(٢) في وسائل الشيعة عن أبي عبد الله (ع) :" لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الإستغفار"

#يتبع
#في_أمواج_القيامة

#في_أمواج_القيامةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن